منظمة حقوقية:

اعدام الشيخ النمر يفجر غضبا شعبيا يزلزل النظام

اعدام الشيخ النمر يفجر غضبا شعبيا يزلزل النظام
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية الشيخ محمد الحسين طلب الادعاء العام السعودي الإعدام للشيخ نمر ال النمر سابقة خطيرة في تاريخ البلاد ومن شأنه ان يفجر غضبا شعبيا مزلزلا للنظام.

وقال الشيخ الحسين في بيان، إن هذه المطالبة تكشف عن الوجه القبيح للنظام الذي يتشدق بتطبيق الشريعة، مؤكدا أن علماء الأمة ورموزها وقادتها خط احمر لن يسمح بتجاوزه.
وحذر الحسين من ارتكاب مثل هكذا حماقة لأنها ستدخل البلاد في منزلق خطير من الفوضى من شأنه أن يفجر غضبا شعبيا مزلزلا للنظام واركانه المتهاوية.

وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا وإمامنا وشفيع ذنوبنا محمد وآله الطاهرين.
قبل عدة أيام أطل علينا ما يسمى بالادعاء العام السعودي الظالم بمبادرة خطيرة تشكل في مضمونها سابقة خطيرة في تاريخ بلادنا حيث طالب هذا الجهاز الظالم بتنفيذ حكم الحرابة وبالتالي حكم الاعدام بحق واحد من علمائنا الكبار ومن رموزنا العظيمة التي تفخر الامة بهاماتها المرتفعة وقاماتها الشامخة التي جاهدت وكافحت وناضلت من أجل قضايا شعبها ومن أجل عزته وكرامته وحقوقه المهدورة ألا وهو سماحة الشيخ نمر النمر فرج الله عنه وحفظه من كل مكروه.
وواضح أن هذا الاعلان من قبل هذه الجهة المشبوهة الفاقدة للشرعية لا يمثل أي قيمة قانونية ولا شرعية ولا حقوقية خاصة اذا ما علمنا أن الادعاء العام مسيس ومجير وخاضع لمصالح أهل الحكم ومنفذ لقراراتهم وآلة ذليلة بيد وزارة داخلية النظام ووزيرها النزق المولع بحب الدم والقتل والانتقام وارتكاب المجازر بحق هذا الشعب المظلوم , وبالتالي فإن جميع قراراته وأحكامه تعتبر فاقدة للشرعية ومحكومة بالخروج عن الضوابط القانونية والشرعية والنزيهة والمستقلة التي تتحقق في ظلها تطبيق العدالة.
لعلماء الدين قدسيتهم واحترامهم ومكانتهم الكبيرة بما يملكون من وظيفة خطيرة في صيانة الأمة والدفاع عن الدين والمبادئ والمثل و في ارشاد الناس وتوعيتهم والدفاع عن حقوقهم ورفع الحيف والظلم عنهم , وبما يملكون من مواقف شجاعة يقاومون بها الظلم والجور والطغيان وبما يملكون من رصيد شعبي كبير يجعل الناس تلتف حولهم وتدافع عنهم وتساند مواقفهم.
إن هذا الاعلان الخطير يمثل جريمة بحق العلم والعلماء وإساءة كبرى للإسلام والمسلمين تكشف اللثام أكثر فأكثر عن الوجه القبيح لهذا الكيان الذي يتشدق بتطبيق الشريعة ورفع لواء الإسلام ، بينما هو يحارب علماء الإسلام ويحارب القيم والمبادئ الإسلامية السامية التي تدعو الى احترام الانسان وحريته وكرامته .
إن علمائنا ورموزنا وقادتنا خط أحمر لن يسمح شعبنا أبدا بتجاوزه ، كما أن ارتكاب أي حماقة من قبل هذا الكيان المتهالك بحق سماحة الشيخ النمر او غيره من العلماء او المواطنين الابرياء تعتبر خطوة غير محمودة العواقب ستدخل البلاد في منزلق خطير من الفوضى ، كما لا شك أنه سيفجر غضبا شعبيا مزلزلا لهذا الكيان وأركانه المتهاوية.
في أي بلد من بلدان العالم المتحضر او حتى المتخلف يحكم على العلماء وقادة الشعوب والمطالبين بالحرية والعدالة والنابذين للظلم والجور والتعسف ، يحكم عليهم بالإعدام ، اين المجتمع الدولي ، أين اﻻمم المتحدة أين منظمات حقوق الانسان وأين أصواتها التي تصم الاذان في بعض البلدان بينما نراها تلوذ بالصمت المطبق تجاه ما يجري في بلادنا .
أليس مطالب كالديموقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان ، أليست حق مشروع وواجب في بلادنا شأنه في ذلك شأن بقية البلدان أم أن رائحة الريال والنفط أفقدهم الوعي والاحساس وخدرت ضمائرهم وأصابت أعينهم بالعور.
في ظل مجتمع دولي أسير لمصالحه ومنظمات تمتهن السياسة القائمة على ترجيح المصالح بعيدا عن شعاراتها الانسانية يسهل على كيان لم يعرف سوى إذلال الانسان وظلمه واضطهاده واستعباده ان يمارس ما يشاء من جرائم بشعة وأن يصدر ما يشاء من قرارات جائرة دون أي واعز ودون أي خوف من عقاب.
إن هذا الاعلان الخطير يدلل بلا شك على إفلاس هذا الكيان سياسيا وشعبيا وأخلاقيا فغدا يتخبط لا يهتدي للخروج من مآزقه سبيلا سوى التهديد بالتصفيات الجسدية بحق رموز هذا الشعب المظلوم وقادته ، ظنا منه أنه سيقضي على هذه الحركة المباركة التي ما زالت ترتوي جذورها وتنمو يوما بعد يوم ببركة دماء الشهداء الطاهرة .
إن هذا الكيان يخطط ويمهد من خلال هذه الاجراءات وهذه الممارسات العدوانية والتي تستهدف بالدرجة الاولى علماء الدين الى التخلص من العلماء والقادة المخلصين لهذا الشعب سنة وشيعة ، ولذا فمن الواجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا أمام هذا الخطر الذي يهددنا جميعا دون أن يفرق بين مشارك في الحراك او غير مشارك ، فالكل مهدد والكل مستهدف ، ومن هنا فالواجب على الكل أن يكون له موقف مما يجري من خلال وحدة كلمتنا ومواقفنا ودعمنا للحراك المطلبي الوطني الذي يحاول بنو سعود اجهاضه وتشويهه والصاق التهم الباطلة بحق قادته وشبابه ليسهل عليه النيل منهم .
إن حراكنا السلمي هو خيارنا وهو مخرجنا ، فالرد الحاسم على حماقات هذا الكيان وممارساته العدوانية يتمثل في التمسك بهذا الخيار والدفاع عنه وتطوير آلياته وأساليبه وتكثيف الحضور الدائم في ساحات العز والكرامة .
نسأل الله عز و جل أن يتقبل شهدائنا مع الحسين وأصحاب الحسين عليه السلام ، وأن يمن على جرحانا بالشفاء العاجل وعلى أسرانا بالفرج العاجل إنه سميع مجيب .
الشيخ محمد الحسين
رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية
الاحد 31 مارس/آذار 2013