"الحرب المنسية" في أفغانستان صورتها بائسة جدا

الخميس ٠٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

حذرت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" من تفاقم اعمال العنف التي يقوم بها مسلحو طالبان في افغانستان، وقالت ان القوات الدولية في هذا البلد تفتقر الى الموارد والعناصر الكافية للسيطرة على جنوبه.

وافاد البنتاغون في تقرير الى الكونغرس عن زيادة كبيرة في عدد هجمات المسلحين في شتاء وربيع 2008، موضحا ان هذه الفترة شهدت اسوأ اعمال عنف منذ اطاحة نظام طالبان عام 2001.

وكشف التقرير، عن تدهور حاد في الأوضاع الأمنية في أفغانستان، وأن القنابل التي تزرع بالطرق هي الأسلحة الأكثر فتكا التي يستخدمها المسلحون ضد القوات الاجنبية والقوات الأفغانية.

وأشار التقرير، الذي أعده الجيش الاميركي وقوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" واستند على إحصائيات "الناتو"، إلى ارتفاع بأكثر من 30 في المائة في الهجمات باستخدام ذلك النوع من القنابل من الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

وذكر التقرير ان مسلحي طالبان ينازعون حكومة كابول السيطرة على جنوب البلاد وشرقها "وبشكل متزايد في الغرب". وتابع انه في الجنوب "حيث حجم الموارد غير كاف، لا يمكن فرض الامن او الحفاظ عليه".

ورأى انه "في مناطق كهذه، لا يمكن تطبيق استراتيجية التصدي للمسلحين بكامل ابعادها العسكرية والادارية والاقتصادية ويحتفظ المتمردون بسيطرتهم على السكان الافغان المحليين".

وبعدما ارجئ لاشهر في انتظار نتائج مراجعات متتالية للاستراتيجية، صدر التقرير في وقت يدرس الرئيس باراك اوباما طلبات عسكرية عاجلة لارسال تعزيزات يصل عديدها الى ثلاثين الف عنصر الى افغانستان، ما سيضاعف تقريبا حجم القوات الاميركية المنتشرة في هذا البلد.

وشهدت مدينة تيرين كوت جنوب افغانستان الاثنين هجوم اسفر عن مقتل 25 شرطيا مما يؤكد على اهمية التقرير الذي حذر من تنامي اعمال العنف.

وقال التقرير ان "عناصر طالبان اعادوا تشكيل صفوفهم بعد اطاحتهم من السلطة وتجمعوا ضمن حركة متنامية ومتحركة".

واشار الى تزايد هجمات المسلحين بنسبة 33 % العام الماضي وارتفاع عدد الهجمات على الطريق العام الرئيسي في البلاد بنسبة 37 في المئة بالمقارنة مع العام 2007.

كما سجل تزايدا كبيرا في استخدام العبوات الناسفة اليدوية الصنع وفي استهداف مشاريع البناء والبنى التحتية.

وتابع "من المرجح ان تستمر الهجمات على هذه "الاهداف الاكثر عرضة" التي تحاط بقدر اقل من الاجراءات الامنية وتدابير الحماية وذلك بمستويات متزايدة خلال السنة".

وتوقع التقرير الصادر بعنوان "التقدم نحو الامن والاستقرار في افغانستان" ان يسعى المسلحون الى تنفيذ ضربات يكون لها وقع اكبر مثل محاولة اغتيال الرئيس حميد كرزاي في نيسان/ابريل 2008.

واضاف التقرير ان المسلحون زادوا هجماتهم ضد الطائرات بنسبة 67% بدون ان يحدد الاسلحة المستخدمة فيها.

وينطوي تزايد الهجمات على الطائرات على مخاطر بالنسبة للقوات الاجنبية التي تعتمد بشكل كثيف على المروحيات للتحرك في المناطق الوعرة.

وبحسب التقرير نصف السنوي، فان الهجمات التي يقوم بها المسلحون تركزت في الجنوب معقل طالبان وفي الشرق على طول المنطقة الحدودية مع باكستان التي تعتبر معقلا لمقاتلي القاعدة.

وبالرغم من النكسات التي الحقتها القوات الاجنبية والافغانية بالمسلحين وكشفها عددا من ملاذاتهم الامنة وتفكيكها العديد من العبوات المزروعة على الطرقات، تمكن المسلحون من مواصلة هجماتهم وزيادة وتيرتها.

واستنادا الى التقرير فان المقاتلين يستهدفون الشرطة والمدنيين بشكل متزايد منذ ان شددت القوات الاميركية والافغانية اجراءاتها الامنية في خطوة تسببت "بزيادة الاحساس بانعدام الامن بين السكان".

كما قوبل تزايد عدد دوريات القوات التي يقودها الحلف الاطلسي بتزايد في الهجمات، بحسب التقرير.

واضاف انه بموازاة تزايد نفوذ المسلحين بين السكان، فان الحكومة تعاني من فساد متفش ونقص في الموظفين ذوي الكفاءة وغياب قيادة قوية.

ووصف التقرير الحكومة الافغانية بانها من واحدة اضعف الحكومات في العالم، مشيرا الى ان كابول "تعاني من تفشي الفساد والنقص في الزعامة القوية وفي الرأسمال البشري".

اما الشرطة الافغانية، فتواجه بحسب التقرير مشكلات نتيجة "عدم اجراء اصلاحات والفساد والنقص في المدربين والمستشارين وعدم توحيد الاسرة الدولية جهودها".

واشار التقرير الى وجود "حركتين مختلفتين" تسعيان الى اسقاط الحكومة الافغانية وطرد القوات الاجنبية من البلاد.

واوضح ان احدى الحركتين هي حركة طالبان المتمركزة في الجنوب والاخرى "حركة اكثر تعقيدا وتكيفا في الشرق".

واورد التقرير معلومات افادت وزارة الدفاع انه تم جمعها بشكل اساسي خلال اب/ اغسطس 2008، غير ان بعض المعطيات المدرجة فيه بشأن هجمات المسلحين حديثة اكثر من ذلك التاريخ.