لاريجاني يدعو اميركا للتخلي عن منطق القوة وينتقد ازدواجيتها مع القضايا النووية

السبت ٠٧ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

.اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الجمعة، الولايات المتحدة بانتهاج سياسة الكيل "بمكيالين" ازاء الملف النووي لبلاده.

وقال لاريجاني في كلمة امام المؤتمر الدولي للسياسة الامنية بميونيخ جنوبي المانيا: ان واشنطن تدين طهران، بينما تغض الطرف عن البرنامج النووي الاسرائيلي والاختبارات النووية الهندية والباكستانية، فضلا عن عدم توقيع اية عقوبات بحق هذه الدول.

كما دعا لاريجاني واشنطن الى الاعتراف باخطائها ومراجعة الصفات الحضارية لدول الشرق الاوسط.

وكان لاريجاني التقى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي اكد ان المحادثات السياسية ستسهل حل القضايا المتعلقة بملف ايران النووي.

وقال لاريجاني خلال لقائه البرادعي: ان البرنامج النووي الايراني يسير ضمن الاطار العام للوكالة، وان بلاده تواصل تعاونها معها، ما يستدعي ان تعلن عن حق ايران الاستفادة من الطاقة النووية السلمية.

وحول القمر الايراني "اُميد"، انتقد لاريجاني، عقب كلمته امام مؤتمر الامن في ميونخ، التصريحات الاميركية والغربية السلبية حيال نجاح ايران باطلاق قمرها الاصطناعي "اُميد".

وقال رئيس مجلس الشورى الايراني للصحافيين: ان واشنطن وبعض العواصم الغربية صبت جام غضبها على النجاح العلمي الايراني، في وقت تقوم العديد من الدول بوضع اقمار اصطناعية في الفضاء الخارجي.

ودعا لاريجاني الولايات المتحدة الى عدم معاداة التقدم التكنلوجي، وعليها تغيير سياساتها مع العالم، والتعامل بعقل وحكمة بدلا من استخدام القوة.

وكان لاريجاني قد اكد قبيل مغادرته طهران على نزع السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل.

ويشارك في المؤتمر اكثر من 50 دولة، و 300 مشارك يبحثون نزع السلاح والوضع في الشرق الاوسط وافغانستان، ويستمر حتى يوم الاحد المقبل.

ويأمل الكثيرون في أن يضع هذا المؤتمر نهاية لفترة الجمود في العلاقات بين الولايات التحدة وروسيا خاصة بعد تولي الادارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

وسيحضر المؤتمر من الجانب الأميركي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالاضافة الى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ومن المنتظر أن تلقي الشخصيات السياسية الثلاث بكلمات خلال المؤتمر.

وأعرب الكثير من السادة الألمان قبل كلمة بايدن المرتقبة عن مجموعة من التوقعات، اذ قال ايغون بار السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا انه يتوقع أن تتغير السياسة الأميركية تجاه أفغانستان.

وقال بار في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية الجمعة: "أميركا هي أميركا، لن تدع نفسها تهزم"، وأضاف: "أتفهم رغبة أوباما في تعزيز الوجود العسكري في أفغانستان رغبة منه في توصيل رسالة مفادها أنه لا يمكن هزيمة أميركا عسكريا".

وأعرب السياسي الألماني عن أمله في ألا يحرص أوباما على ارسال هذه الرسالة فحسب بل يحاول أيضا الوصول الى ترتيبات واتفاقيات جديدة فيما يخص أفغانستان.

وفي الوقت نفسه، وجه السياسي الألماني البارز نقدا لاذعا للأوربيين بقوله: "لم نتمكن خلال 40 عاما من جعل أوروبا تتحدث بصوت واحد، لن ينتظر العالم حتى ننتهي من أداء واجبنا".

من جهته، قال فولفغانغ ايشنغر رئيس المؤتمر ان الأوروبيين على استعداد تام لبحث مطالب الادارة الأميركية الجديدة المحتملة فيما يخص أفغانستان.

يذكر أن أوباما يسعى لتعزيز التواجد العسكري لبلاده في أفغانستان.

كما قال ايشنغر لصحيفة "كولنر شتات أنتسايغر" الألمانية الجمعة: ان "ألمانيا وغيرها من الدول تتمتع بوجود جيد في أفغانستان وهذا لا يقتصر على المجال العسكري فقط".

واضاف بانه يعارض وبشدة أن تقتصر المناقشات الدائرة حول قضية أفغانستان على سؤال واحد فقط وهو: هل ستطلب الادارة الأميركية الجديدة من الأوروبيين ارسال المزيد من القوات؟.

وأعرب رئيس المؤتمر أن يتم بحث موضوع أفغانستان بشكل كامل ومن جميع الجوانب خلال المؤتمر الذي تستضيفه مدينة ميونيخ.

من ناحية أخرى، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الدول الأوروبية بالتكاتف والتصرف بشكل جم لمواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة.

وقال ساركوزي في مقابلة تليفزيونية الليلة الماضية: "من غير الممكن ألا تأخذ أوروبا المبادرة في مثل هذا الموقف"، وشدد على ضرورة أن تتخذ الدول الأوروبية موقفا مشتركا خلال قمة الـ 20 المقبلة في لندن.

ومن المنتظر أن يبحث ساركوزي هذه المسألة مع المستشارة الألمانية ميركل غدا السبت في ميونيخ.