الحريري يحسمها ويعلن ترشيح العماد عون للجمهورية !

الحريري يحسمها ويعلن ترشيح العماد عون للجمهورية !
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٢:٣٩ بتوقيت غرينتش

يراوح الملف الرئاسي في مكانه على رأس سلّم الانشغالات المحلية مع كثرة الحديث عن حسم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لترشيحه للعماد عون.. حتى وإن لم يعلن ذلك جهارًا حتى الآن.

واهتمت الصحف الصادرة اليوم بقرب إعلان الحريري لترشيحه المنتظر، كذلك تغيّر بعض الحسابات لعدد من الأطراف السياسية المتحفظة أو الرافضة لما يحصل على هذا الصعيد.

"السفير": الحريري يحسمها.. و«الأمتار الأخيرة» تختبر عون

وصحيفة "السفير" قالت في افتتاحيتها "حسمها الرئيس سعد الحريري.. وأبلغ كتلته النيابية أنه سيرشّح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار امتعاض العديد من الحاضرين، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة. إلا أن الحريري لم يعد بوارد التراجع أو المراجعة، على قاعدة أن رفضه لعون سيعني الانتحار من الطابق العاشر حيث لا فرصة للنجاة، في حين أن تبنّيه لترشيح الجنرال سيكون كالقفز من الطابق الرابع، وفي هذه الحالة فإن إمكانية النجاة السياسية تبقى واردة، ولو مع بعض الكسور والرضوض، وفق توصيف أحد السياسيين المواكبين للحراك الرئاسي".

وفيما توقع البعض أن يبادر الحريري اليوم الى الإعلان عن قراره بعدما مهّد له بلقاءات مكثّفة في بيت الوسط توّجها ليلاً باستقبال الوزير جبران باسيل، استبعدت مصادر أخرى ذلك مرجّحة أن يتم الإعلان غداً الخميس أو في موعد لاحق، لافتة الانتباه الى أن الأربعاء تصادف ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن، وبالتالي فإن رئيس «المستقبل» قد يفضّل تجنّب المجاهرة بقراره في هذا التوقيت.

وقد شرح الحريري خلال اجتماع الكتلة أمس بإسهاب الأسباب الموجبة التي دفعته الى دعم ترشيح عون، معتبراً أنه القرار الصحيح قياساً الى التوقيت والظروف. وقدّم الحريري مقاربة شاملة للأوضاع الإقليمية المتفجّرة ومخاطرها على الواقع اللبناني. وتوقف عند تداعيات الشغور الرئاسي الذي لم يعد يُحتمل، لافتاً الانتباه الى أنه جرّب كل الخيارات الممكنة لمعالجة هذا الشغور وانتخاب الرئيس، إلا أنها لم تلق التجاوب المطلوب، ولذلك كان عليَّ أن اتخذ قراراً جريئاً للخروج من المأزق لأننا وصلنا الى مرحلة فائقة الخطورة.

وأبلغ الحريري بعض زواره أنه ليس سعيداً بخيار دعم عون لكنه قرار اضطراري لاستنقاذ ما أمكن قبل فوات الأوان، منبّهاً الى أن البلد ذاهب نحو الخراب ما لم نتدارك الانحدار.

"الأخبار": الحريري فعلها: عون مرشّحي للرئاسة

من جهتها رأت "الأخبار" أن قرار الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية صار محسوماً. أبلغ كتلته وحلفاءه والنائب سليمان فرنجية بهذا القرار، فلم يبقَ سوى الإعلان. وبذلك، بدأت القوى السياسية تتعامل مع تبعات القرار كما لو انه أُعلن. واولى هذه التبعات، التشقق الذي أصاب التحالفات.

وأضافت الصحيفة .. فعلها الرئيس سعد الحريري. عملياً، أعلن ترشيحه العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. فهو أقدم على أهم الخطوات التمهيدية لإعلان الترشيح: أبلغ كتلته النيابية قراره دعم عون. اعتذر عن عدم الاستمرار في تأييد النائب سليمان فرنجية، وبعث بالرسائل اللازمة إلى الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بأن خياره استقر على انتخاب عون رئيساً.

