فضائح الجزيرة بالعلن اثر اختراق نظامها الامني

فضائح الجزيرة بالعلن اثر اختراق نظامها الامني
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

تلقى العاملون في شبكة قنوات «الجزيرة» رسالة إلكترونية تطلب منهم تغيير كلمات المرور الخاصة بكومبيوتراتهم وبريدهم الإلكتروني .

هذه الخطوة لم تفاجئ الموظفين والصحافيين بعد عملية القرصنة التي تعرّض لها الأسبوع الماضي جهاز الشبكة من قبل «الجيش السوري الإلكتروني»، وهي العملية التي أدّت إلى خروج أسرار المؤسسة إلى وسائل الإعلام وفضحها امام العلن .
التسريب الأبرز كان مراسلة بين المذيعة في المحطة رولا إبراهيم ومراسل القناة في بيروت علي هاشم.
وكشفت إبراهيم لزميلها أنها باتت «مرتدّة على الثورة» بعدما اكتشفت أن التحركات الاحتجاجية «ستخرب البلد وتؤدي به إلى حرب طائفية» واصفة «الجيش السوري الحرّ» بأنه «فرع من فروع القاعدة».
وتضيف ابراهيم في جانب اخر من رسالتها بان القصة بدات تتعدى الرأي بالنسبة إليها، لانها قصة شعبها وأهلها وقبر والدها وذكرياتها ... فيرد عليها هاشم بطريقة تتفق معها في الرأي، ليقول إنه فضّل الوقوف على الهامش بعدما أرسل صور المسلحين الذين شاهدهم بعينيه وهم يشتبكون مع الجيش ويرمون عليه القذائف من وادي خالد لتطلب منه إدارة «الجزيرة» العودة إلى بيروت بحجة الارهاق !؟.
فترد إبراهيم عليه قائلة «تعرضت للإهانة الشديدة، ومسحت بالأرض، لأنني أحرجت زهير سالم الناطق باسم «الإخوان المسلمين» في سوريا، وحرمت بسبب ذلك من كل مقابلات سوريا وتعرضت لتهديد بنقل دوامي إلى دوام ليلي بحجة أنني أفقد المحطة توازنها».
ثم تلفت إبراهيم إلى التحريض الذي يمارسه الناشطون السوريون على الهواء بعبارات تحريض طائفي يفهمها السوريون جيداً».
هذه المحادثة الإلكترونية بثّتها «الإخبارية السورية» بشكل كامل بعدما أجرت مقابلة مع القراصنة الذين اخترقوا نظام «الجزيرة» المعلوماتي. لكن هذا السبق الصحافي لم يأخذ حقّه، ولم يصل إلى جمهور كبير بسبب ضعف الإعلام السوري الرسمي وعجز قناة الإخبارية عن تحقيق الحضور المطلوب ليمرّ التقرير مرور الكرام .
 اما قناة الجزيرة فقد عمدت الى اعتماد سياسة التجاهل او التغافل للتلاعب بالراي العام والايحاء بعدم صحة المنقول نظرا الى استحالة اختراق نظامها بسبب إجراءات الأمان والحماية حسب قولها  .
لكن التعليمات الاخيرة كشفت عن صحة ما نقل وزيف قصة استحالة اختراق نظام الشبكة .
مصدر في القناة كشف عن ان بعض الموظّفين شعروا بالارتياح لتسريب هذه المكالمة «لأنها فضحت سياسة المحطة المتحيّزة والبعيدة عن المهنية في تغطية الملف السوري» مؤكدا ما كشفته إبراهيم بان  «مسؤول الملفّ السوري هو أحمد إبراهيم، شقيق أنس العبدة (عضو ما يسمى بالمجلس الوطني السوري المعارض) لكنّه غيّر اسم عائلته كي لا يفتضح أمره» .
ويضيف المصدر أن فريق «الجزيرة» مقسوم حالياً إلى قسمَين: «الأول يريد تغطية مهنية ، فيما القسم الآخر يرى أنّه جزء من هذه الحرب الدائرة، ولا يتوانى عن إظهار هذا الموضوع على الهواء ، فعلى سبيل المثل تحول أحمد زيدان إلى ما يشبه المراسل الحربي».
وفي ظل هذه الحرب، يشير المصدر إلى بعض المجموعات التي بدأت تظهر على فايسبوك والموجّهة ضدّ بعض مذيعي «الجزيرة»، و «تهمتهم الوحيدة أنهم حاولوا أن يكونوا موضوعيين».
وفي هذا الاطار تصنف الهجمة الشرسة التي تشن على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الإعلامي اللبناني حسن جمّول والمطالبة بطرده من قناة «الجزيرة» فقط لأنه سأل أحد الناشطين السوريين (خالد أبو صلاح) «لماذا يتركّز القصف على بابا عمرو دون غيره من الأحياء في حمص؟».