منذ متى واسرائيل تخشى سباق التسلح في المنطقة ؟

منذ متى واسرائيل تخشى سباق التسلح في المنطقة ؟
السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢ - ٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها ليوم 6حزيران مقالا اعربت فيه عن خشيتها من سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الاوسط ، مشيرة الى ان ايران ببرنامجها النووي تشجع دول المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية للدخول في سباق تسلح نووي .

واشارت الصحيفة الى ان  المملكة العربيةالسعودية والعديد من الدول العربية تشاطر اسرائيل القلق من البرنامج النووي الايراني وكأن اسرائيل لا تملك برنامجا نوويا متقدما ولا تملك رؤوس نووية تتجاوز المائتين ولا تهدد باستمرار ايران بالهجوم عليها وقصفها لمحطاتها النووية من اجل ما تسميه الحيلولة دون حصول ايران على التقنية النووية.

وتعاتب الصحيفة الاسرائيلية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على عدم فاعلية العقوبات التي تفرضها على ايران منذ اكثر من ثلاثين عاما .

وتعترف الصحيفة الاسرائيلية بعدم جدوى العقوبات الاوروبية والامريكية المفروضة على ايران مؤكدة ان ايران تمكنت من الالتفاف على العقوبات  بل انها عززت برنامجها النووي .

وتشير صحيفة معاريف الى ان المملكة العربية السعودية لن تنتظر الغرب في فرض عقوبات على ايران بل انها سوف تحاول الانضمام الى سباق التسلح خاصة وان لها علاقات مع الباكستانيين وسوف تحصل منهم على التقنية النووية والسلاح النووي .

صحيفة معاريف الاسرائيلية تحث في مقالها الولايات المتحدة على تكثيف ضغوطها على طهران خشية منها لحصول سباق تسلح نووي يعرض منطقة الشرق الاوسط للخطر.

الصحيفة الاسرائيلية لا تشير عن قريب ولا عن بعيد الى البرنامج النووي الاسرائيلي ومفاعل ديمونة النووي والاخطار المحدقة بمنطقة الشرق الاوسط نتيجة امتلاك اسرائيل لمئات الرؤوس النووية  وتهديداتها المستمرة لدول الشرق الاوسط بالهجوم النووي عليها.

كما أنها لا تشير الى تصريحات  وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك  بخوض إسرائيل معركة إلكترونية على عدة جبهات, وسعيها لاحتلال الريادة في هذا المجال على المستوى العالمي، واعتراف المسؤولين الاسرائيليين لقيام اسرائيل باستخدام فيروس فليم ضد ايران وبلدان عربية في المنطقة مبررة ذلك بان إسرائيل "تستعد لأن تكون في الواجهة العالمية في الحرب الإلكترونية على المستويين المدني والأمني".

ولا تذكرالصحيفة الاسرائيلية  اي شيء عن تقرير الماني كشف أخيرا بأن اسرائيل تسلح غواصات من نوع دولفين اشترتها من المانيا بصواريخ كروز تحمل رؤوسا نووية .وكانت مجلة دير شبيغل الالمانية اعلنت مؤخرا بان المانيا سلمت ثلاث غواصات لاسرائيل وتقوم ببناء 3 أخرى بحلول العام 2017 كما أن اسرائيل تزود الغواصات بصواريخ كروز ذات رؤوس نووية ويمكن اطلاق هذه الصواريخ باستخدام نظام اطلاق هيدروليكي سري.‏

وأضافت المجلة ان الحكومة الالمانية تعلم منذ عقود ببرنامج اسرائيلي لتسليح هذه الغواصات التي بنيت في موضع بناء السفن أتش دي دبليو في مدينة كييل بصواريخ نووية رغم النفي الالماني الرسمي لذلك. واشارت الى انه رغم النفي الحكومي السابق لهذا الامر الا أن مسؤولين سابقين في وزارة الدفاع الالمانية قالوا للمجلة انهم لطالما توقعوا أن تنشر اسرائيل أسلحة نووية على الغواصات اذ ان اسرائيل تخطط لطلب 3 غواصات اضافية من المانيا. وكشفت دير شبيغل أن المانيا تمول ثلث كلفة بناء الغواصات أي حوالي 168 مليون دولار وتسمح لاسرائيل بأن تؤجل الدفع حتى عام 2015.‏

و أوضحت وثائق لوزارة الخارجية الالمانية اطلعت عليها المجلة أن الحكومة الالمانية تعلم ببرنامج اسرائيل لتزويد الغواصات الالمانية الصنع بصواريخ نووية منذ عام 1961 وأنه في العام 1977 تحدث المستشار الالماني انذاك هلموت شميدت الى وزير الخارجية الاسرائيلي موشيه دايان عن الموضوع.‏ واعتبر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع المجلة : ان على الالمان أن يشعروا بالفخر لانهم ضمنوا وجود اسرائيل منذ سنوات طويلة.‏

اسرائيل التي تظهر للعالم بأنها مستهدفة من قبل ايران والبلدان العربية وانها تعزز قدراتها النووية والعسكرية لمواجهة هجوم محتمل  لا تشير الي أي من تقارير الصحافة العالمية وهي ماضية في تسلحها النووي دون الاكتراث لمعارضة العالم لها .

ان العالم العربي والاسلامي  لن يخدع بتخرصات الصحف الاسرائيلية التي تريد ان تصطاد في الماء العكر في تحريضها  ضد ايران عسى ان تزرع الفتن والخلافات بين بلدان المنطقة وتثير الحروب بينها .

ان ايران اعلنت باستمرار بان برنامجها النووي سلمي ولا يستهدف جيرانها وهذا ما اكده المسؤولون الايرانيون لزعماء الدول المجاورة ، واكد قائد الثورة الاسلامية اية الله علي الخامنئي على حرمة اقتناء وصنع السلاح النووي وان ما تشير اليه الصحيفة الاسرائيلية من وجود تحرك لدول المنطقة للانضمام للتسلح النووي ما هو الا محاولة منها لاثارة الرعب بين دول المنطقة والقاء الشك والريبة عند  الدول  تجاه بعضها البعض.

ان البلدان العربية والاسلامية تدرك جيدا ما يبيته الكيان الصهيوني من مؤامرات ودسائس ضدها وما يقوم به من تعزيز لقدراته العسكرية و ترسانته النووية ، مدعوما بالمساعدات  السياسية والعسكرية والاقتصادية من جانب الولايات المتحدة والغرب ومن هنا يكون تقع مسؤولية كبرى على عاتق دول المنطقة بان تاخذ الحيطة والحذر من مخططات هذا الكيان الذي يواصل برامجه العسكرية النووية في الخفاء ، في وقت تنشغل فيه  شعوب الشرق الاوسط  بتحولات سياسية كبيرة تقع في هذه المنطقة الحساسة من العالم

شاكر كسرائي