وكان من المنتظر أن يعلن موقفه اليوم، من منزله في وادي أبو جميل، في خطاب متلفز، بحضور عشرات الشخصيات السياسية. إلا أن تزامن اليوم مع الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء وسام الحسن حال دون ذلك، فأرجأ الحريري خطوته أياماً معدودة. لكن المفاعيل السياسية لما سيقوم به باتت حاضرة، وبقوة. في الواقع، تشققت التحالفات السياسية.

واعتبرت "الأخبار" أن أبلغ دليل على ذلك هو رفض الرئيس بري أمس استقبال الحريري. فقد علمت «الأخبار» أن الأخير طلب موعداً للقاء بري، فقبل الأخير. لكن بعد وقت قصير، وصلت إلى رئيس تيار المستقبل رسالة من رئيس المجلس النيابي تقول: «إذا كنت تريد أن تبلغني أنك سترشّح عون، فلا داعي للقائنا. استقبِل علي (حسن خليل) لتناقشه بما تشاء». وبالفعل، زار خليل الحريري، وسمع منه تأكيداً لنيته ترشيح عون، لأنه «مزروك ولا خيارات عندي». أما خليل، فقال للحريري: أنت تقوم بخطوة في المجهول؛ فلا السعودية موافقة، ولا الفرنسيون ولا الأميركيون. وأضاف أن كتلة التحرير والتنمية لن تصوّت لعون، وغير ملتزمة أيضاً بتسمية الحريري أو أي مرشح آخر لرئاسة الحكومة. كذلك فإن بري لن يكون معنياً بتسهيل تأليف حكومة عهد عون.

"البناء": زحمة موفدين إلى عين التينة وبيت الوسط

وفي غضون ذلك شهد بيت الوسط، كما عين التينة حركة سياسية لافتة وزحمة موفدين ولقاءات ومواقف عكست تباينات في الآراء حول الرئاسة، وإن ارتفع منسوب التفاؤل بقرب تصاعد الدخان الأبيض الرئاسي.

وعقب انتهاء اجتماع كتلة المستقبل، التقى الحريري وزير المال علي حسن خليل موفداً من بري وناقشا المستجدات الرئاسية لدقائق عدة، غادر بعدها خليل من دون الادلاء بأي تصريح، وأوضح لاحقاً في تصريح، «أنني لم أتحدث اليوم عن ثنائية مسيحية سنية ولم أستخدم هذه التسمية على الإطلاق»، لافتاً إلى أن «ما انتقدته هو الثنائيات السياسية».

وكان خليل قد قال من مجلس النواب في دردشة مع الإعلاميين: «لن نقاطع جلسة انتخاب الرئيس، ولكن لن نمشي مع العماد عون وسنصوّت ضده وننتقل الى المعارضة»، موضحاً أن «المشكلة مع عون لا تُحلّ بمجرد زيارة».

وعلمت «البناء» أن «خليل أبلغ الحريري رسالة من بري مفادها أن رئيس المجلس يرفض الاتفاقات الثنائية التي جرت بين عون والحريري، وأنه في حال أعلن الحريري الترشيح فلن يؤيده بري، كما لن يصوّت له في المجلس ولن يشارك في أي حكومة يشكلها الحريري».

وفي السياق، لفتت أوساط تيار المستقبل لـ «البناء» الى أن «الحريري يدرك هواجس بري ويتفهمها ومسؤولية عون أن يبدّدها»، ونفت المصادر «أي تشكل ثنائية مسيحية – سنية ضد الشيعة، بل إن البلد للجميع ويحتاج للشركاء وهيمنة إحدى الطوائف أو طائفتين على الآخرين منطق مرفوض»، مؤكدة أن «بري شريك أساسي في التركيبة الداخلية وعلى عون أن يطمئنه، مستبعدة أن يتمّ انتخاب رئيس بلا مشاركة وموافقة رئيس المجلس». وأوضحت أن إعلان الترشيح لا يعني الانتخاب في وقت قريب بل ستعقبه مرحلة مشاورات يمكن أن تمتد فترة طويلة تحتاجها التسوية لتذليل العقد الداخلية، كما واستبعدت المصادر «أن تحصل عملية الانتخاب في جلسة 31 الشهر المقبل في ظل التباين في المواقف الداخلية». وعن العلاقة بين الحريري والنائب وليد جنبلاط قالت المصادر: «التواصل بين الطرفين موجود لكن عبر قنوات».

