الاعتداء على البقيع يأتي ضمن مخطط لتقسيم الامة والمنطقة

الاعتداء على البقيع يأتي ضمن مخطط لتقسيم الامة والمنطقة
السبت ٢١ يناير ٢٠١٢ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

دمشق(العالم)- 21/01/2012- حذر عالم ديني سوري من مخطط الفتنة المذهبية الهادف الى تشتيت الامة وتقسيم المنطقة ، واتهم الحركة الوهابية في السعودية بانها تنفذ اجندات خارجية، معتبرا ان انتهاك حرمة الاضرحة الشريفة اعتداء على الامة الاسلامية جمعاء.

وكانت المدينة المنورة غربي السعودية قد شهدت توترا بعد قيام ما يسمى بالشرطة الدينية الذين يسمون بالمطاوعة ، بتدنيس قبور في البقيع قرب المسجد النبوي الشريف ، كما تعرض زوار البقيع الى اعتداءات لفظية وطائفية من قبل عناصر المطاوعة الذين دخلوا المقبرة في غير الاوقات المخصصة للزيارة وقاموا بالدوس على القبور.

وقال عالم الدين السوري الشيخ عبد الرزاق المؤنس في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الجمعة : ما من شك ان هذا الفعل الذي يجرح مشاعر السلف الصالح واهل البيت الاطهار وكل الصحابة الابرار انما يجرح الضمير والعقيدة في قلب كل مؤمن حر.

وشدد المؤنس على ان الاعتداء على الاضرحة الشريفة امر مستغرب وغير معهود في المنطقة الاسلامية والعربية ، محذرا من انه بذرة شر وفساد وفتنة.

واشار الى ان هناك مخططا ينفذه مأجورون للاجندات الغربية لتقسيم الامة من خلال اثارة الفتنة والاعتداء على المقدسات، تمهيدا لتقسيم المنطقة كلها ، داعيا الى تقوية اواصر الوحدة ورص الصفوف في مواجهة الاعداء.

واضاف المؤنس : ان هذه الاضرحة المطهرة الشريفة انما تدخل في سياق قول الله عز وجل " ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب" نافيا ان يكون لدى المسلمين تقديس للقبور كما يزعم الوهابيون.

وتابع عالم الدين السوري الشيخ عبد الرزاق المؤنس ان وهابياتهم عرفت مراضعها في ديار غريبة ليست من انتماءات هذه الامة في تاريخها العظيم ، معتبرا ان هذه الاضرحة هي مراجع يشتد اليها المسلمون في ضمائرهم وبركات تدينهم وحيوية دعوتهم الى الله عزوجل.

واتهم المؤنس الوهابية بانها جاءت لتعتدي على القيم والاثار المقدسة ، وصد المسلمين عن ان يكونوا في حيوية حرارة تدينهم وانتاماءهم الى عهد النبي المصطفى، في حالة تصادمية، معتبرا ان الاعتداء على القبور والاضرحة المشرفة هو اعتداء على الامة الاسلامية كلها.

واشار الى ان احترام القبور لا ينحصر بهذا الزمن بل ان النبي محمدا صلى الله عليه واله كان يزور قبر والديه الشريفين، ويأمر المسلمين بزيارة القبور لانها تذكرهم بالاخرة، موضحا ان تذكر الاخرة له معنى احيائي ونهضوي وليس تجميدي.

واكد المؤنس ان زيارة القبور ليست محاولة للارتباط بالاجساد بل ارتباط بكرائم الرموز التشريعية وسيرهم الخلقية ودعوتهم العظيمة وبمآثرهم التي صنعت حضارة الامة الاسلامية.

واعتبر عالم الدين السوري الشيخ عبد الرزاق المؤنس انها حالة تربوية ايضا للاجيال الاسلامية عبر التاريخ والقرون تقيهم محاولات الاغتيال من قبل المدنية الغربية التي فيها اشكالات كثيرة من الناحية الخلقية والسلوكية.

وتضم البقيع قبورا لأئمة اهل البيت عليهم السلام والصحابة وعمات النبي صلى الله عليه وآله وزوجاته ، فيما يتعرض الزوار لمضايقات ممنهجة من قبل الشرطة الدينية.

وكانت الحركة الوهابية قد اقدمت على هدم مقامات ومساجد ومواقع اثرية في البقيع عام 1925 َ.
MKH-20-22:45