هذه وصية "عاكف" على فراش الموت..

هذه وصية
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

تشهد الحالة الصحية لمرشد الإخوان المسلمين السابق «محمد مهدي عاكف»، تدهورا كبيرا، وسط ضغوط حقوقية على السلطات المصرية لإطلاق سراحه بموجب عفو صحي.

العالم - مصر

ويعاني «عاكف» (90 عاما) من أمراض عدة، أخطرها تمكن السرطان من الكبد والكلى، مع انتكاسة حادة في وظائف الجسم، جعلت الأطباء يقررون أنه يواجه أمراض موت.

ويجمع مقربون منه، على أن التقارير والفحوصات الطبية التي أجريت له بمستشفى قصر العيني، وسط القاهرة، الذي نقل له مؤخرًا لتلقي العلاج، لم تشفع له عند الحكومة لإصدار عفو صحي عنه، خاصة بعد رفضه تقديم طلب عفو للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

تقول «عزة الجرف»، النائبة في برلمان 2012، الذي فازت فيه جماعة الإخوان بالأغلبية، وتم حله لاحقا، في تدوينة لها عبر «فيسبوك»، «الأستاذ عاكف أيقونة الصمود لكل أحرار العالم، 90 عاما على فراش الموت بسجون العسكر، ويرفض أن يطلب العفو الصحي، باع الحياة رخيصة لله يرجو أجرها».

لكن المثير، أن «عاكف» يرفض الاستسلام سواء للسجن أو للمرض، ويقول مقربون منه، إن وصيته لقيادات وسجناء جماعة الإخوان، عندما يلتقيهم داخل عنابر الزنازين، رسالة من الصمود والنضال، يقول فيها لهم:«كونوا أبطالا».

وكتبت عنه نجلته «علياء» بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلة:«وضع بابا الصحي في تدهور شديد والحالة تسوء كل يوم»، رفض إلى الآن التصالح مع النظام الحاكم، أو الاعتراف بشرعية «السيسي».

ووفق التقرير الصادر عن مستشفى قصر العيني التعليمي، تم تشخيص حالة «عاكف» بسرطان في القنوات المرارية، وتضخم في البروستاتا، وكسر في المفصل الأيسر، وضعف في عضلة القلب، لكن وزارة الداخلية المصرية تقول إن «حالته مستقرة»، ومنذ أيام روجت صحيفة مصرية (الدستور) معروفة بقربها من الأجهزة الأمنية في البلاد، وقائع مجهولة المصدر، تقول إنه طلب «وجبة عكاوي» (أكلة دسمة من مكونات ذيل العجل).

ولد «عاكف»، في 12 يوليو/تموز 1928، وهو محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة «المقطم»، شرقي القاهرة، وحصل على حكم بالمؤبد وألغته محكمة النقض في يناير/كانون الثاني الماضي، وتعاد محاكمته من جديد.

ولد «عاكف» في «كفر عوض السنيطة»، بمحافظة «الدقهلية»، وسط الدلتا، بين عشرة من الأشقاء لوالد ميسور الحال، من أوائل من تم اعتقالهم، من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، إبان الانقلاب الذي قاده الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، الذي كان وزيرا للدفاع حينها، في 3 يوليو/ تموز 2013، على الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد، بعد عام واحد فقط من ولايته الرئاسية الأولى.

ومرشد الإخوان السابق، والنائب السابق في البرلمان المصري عام 1987، محبوس منذ أكثر من ثلاث سنوات قضاها بالحبس الانفرادي، تنقل خلالها داخل عدد من السجون، كان بدايتها في سجن العقرب، وانتهى به الأمر داخل سجن طرة، وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية، لم تتركه إدارة السجن داخل المستشفى وعاد إلى محبسه حتى تدهورت صحته مرة أخرى وتم نقله أخيرا إلى مستشفى قصر العيني.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيه اعتقال «محمد مهدي عاكف»، المرشد السابع لجماعة الإخوان المسلمين، فقد قبض عليه مطلع أغسطس/آب 1954م، وتم الحكم عليه بالإعدام بتهمة تهريب اللواء «عبد المنعم عبد الرؤوف» -أحد قيادات الجيش وأحد أعلام الإخوان- والذي أشرف على طرد «الملك فاروق»، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، حيث خرج من السجن سنة 1974م في عهد الرئيس المصري الراحل «أنور السادات» ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير.

عاد الرجل الذي شغل موقع رئيس قسم التربية الرياضية بالمركز العام لجماعة الإخوان، للسجن ثانيا، وقُدم للمحاكمة العسكرية سنة 1996م في القضية المعروفة بـ«سلسبيل»، والتي ضمت وقتها عددا كبيرا من قيادات الإخوان المسلمين، وكانت التهمة حينها بأنه المسؤول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.

وفي عام 2013، وجهت له تهم عديدة من بينها تهمة إهانة القضاء على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية، قال فيها إن القضاء فاسد، وبرأته المحكمة من هذه التهمة في مايو/آيار 2014، لكنه بقى في السجن لمتابعته بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين.

و«عاكف» خريج كلية الحقوق، متزوج وله 4 أولاد، هو «أول مرشد عام سابق للجماعة»، حيث رفض الاستمرار في موقعه، بعد انتهاء ولايته ليتم انتخاب «محمد بديع» بدلا منه، تولى منصبه بعد وفاة سلفه «مأمون الهضيبي» في يناير/كانون الثاني 2004، وحتى الشهر ذاته من العام 2010.

مريض السرطان، كان محور دعوات حقوقية للإفراج عنه، وحملات تضامن شارك فيها موالون سابقا للانقلاب العسكري، حذروا من تداعيات مرض «عاكف» نظرا لكبر سنة، مشيرين إلى عشرات الحالات المحبوسة ممن لاقوا حتفهم متأثرين بمرضهم، وكان رأسهم قيادات بارزة، من بينها «فريد إسماعيل» و«طارق الغندور»، القياديان الإخوانيان، و«عصام دربالة» القيادي بـ "الجماعة الإسلامية"، والعشرات من المعتقلين المصريين، جراء الإهمال الطبي، والحرمان من الطعام والدواء والحرية.

المصدر: الخليج الجديد

114-1