فرحة رحيل كاسترو!

فرحة رحيل كاسترو!
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

لا نَعرف ما هو سر الفرحة، التي أصابت أحد المُحلّلين على قناة “سعودي 24″، حين تحدّث ببالغ “الانشكاح”، و”الانبساط” عن وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ورحيل آخر الرجال “المُلحدين”، الذين برأي المُحلّل، حاربوا الإسلام، وتمنّوا زواله، وهو اليوم، كما يقول المُحلّل، مُطمئن لحال الدين الإسلامي، والأمة الإسلامية أجمع!

العالم - مقالات

يُشعرنا هذا المُحلّل، وكأن “حرباً حازمة” كانت قائمة، بين السعودية، وكوبا، وأن هذا الزعيم كاسترو، كان قد هدّد بهدم الكعبة، وغزو العربية السعودية، و”نحر” كل مسلمٍ فيها، ونشر مبادئ الشيوعية، فوق رؤوس أصحاب الشريعة، وقوانينهم المُستمدة منها، وعلى هذا، لا بد لنا، من أداء ركعتين شُكر لله، لأنه خلّص بلاد الحرمين، والعباد، من هذا الكاسترو الوحش!

ربما الإلحاد، هو من يُمكن أن يُفسّر لنا، هذه النظرة العدائية السعودية، والإسلامية للراحل كاسترو الذي اعتبر نفسه مُلحداً، فهناك في المملكة الإسلامية، وبالرغم من ارتفاع نسبة المُتحوّلين للإلحاد، بسبب السياسات الداخلية غير العادلة فيها، هنالك تحسّس من الشخصيات، التي تُعتبر رمزاً للإلحاد، أو حتى الشيوعية، فتلك أمور تُخالف أسس العقيدة الوهابية، التي انطلقت أسس تأسيس البلاد، وقامت عليها، وكانت سر استمرارها، وربما تَحد من تأثيرها.

نعتقد، أن على عزيزنا المُحلّل المذكور، وغيره، ترك أمور حساب العقيدة، والدين، والتدين، إلى خالق كاسترو، الذي هو بين يديه الآن، وعليه (المُحلّل) وأمثاله، أن يروا الجانب المُشرق، من وقوف كاسترو، إلى جانب القضايا العادلة، وحقوق الفقراء والمَظلومين، أنا وأنتم، لا شأن لنا بإلحاده، أليس كذلك؟

خالد الجيوسي - رأي اليوم

4