الملك السعودي يقوم بتغييرات في عدة وزارات وهيئة الافتاء والقضاء

السبت ١٤ فبراير ٢٠٠٩ - ١١:١٩ بتوقيت غرينتش

أصدر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز سلسلة قرارات السبت بتعديلات حكومية شملت عدة وزارات، واعفاء رئيس مجلس القضاء الأعلى الى جانب 6 من كباء رجال الدين في هيئة الافتاء، الامر الذي ينظر اليه على انه "انقلاب" ضد مؤسسات الدولة عقب فشلها في تحمل مسؤولياتها حسب ما يرى مراقبون.

كما ياتي هذا التغيير في ظل غياب ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز الذي يعاني من مرض عضال ويتواجد خارج المملكة منذ اكثر من 3 شهور.

وتضمن "الانقلاب" إعفاء عدد من الوزراء والمسؤولين في المؤسستين العسكرية والاقتصادية، وتعيين أول امرأة في منصب نائبة وزير.

وشملت التعديلات وزراء الصحة والعدل والتربية والتعليم ومجلس الشورى وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(الشرطة الدينية )، كما طالت عددا من المسؤولين في المؤسستين العسكرية والاقتصادية.

واصدر الملك عبد الله أمرا ملكيا بإعادة تكوين هيئة كبار العلماء برئاسة المفتي العام الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ لتضم جميع المذاهب السنية بعدما كانت مقتصرة في السابق على المذهب الحنبلي، ويلاحظ أنها لم تضم أحدا من علماء الطائفة الشيعية.

وتم تعيين الشيخ فهد بن سعد الماجد أمينا عاما لهيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة.

وتضمن التعديل تعيين الشيخ عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيسا لمجلس الشورى برتبة وزير، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى السابق رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء برتبة وزير، والشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الكلية رئيسا للمحكمة العليا برتبة وزير.

وتم تعيين الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزيرا للتربية والتعليم خلفا للدكتور عبد الله العبيد، وفيصل بن معمر نائبا للوزير، وخالد السبتي نائبا للوزير لتعليم البنين، ونورا الفايز نائبا للوزير لتعليم البنات.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين امرأة كنائب وزير في المملكة.

وجرى تعيين السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة وزيرا للثقافة والإعلام بدلا من وزير الثقافة والإعلام إياد مدني. وعين الشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عبد الله المطلق والشيخ عبد المحسن العبيكان مستشارين في الديوان الملكي برتبة وزير.

وتضمن التعديل إعفاء محافظ مؤسسة النقد حمد السياري من منصبه وتعيين نائبه حمد الجاسر خلفا له.

وتم تعيين الشيخ عبد العزيز بن حمين آل حمين رئيسا عاما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برتبة وزير بدلا من الدكتور إبراهيم الغيث.

وتم تعيين الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى وزيرا للعدل، والدكتور عبد الله الربيعة وزيرا للصحة بدلا من حمد المانع.

وعين الشيخ إبراهيم الحجيل رئيسا لديوان المظالم برتبة وزير، والشيخ عبد الحماد نائبا له بدرجة رئيس محكمة استئناف.

وتم تعيين الفريق حسين الجبيل نائبا لرئيس الأركان وتعيين الفريق عبد الرحمن المرشد قائدا للقوات البرية.

وعين الشيخ محمد فهد الدوسري رئيسا للمحكمة الإدارية العليا برتبة وزير، والدكتور بندر بن محمد العبيان رئيسا لهيئة حقوق الإنسان برتبة وزير خلفا لتركي خالد السديري.

وتضمن التعديل تعيين الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج مديرا لجامعة أم القرى، وعبد الله الجمال مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير، والدكتور محمد بن احمد الكنعل رئيسا تنفيذيا للهيئة العامة للغذاء والدواء.

ويرى مراقبون ان الهدف الرئيسي من التغييرات هو الإطاحة بـ"الحرس القديم" داخل المؤسسة الدينية التي تتعرض الى موجة من الانتقادات داخل وخارج المملكة وخاصة من الحليف الاكبر للسعودية، الولايات المتحدة الامريكية، اضافة الى فوضى الفتاوى التي زادت من حدة الانتقادات، ابتداء من فتوى الشيخ اللحيدان الشهيرة التي هددت اصحاب المحطات الفضائية بالقتل مرورا بتحريم شيخ اخر لـ"ميكي ماوس" ووجوب قتله الى معارضة فتح دور للسينما، والدفاع عن تزويج القاصرات، وغيرها من الفتاوى.

اما التغييرات داخل الوزرات الاجتماعية (العدل والتربية والاعلام) فجاءت حسب محللين عقب فشلها في إرساء أسس لثقافة اجتماعية اكثر تنورا، اضافة الى تراجع الحريات والتمييز ضد المرأة.

وكان تقرير دولي حول السعودية رفع إلى الأمم المتحدة رسم صورة قاتمة عن وضع الحريات المدنية في المملكة مؤكدا ان "التمييز ضد المرأة والعمال الأجانب، يشكل تحديا هائلا للمملكة".

وقال التقرير، ان سجل السعودية في مجال هدر الحريات الاجتماعية يعد الأسوأ من نوعه على الصعيد العالمي.

وتطرح المنظمات غير الحكومية مشكلة السعودية في ما يتعلق بحقوق الانسان والحريات المدينة والاجتماعية على انها نتاج لغياب الحرية الدينية وزيادة اعمال التمييز.

ويبدو ان "الانقلاب" على اقدم المؤسسات الدينية حسب ما يرى مراقبون هو انقلاب على تصوراتها وتشريعاتها وثقافتها. ولكن ما يزال من المبكر معرفة الأثر الذي سيتركه هذا الانقلاب على الحياة العامة في السعودية، لا سيما وان "الحرس القديم" في هي