ارتباك واشنطن بعد إنزال طائرتها التجسسة في إيران

ارتباك واشنطن بعد إنزال طائرتها التجسسة في إيران
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١١ - ١٢:٠٦ بتوقيت غرينتش

إنجاز جديد لإيران ولقواتها ولصناعاتها الدفاعية الجوية تحقق بإسقاط طائرة التجسس الأميركية المتطورة آر. كيو.170 بدون طيار والتي لا تكشفها الرادارات بعيد انتهاكها الأجواء الإيرانية. وقد أكدت إيران الخبر فيما شككت به واشنطن ووسائل إعلام عربية في البداية ثم عادت وأكدته بعد عرض إيران الطائرة الأميركية . فكيف ظهرت إيران الصورة وكيف تمت محاولة قلبها.

وأعلنت إيران في الرابع من ديسمبر كانون الأول عن تمكن دفاعاتها الجوية من إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار بعد انتهاكها الأجواء الإيرانية . وعرضت وسائل الإعلام الغربية الخبر كما هو.

ـــ  الجيش الإيراني يسقط طائرة تجسس أميركية شرق البلاد، هذا ما أعلنه التلفزيون الرسمي الذي قال إن طائرة من دون طيار تابعة للجيش الأميركي توغلت في المجال الجوي الإيراني قرب الحدود الأفغانية والباكستانية فقامت الدفاعات الجورية الإيرانية بإسقاطها على الفور، وذكر التلفزيون الإيراني نقلاً عن مصادر عسكرية بأن الطائرة سقطت دون تعرضها لأي أضرار بالغة وقد أصبحت الآن تحت سيطرة الجيش الإيراني، هذا ولم تبث وسائل الإعلام الإيرانية أية صور للطائرة المفترض إسقاطها.

رغم التأكيد الإيراني للخبر سارعت الولايات المتحدة الأميركية لتكذيبه.

 ونفى مسؤول عسكري أميركي علم بلاده بفقدان أي من طائرات الاستطلاع الخاصة بها في منطقة الخليج الفارسي. وقال لشبكة "سي إن إن": "لم تصلنا أي تقارير حديثة بشأن فقدان طائرات استطلاع من دون طيار في منطقة الخليج لأي سبب من الأسباب".

 وأضاف المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته: "مع أننا فقدنا مثل هذه الطائرات في الماضي لكن ليس لدي أي علم بأن تلك الطائرات سقطت جراء نيران معادية مهما كان نوعها".

الإعلام الإسرائيلي من جانبه بدا مربكا وكما الأميركي شكك بالرواية الإيرانية.

إذا صح الخبر الإيراني عن إسقاط طائرة تجسس أميركية فإنه يؤكد في الحقيقة ما قتله أنت قبل عدة أيام عن أن المعركة مع إيران بدأت فعلياً.

نعم إسمع هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الأميركيون بأنهم يقمون بطلعات استطلاع فوق إيران، كما اتهمهم الإيرانيون في كانون الثاني يناير مطلع هذه السنة وقالوا أنهم أسقطوا طائرتي تجسس من دون طيار فوق قم، وقال الأميركيون بأن لا علم لهم بهذا الأمر وإلى الآن هم ينفونه، وحتى الساعة لا رد على ما قاله الإيرانيون اليوم عن إسقاط طائرة من المهم الإشارة إلى أن الأميركيين لم يؤكدوا حتى وجود طائرة من هذا النوع لديهم، فالحديث يدور عن طائرة خاصة جداً، وهي نموذج متملص صغير غير مأهول، من غير المفترض أن تقصف بل فقط تجمع معلومات وترسلها.

جمع معلومات استخبارية ويسمونها وحش قندهار، بناءاً لحقيقة أنها شوهدت في المنطقة التي يبدو أنها كانت تحلق فوقها بحسب الظاهر هذه المرة وعلى ما يبدو اخترقت الحدود الإيرانية على الأقل بحسب ما يزعمه الإيرانيون.

ماذا عن صدقية التقارير الإيرانية لأن سبق وأمسكنا بالإيرانيين يخادعون؟... يجب أن نتعامل معها وكأنه أضيف إليها بهارات على الرغم من أنهم متلهفون هذه المرة لإظهار أنهم يعملون بالفعل، وهناك تهديد أيضاً إلى جانب هذه الأخبار، حيث يقولون أنهم سيعملون وسيردون على هذا الخرق لسيادتهم ليس داخل إيران أي بعيداً عنها، وهذا يمكن أن يكون في منطقة الخليج الفارسي، حيث للولايات المتحدة الكثير من القوات البحرية ومن الممكن أن يكون في أفغانستان التي لديها حدود مع إيران.

 هذا التكذيب الأميركي والتشكيك الإسرائيلي لخبر إسقاط طائرة التجسس الأميركية المتطورة في إيران دعمته وسائل إعلامية عربية بكثير تشكيك من خلال عرضها للخبر . فموقع إيلاف السعودي ذكر أنه تحيط بتحطم طائرة تجسس أميركية بدون طيار مؤخرا في إيران الغاز عديدة بينها ما الذي أسقطها؟

 وقال مسؤولون في البنتاغون إنه ليس لديهم ما يشير إلى إسقاط الطائرة، ولكن وكالة أنباء فارس الإيرانية ذكرت أن الطائرة أُسقطت بمساعدة وحدة مختصة بالحرب الالكترونية في الجيش الايراني.

