ترامب يهدد بغزو فنزويلا دفاعاً عن الديمقراطية

ترامب يهدد بغزو فنزويلا دفاعاً عن الديمقراطية
الأحد ١٣ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

يبدو ان جنون الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي حذر منه 60 الف طبيب نفسي امريكي، بات حقيقة غير قابلة للانكار، بعد التهديدات التي اطلقها مؤخرا بغزو فنزويلا "للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان هناك".

العالم - مقالات

التهديد بغزو فنزويلا من اجل الديمقراطية لم يكن الدليل الوحيد على جنون ترامب فكل تصريحاته وتغريداته وسلوكياته منذ دخوله البيت الابيض وحتى اليوم كرئيس لامريكا، تؤكد حقيقة هذا الجنون.
ترامب وبدون اي مقدمات قال للصحفيين في جلسة أسئلة وأجوبة يوم الجمعة الماضية في نيوجرزي على خلفية الازمة السياسية في فنزويلا والتي ساهمت امريكا بشكل كبير في اشعالها :"لدينا خيارات كثيرة لفنزويلا، بما في ذلك خيار عسكري محتمل إذا لزم الأمر.. لدينا قوات في كل أنحاء العالم وفي اماكن بعيدة جدا. فنزويلا ليست بعيدة جدا والناس يعانون ويموتون.. الخيار العسكري هو بالتأكيد طريق يمكن أن نسلكه".
قبل يوم من تهديدات ترامب لفنزويلا اعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو انه يريد إجراء محادثة مع ترامب عبر الهاتف أو وجها لوجه في نيويورك حيث تنعقد في ايلول/ سبتمبر اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، الا ان ترامب رفض طلب مادورو وقال انه سيتحدث إليه "ما ان تتم استعادة الديمقراطية" في فنزويلا.
تهديدات ترامب بغزو فنزويلا من اجل الديمقراطية، ورفضه اجراء حوار مع مادورو حتى استعادة الديمقراطية في فنزويلا، كشفا مدى كذب ونفاق وعنجهية وصلف وعدوانية وغطرسة ترامب، فالعالم كله وقف على حجم الكذبة الكبرى "دفاع امريكا عن الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم" بعد غزوها للعديد من البلدان والتي انتهت بظهور اكثر العصابات وحشية وعنفا في العالم، وبتمزق بلدان وبانهيار مجتمعات وبتشتت شعوب وبمقتل وتشريد عشرات الملايين من البشر.
حماية امريكا، وشخص ترامب بالذات، لاكثر الانظمة قمعية واستبدادا وتخلفا في العالم، تعري الكذبة الامريكية الكبرى عن الديمقراطية وحقوق الانسان في فنزويلا، فاحتلال فلسطين والعدوان على بلدان ذات سيادة، وابادة مدن باكملها، وقتل وتشريد الملايين من البشر، لا تحرك اي مشاعر انسانية لدى المسؤولين الامريكيين، مادام الفاعل يؤمن المصلحة الامريكية، التي تتصاغر امامها الديمقراطية وحقوق الانسان.
تهديد ترامب باستخدام السلاح النووي ضد كوريا الشمالية، وقتل الملايين من البشر واسقاط النظام في هذا البلد،  وتهديد ترامب بغزو فنزويلا واسقاط النظام فيها، يؤكد ان لا شيء يقف امام اطماع امريكا في العالم الا قوة الردع التي يجب ان تمتلكها الشعوب الحرة للدفاع عن نفسها وعن ثرواتها، فترامب يضع ضحاياه امام خيارين اما الاستسلام ودفع الاتاوة، واما مواجهة الغزو والعدوان.
 

*منيب السائح - شفقنا

 

205