صحيفة تصف التعديلات الحكومية في السعودية بالانقلاب

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠١:٤٩ بتوقيت غرينتش

وصفت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن التعديلات الحكومية التي اجراها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز السبت، بانها "انقلاب".

واشارت "القدس العربي" الى ان هذه التغييرات تاتي في ظل غياب ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز الذي يعاني من مرض عضال و يتواجد خارج المملكة منذ اكثر من 3 شهور.

وقالت الصحيفة: ان "الانقلاب" تضمن اعفاء عدد من الوزراء و المسؤولين في المؤسستين العسكرية والاقتصادية، وتعيين اول امراة في منصب نائبة وزير".

وشملت التعديلات وزراء الصحة والعدل والتربية والتعليم ومجلس الشورى وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية)، كما طالت عددا من المسؤولين في المؤسستين العسكرية والاقتصادية.

واصدر الملك عبد الله امرا ملكيا باعادة تكوين هيئة كبار العلماء برئاسة المفتي العام الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ لتضم جميع المذاهب السنية بعدما كانت مقتصرة في السابق على المذهب الحنبلي، و يلاحظ انها لم تضم احدا من علماء الطائفة الشيعية.

وتم تعيين الشيخ فهد بن سعد الماجد امينا عاما لهيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة.

وتضمن التعديل تعيين الشيخ عبد الله بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ رئيسا لمجلس الشورى برتبة وزير، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى السابق رئيسا للمجلس الاعلى للقضاء برتبة وزير، والشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الكلية رئيسا للمحكمة العليا برتبة وزير.

وتم تعيين الامير فيصل بن عبد الله بن محمد وزيرا للتربية والتعليم خلفا للدكتور عبد الله العبيد، وفيصل بن معمر نائبا للوزير، وخالد السبتي نائبا للوزير لتعليم البنين، ونورا الفايز نائبا للوزير لتعليم البنات. و هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها تعيين امراة كنائب وزير في المملكة.

وجرى تعيين السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة وزيرا للثقافة و الاعلام بدلا من وزير الثقافة و الاعلام اياد مدني فيما عين الشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عبد الله المطلق والشيخ عبد المحسن العبيكان مستشارين في الديوان الملكي برتبة وزير.

وتضمن التعديل اعفاء محافظ مؤسسة النقد حمد السياري من منصبه وتعيين نائبه حمد الجاسر خلفا له.

وتم تعيين الشيخ عبد العزيز بن حمين ال حمين رئيسا عاما لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر برتبة وزير بدلا من الدكتور ابراهيم الغيث. كما تم تعيين الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى وزيرا للعدل، والدكتور عبد الله الربيعة وزيرا للصحة بدلا من حمد المانع.

وعين الشيخ ابراهيم الحجيل رئيسا لديوان المظالم برتبة وزير، والشيخ عبد الحماد نائبا له بدرجة رئيس محكمة استئناف.

وتم تعيين الفريق حسين الجبيل نائبا لرئيس الاركان وتعيين الفريق عبد الرحمن المرشد قائدا للقوات البرية. وعين الشيخ محمد فهد الدوسري رئيسا للمحكمة الادارية العليا برتبة وزير، والدكتور بندر بن محمد العبيان رئيسا لهيئة حقوق الانسان برتبة وزير خلفا لتركي خالد السديري.

وتضمن التعديل تعيين الدكتور وليد بن حسين ابو الفرج مديرا لجامعة ام القرى، وعبد الله الجمال مستشارا في الديوان الملكي برتبة وزير، والدكتور محمد بن احمد الكنعل رئيسا تنفيذيا للهيئة العامة للغذاء والدواء.

ويرى مراقبون ان الهدف الرئيسي من التغييرات هو الاطاحة بـ"الحرس القديم" داخل المؤسسة الدينية التي تتعرض الى موجة من الانتقادات داخل وخارج المملكة وخاصة من الحليف الاكبر للسعودية، الولايات المتحدة الاميركية، اضافة الى فوضى الفتاوى التي زادت من حدة الانتقادات، ابتداء من فتوى الشيخ اللحيدان الشهيرة التي هددت اصحاب المحطات الفضائية بالقتل مرورا بتحريم شيخ اخر لـ"ميكي ماوس" ووجوب قتله الى معارضة فتح دور للسينما، والدفاع عن تزويج القاصرات، وغيرها من الفتاوى.

اما التغييرات داخل الوزرات الاجتماعية (العدل والتربية والاعلام) فجاءت حسب محللين عقب فشلها في ارساء اسس لثقافة اجتماعية اكثر تنورا، اضافة الى تراجع الحريات والتمييز ضد المراة.

وكان تقرير دولي حول السعودية رفع الى الامم المتحدة رسم صورة قاتمة عن وضع الحريات المدنية في المملكة مؤكدا ان "التمييز ضد المراة والعمال الاجانب، يشكل تحديا هائلا للمملكة". و قال التقرير، ان سجل السعودية في مجال هدر الحريات الاجتماعية يعد الاسوا من نوعه على الصعيد العالمي.

وقالت الصحيفة: يبدو ان "الانقلاب" على اقدم المؤسسات الدينية حسب ما يرى مراقبون هو انقلاب على تصوراتها وتشريعاتها وثقافتها. لكن ما يزال من المبكر معرفة الاثر الذي سيتركه هذا الانقلاب على الحياة العامة في السعودية، لا سيما وان "الحرس القديم" في هيئة الافتاء وهيئة "الامر بالمعروف" والمجلس الاعلى للقضاء، يعدون قوة تاثير ضخمة، ولديهم جيش جرار من الاتباع داخل المملكة وخارجها.

واضافت القدس العربي: عادة ما يمثل هذا "الحرس" قوة دعم للنظام الذي قام في الاصل على تحالف بين