ناجون من مجزرة "سريبرينيتسا": أنقذوا الروهنغيا من المصير نفسه

ناجون من مجزرة
الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٩:٣٨ بتوقيت غرينتش

عبر ناجون من مجزرة "سريبرينيتسا" التي وقعت في البوسنة عام 1995، عن غضبهم إزاء "الوضع الكارثي" الذي يعاني منه مسلمو الروهنغيا في إقليم أراكان غربي ميانمار، وحذروا من أن الوضع الراهن يذكرهم بأزمتهم التي مروا بها خلال الحرب البوسنية (1992 ـ 1995).

العالم - أوروبا
وقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة عندما هاجمت قوات صربية بوسنية "المنطقة الآمنة" التابعة للأمم المتحدة، رغم وجود القوات الهولندية المكلفة بحفظ السلام.
ويقول محمود أوميروفيتش أحد الناجين من سريبرينيتسا لمراسلة الأناضول في سراييفو: "العالم لا يزال صامتا كما كان في سريبرينيتسا".
أوميروفيتش كان عمره 18 عاما عندما اندلعت الحرب، واضطر إلى الاختباء لمدة أسبوع داخل غابة بعد أن احتلت القوات الصربية سريبرينيتسا.
ويضيف أوميروفيتش أن "طريق الموت" هو الاسم الذي أطلقه الفارون من القتل على طريق الهروب.
وقال إن "الطريق كان مليئا بالموت والكمائن، وتعرضنا للأسر، وبقينا جوعى، إلا أننا استطعنا البقاء على قيد الحياة بشكل من الأشكال، فالله منّ علينا بالخروج سالمين من طريق لا نجاة منه".
وأوضح أنه كان يفر من الألم النفسي والبدني نفسه الذي يواجهه مسلمو الروهنغيا حاليا.
وبين أن الظلم الواقع في ميانمار بحق الروهنغيا يفوق ما حدث في سريبرينيتسا بمرات، وأضاف "أنظر إلى الصور وأرى مقتل الأطفال، وممارسة أشكال تعذيب مختلفة على البشر هناك".
واعتبر عمروفيتش بقاء أوروبا والولايات المتحدة في موقف المتفرج أمام المجازر ضد مسلمي الروهنغيا بمنزلة أمر "لا يصدق".
ويقول أدريز سماجيتش، وهو ناج آخر من مجزرة سريبرينيتسا وكان يبلغ من العمر 17 عاما في 1995، إنه فقد ساقه خلال الحرب.
ويضيف في حديث للأناضول: "لقد شهدنا منذ 22 عاما ما يعيشه مسلمو الروهنغيا حاليا".
وقال: "الأشخاص الذين كانوا يحاولون الفرار كانوا يقتلون أو يسجنون.. لقد قتل المدنيون في المنطقة تحت حماية الأمم المتحدة".
ودعا سماجيتش المجتمع الدولي إلى العمل لوقف القتل الجماعي، قائلا إنه لا يصدق كيف أن العالم ما زال سلبيا ولا يبالي بقتل الأطفال الأبرياء.
وقبل يومين، نظمت جمعية "نساء سريبرينيتسا" البوسنية مسيرة في مدينة طوزلا شمال شرقي البلاد، تنديدا بالمجازر ضد مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان.
وطالبت النساء المشاركات في المسيرة، وخصوصا الأمهات والسيدات اللواتي قتل أبناؤهن وأزواجهن على أيدي القوات الصربية، بـ "عدم السماح بوقوع مجزرة سريبرينيتسا جديدة ضد مسلمي أراكان".
وأكدت المتظاهرات أن مسلمي الروهنغيا يتعرضون للإبادة وكافة أشكال العنف.
ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار والمليشيات البوذية إبادة جماعية ضد مسلمي الروهنغيا في أراكان (راخين).
ولا يتوافر إحصاء واضح بشأن ضحايا تلك الإبادة، لكن ناشطا حقوقيا في أراكان قال للأناضول، إنهم رصدوا 7 آلاف و354 قتيلا، و6 آلاف و541 جريحا من الروهنغيا، منذ بداية حملة الإبادة الأخيرة وحتى 6 سبتمبر / أيلول الجاري.
فيما قالت دنيا إسلام خان المفوضة السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن عدد الروهنغيا الذين فروا إلى بنغلادش منذ بدء موجة الإبادة الأخيرة بحقهم، بلغ 370 ألفا.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد، إن العنف والظلم الذي يواجهه مسلمو الروهنغيا في أراكان غربي ميانمار، أشبه ما يكون بالتطهير العرقي.
المصدر: الأناضول