  وتابع موقع إيلاف السعودي من جهة أخرى قال خبراء إن رواية وكالة فارس تبدو مستبعدة، وإن مثل هذا الهجوم الذي تتحدث عنه إيران سيكون صعبا للغاية لا سيما إسقاط طائرة مثل آر كيو ـ 170 التي يُعتقد انها سقطت شرقي إيران.

ورغم أن سلاح الجو الأميركي اعترف بوجود هذه الطائرة منذ عام 2009 فان مواصفاتها الفنية ليست معروفة عمليا، ولم يُكشف شيء عن استعمالاتها الميدانية.

 وقال خبير طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة واشنطن بوست إن من الصعب اختراق هذه الطائرات الكترونيا وأصعب من ذلك إسقاطها.

 وأوضح خبراء أن هوائيات الاتصالات الأساسية لطائرة آر كيو ـ 170 موجودة على سطح الطائرة الأمر الذي يحميها من الاختراق الالكتروني. وإذا أراد قراصنة الكترونيون اعتراض الإشارة أو تعديلها سيكون عليهم أن يكونوا قريبين من مصدر الإشارة نفسها.

 ويبدو هذا مستبعدا لأن هذه الطائرة مغلفة بطلاء خاص مصمم للمساعدة في تفادي رادار العدو.

 وتابع الخبراء بحسب إبلاف أنه حتى إذا كان من الممكن تذليل كل هذه العقبات فان من المستعبد ان تكون إيران هي القادرة على ذلك.

 ولدى إيران وحدة مختصة بالحرب الالكترونية ولكن قدراتها لا تُقارن بقدرات نظيراتها في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والصين.

  كما هو واضح لم يكتف الإعلام السعودي بالتكذيب والتشكيك بخبر إسقاط كائرة التجسس الأميركية من جانب إيران بل واكب ذلك تشكيك بقدرة إيران على فعل ذلك . ولكن بعد أربعة أيام فقط من ذلك قطعت إيران الشك باليقين بعرض الطائرة التجسسية الأميركية من جانب قوات الدفاع الجوي الإيراني

عرضت إيران صور لطائرة التجسس الأميركية بدون طيار المتطورة التي أنزلتها القوات المسلحة الإيرانية واستولت عليها، وقال قائد قوات الفضاء في الحرس الثوري "أمير علي حاج زاده" أن الطائرة كانت في مهمة تجسسية في أجواء إيران قبل أن تقع في الكمين الإلكتروني للقوات المسلحة وإنزالها بأقل الخسائر، وأوضح أن الطائرة يبلغ طولها أربعة أمتار ونصف وأن طول جناحيها ستة وعشرون متر وتتمتع بأجهزة متطورة لجمع المعلومات الإلكترونية والتصويرية والاتصالات وأنظمة رادارية مختلفة، وتابع أن الطائرة لا تكشفها الرادارات وتتميز بنفس تقنية بــ2 وإف 35، ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية.

 بعد جلاء الحقيقة كشفت واشنطن أنها كانت تعلم منذ البداية بسقوط الطائرة في إيرانكما كشفت مصادر عسكرية أميركية تراجع الولايات المتحدة، في آخر لحظة، عن القيام بعملية كوماندوز لاستعادة حطام طائرة التجسس التي سقطت شرق إيران، أو تدميرها كلياً حتى لا يستطيع الإيرانيون الاطلاع على المعلومات التي تتضمنها تجهيزات الطائرة أو التقنيات الحديثة المستخدمة فيها.

  وأوضحت المصادر العسكرية أن واشنطن تراجعت عن عملية الكوماندوز بعد استطاعة طهران تحديد مكان سقوط الطائرة سريعاً وجمع حطامها، ما قد يسفر عن مواجهة عسكرية بين الجانبين إذا ما تدخلت قوات الكوماندوز الأميركية.

  وأكدت صحيفة التايمز البريطانية أن حطام الطائرة الأميركية يمثل إحراجاً لواشنطن، إذ سيكون دليلاً قوياً على أنشطتها ضد طهران. وترجح التايمز أن الطائرة المنكوبة انطلقت من قاعدة في إقليم حيرات بأفغانستان، وأنها لم تكن تابعة لوزارة الدفاع وإنما لوكالة الاستخبارات المركزية الـ "سى آى إيه".

  ونقلت التايمز عن مصدر عسكري أميركي قوله: "هذه الطائرة لم تكن الأولى التي تحلق في سماء إيران، فقد بدأت مهمات التجسس على إيران منذ سنوات باستخدام هذه الطائرات للاطلاع على المنشآت العسكرية النووية".

 هكذا إذن بانت الحقيقة جلية . الولايات المتحدة تتجسس على إيران بواسطة طائرات تستخدمها السي أي إيه . من هنا تنبع الأهمية الاستراتيجية لعملية إسقاط طائرة آر . كيو . 170 المتطورة التي لا تكشفها الرادارات باستثناء ربما الرادارات الإيرانية المحلية الصنع . ضربة استراتيجية قوية تلقتها الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها في الخليج الفارسي.