ملايين الزوار يتدفقون على كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين عليه السلام

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

يواصل ملايين الزائرين التدفق على مدينة كربلاء المقدسة لاحياء مناسبة اربعينية استشهاد الامام الحسين بن علي عليهما السلام، واكدت مصادر رسمية ان عدد الذين وصلوا الى كربلاء قد قارب ستة ملايين زائر، بينهم نحو مئتي الف اجنبي.

ومن المتوقع ان يرتفع العدد مع بلوغ المراسم ذروتها غدا الاثنين.

واعتقلت قوات الامن العراقية أمس السبت شخصا كان يحاول تفجير حزام ناسف وسط المواكب الراجلة للزوار في قضاء المسيب جنوب العاصمة بغداد.

واوضح مصدر في الجيش العراقي إن " قوة من اللواء 31 من الجيش العراقي تمكنت مساء السبت من اعتقال شخص يرتدي حزاما ناسفا اثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من نقطة عسكرية بمدينة المسيب (40 كم شمالي مدينة الحلة)، كان زوار اربعينية الامام الحسين (ع) يخضعون فيها للتفتيش في طريقهم الى مدينة كربلاء".

واضاف المصدر ان عناصر نقطة التفتيش "تمكنوا من ابطال مفعول الحزام الناسف الذي كان الارهابي يرتديه"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وجاءت عملية الاعتقال هذه بعد يوم واحد فقط من تفجير دموي نفذته امراة وسط جموع الزائرين في نفس المدينة (المسيب)، ما تسبب في استشهاد وجرح اكثر من 120 من الزوار كان معظمهم من النساء والاطفال.

هذا واعلنت وزارة الداخلية امس السبت، تخصيص مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد وإيواء المراة التي فجرت نفسها وسط زوار أربعينية الامام الحسين (ع) يوم الجمعة في المسيب.

ورغم التهديدات الارهابية، يواصل ملايين الزوار من كافة انحاء العراق بالتدفق على كربلاء المقدسة لاحياء مراسم الاربعينية.

وقال ضرغام محمد ( 23 عاما) موظف حکومي :"وصلت الى مدينة کربلاء بعد ثلاثة أيام سيرا على الأقدام قادما من بغداد في رحلة سير طويلة".

وأضاف محمد:"جئت لتجديد الولاء لأهل بيت النبي الکريم لمقارعة الظلم في شتى أشکاله واطلب من الامام الحسين (ع) الوقوف الى جانب الشعب العراقي للتخلص من المحن والظلم الذي يتعرض له".

فيما ذرفت خديجة صالح (58عاما) وهي امرأة مقعدة على کرسي متحرك ، الدموع عندما رأت القبة الذهبية لمرقد الامام الحسين (ع) من مسافة بعيدة عند مدخل مدينة کربلاء من مدينة النجف الاشرف بعد أن قطعت مسافة 80 کلم وقالت: "اللهم احفظ العراق واحفظ شعبه وانصره على أعدائه".

وأضافت صالح:"خلال السنوات الخمسة الأخيرة تقوم ابنتي بايصالي الى مدة کربلاء وأنا جالسة على هذا الکرسي لأداء زيارة ضريح الأمام الحسين (ع) واقطع کل هذه المسافة الطويلة لأنني أجد في الحسين وأهل البيت عليهم السلام الملاذ الأمن من صفاء القلوب وطلب المغفرة والهداية والتقرب من خلالهم الى الله سبحانه وتعالى لأننا بحاجة ماسة الى ذاك".

ويتدفق آلاف من المسلمين يوميا الى مدينة کربلاء لزيارة مرقد الأمام الحسين (ع) وغالبيتهم العظمى ممن وصل مشيا على الأقدام قاطعا مسافات تصل الى أکثر من 500 کيلومتر خلال عشرة أيام أو 13 يوما في رحلات شاقة وبالغة الصعوبة وسط ظروف جوية صعبة من جميع انحاء العراق.

ويفضل غالبية المشارکين في احياء أربعينية الأمام الحسين (ع) التي ستبلغ ذروتها يوم غد الاثنين الذهاب مشيا على الأقدام سواء کانوا من الرجال أوالنساء أو حتى المرضى على هيئة أفراد أو ومجاميع تکتظ بهم الطرق الخارجية قاصدين مدينة کربلاء لأداء الزيارة فيما تقوم قوات من الجيش والشرطة بتأمينهم.

وتصطحب مئات العائلات أطفالها الصغار وبعضهم رضع في رحلة السير مشيا على الأقدام في مشهد فريد من نوعه في ظل ظروف جوية صعبة ومسافات طويلة يتوجب قطعها للوصول الى مدينة کربلاء.

وقال هادي حسن (42عاما) عامل "نحن الآن على مقربة من مدينة کربلاء وقد اخترنا طريق النجف للوصول مع أفراد عائلتي لان هذا طريق يتمتع بقدر کبير من الأمن وفيه خدمات واسعة لا تجدها في جميع الطرق المؤدية الى کربلاء من حيث الاقامة للاستراحة والخدمات اضافة الى ذلك فأن هذا الطريق يصعب اختراقه من قبل الارهابيين".

ونشرت آلاف السرادقات ومحطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية الى کربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحکومة نوري المالکي ومن مراجع الدين لتقديم کل وسائل الراحة ووجبات طعام متنوعة مجانا وخدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات وتقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حکومية ومن جمعية الهلال الأحمر العراقية کما رفعت المئات من الأعلام الملونة بارتفاعات شاهقة حتى في الطرق الصحراوية.

والى جانب العراقيين وصل نحو 200 ألف زائر عربي وأجنبي غالبيتهم العظمى من الايرانيين وآخرين من البحرين والکويت والسعودية والامارات والهند وباکستان وجزر القمر وتنزانيا وعراقيين مقيمين في بلدان أوروبية واسترليا في مشهد غير مألوف يعکس مدى التحسن الأمني الذي تشهده البلاد.

وتنتشر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة ورجال المرور في کل مکان في الشوارع الرئيسية والتقاطعات ومداخل الشوارع وفوق أسطح البنايات العالية ود