ثم استقبل الحريري مساءً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في بيت الوسط.

وفي حركة فرنسية بارزة قام رئيس دائرة افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جيروم بونافون بجولة على القيادات، والتقى على التوالي عون وباسيل وفرنجية، وكان الملف الرئاسي والواقع الاقتصادي مدار بحث.

"الجمهورية": ترشيح الحريري لعون قريب جداً... وبرِّي سيُهنِّئ مَن يفوز

وضمن الاطار الرئاسي قالت "الجمهورية".. الرئيس سعد الحريري يُعلن، لن يعلن، سيعلن...يفكّر أن يعلن، أنجَز بيانه ليُعلن... على وقع هذه الفرضيات وهذا التخبّط تحرّكَ البلد في الساعات الأخيرة الماضية. لا شكّ في أنّ الحريري قد اتّخذ قراره، ويبدو أنّ البلد قد دخل في مرحلة العدّ التنازلي.

وسألت الصحيفة: ماذا بعد أن يُعلن الحريري ترشيحَ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» لرئاسة الجمهورية؟ كيف سيكون مشهد البلد؟ وهل سينتقل الإعلان مباشرةً إلى التنفيذ العملي إلى مجلس النواب، أم أنّ البلد سيدخل في مرحلة جديدة من الأخذ والردّ، خاصة مع ارتفاع المتاريس السياسية بين ضفّتَي المؤيّدين والمعارضين لترشيح عون،؟

لن تحجب الجلسة التشريعية اليوم وهج انتظار المكوّنات السياسية لإعلان الحريري ترشيح عون لرئاسة الجمهورية الذي لم يتخلّ و«القوات اللبنانية» عن تفاؤلهما بموعد قريب لهذا الترشيح.

لكنّ «الجمهورية» علمت انّ الحريري لن يعلن اليوم تبنّي ترشيح عون وأرجأه إلى مساء غد الخميس، حيث يرجّح ان يزور عون «بيت الوسط» ومن ثمّ يعلن الحريري امام كتلة «المستقبل» الترشيحَ مباشرةً في حضور عون. ولم تستبعد المعلومات ان يكون تكتّل «التغيير والإصلاح» حاضراً خلال إعلان ترشيح رئيسه.

الأجواء المحيطة بحركة الحريري وكلّ مَن شَملتهم المشاورات خرَجوا بقناعة أنّه حسَم موقفه وينتظر ساعة الصفر. وهذه الحركة الحريرية جاءت متناغمة مع الأجواء التفاؤلية العالية المستوى في الرابية.

فيما لوحِظ انّ حركة مشاورات تجري على الخطوط الأخرى ومحورُها عين التينة. وتقول المصادر في هذا المجال إنّ الرئيس بري قد بدأ فعلاً بتجميع الأوراق الاعتراضية لِما تسمّيها أوساطه «معركة المواجهة» ضد هذا الترشيح.

وإذا كانت حركة رئيس «اللقاء الديموقراطي» قد جاءت بما يشبه محاولة لإطفاء مسبَق لفتيل التوتير السياسي المتصاعد على الخط الرئاسي فإنّ تغريداته، وخصوصاً الأخيرة التي قال فيها « يبدو أنّ الفرج قريب» بدت وكأنّها حاسمة للإعلان، مع انّ اللقاء الذي جمع نواب كتلته وابنه تيمور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري سادته قراءة مشتركة لحساسية الوضع ودقّته التي تتطلّب عناية كبرى من كلّ العاملين على الخط الرئاسي، على حدّ قول مصادر مطلعة.

المصدر: العهد

114-4