الانتخابات العامة في الكيان الاسرائيلي وابرز التطورات

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٢:٢٠ بتوقيت غرينتش

يومان فقط تفصل الناخب في الكيان الاسرائيلي المحتل عن صناديق الإقتراع، للتصويت في الإنتخابات العامة التي ستجرى في العاشر من الشهر الجاري، فيما يبدو أنه من المحتمل أن تشهد تلك الإنتخابات مفاجئة، تتمثل في إنخفاض تاريخي في نسبة التصويت، فيما تشير التقارير إلى أن حزب "يسرائيل بيتينو" سيحصل على المركز الثالث، وسيحظى بتمثيل داخل الكنيست كثالث أكبر حزب، ليكون عنوان المرحلة القادمة "حكومة يقودها المتطرفون".

ومع الإقتراب من اللحظة الحاسمة، باتت قضية الأصوات (العائمة) هي التحدي الأكبر أمام الاحزاب في الكيان الاسرائيلي التي تتنافس بقوة على الفوز بالنصيب الاكبر من الأصوات، فيما يعني تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة، وهي حزبي الليكود وكاديما، حيث أصبح من الممكن وصف ما يحدث حاليا بين ليفني (كاديما) ونتنياهو (الليكود) بأنه حرب للحصول على كل صوت.

ما يؤرق بنيامين نتنياهو حاليا كما تم التأكيد عليه في وقت سابق، هو أن كل صوت سيذهب إلى أي حزب يقع تصنيفه (يمين الليكود)، فإن الأمر يعني إهدار للأصوات، ومن ثم زيادة فرصة لينفي في تشكيل الحكومة القادمة.

هذا وقد قام نتنياهو بالأمس بخطوة إنتقده المقربون بسببها، حيث تعمد تناول وجبة العشاء في مطعم بالقدس المحتلة لا يقدم وجبات مطابقة للشريعة "كوشير"، ولكنه عاد وأكد انه على الرغم من إختياره لهذا المطعم، ولكنه تناول بداخله طعاما مطابقا للشريعة، فيما رفض حزب شاس التعليق (شاس يرفض الجلوس في حكومة تضم أفيجدور ليبرمان الذي يعتزم نتنياهو ضمه للإئتلاف).

وفي كاديما ما زالت هناك محاولات للظهور أمام الناخبين بشكل يوحي بأن هناك حالة من التفاؤل والثقة، حيث يأمل الحزب في أن الأصوات العائمة قد تقرر في اللحظات الأخيرة التصويت لصالحه، وفي هذه الحالة سيحدث فارق كبير، حيث أشار أحد التقارير إلى أن هناك مليون إسرائيلي لم يقرروا بعد إلى أي حزب سيدلون بأصواتهم.

أما حزب "يسرائيل بيتينو" فقد ظهر في حالة تفاؤل كبير على الرغم من الهجوم الذي يأتيه من كل جانب، سواء من كاديما أو من الأحزاب الدينية التي ترى فيه نموذجا للعلمانية التي تنذر بعقاب الله وإنتقامه، في حين قام أفيجدور ليبرمان بجولة بالأمس في مستوطنة "سديروت"، وقال هناك في مؤتمر إنتخابي (إننا سنحرث البلاد بدءا من يوم الأربعاء القادم، إننا نريد في هذه اللحظات جهودا منظمة لا فردية، لدينا أجواء رائعة وإستطلاعات مبشرة، لقد بدأنا في تحديد جدول الأعمال العام للبلاد، ولكنني أخشى من الإفراط في التفاؤل).

كما أكد تقرير لصحيفة "يديعوت آحرونوت" أن نشطاء صغار في "يسرائيل بيتينو" يجوبون الشوارع للتسويق لزعيم الحزب أفيجدور ليبرمان.

من جانب اخر أظهرت إستطلاعات الرأي المتدفقة التي تجرى ربما أكثر من مرة في اليوم الواحد من خلال العديد من المراكز أو وسائل الإعلام، أن حزب "يسرائيل بيتينو" سوف يحصل على ضعف عدد مقاعد حزب "شاس" في الكنيست، في وقت يعبر فيه المتدينون عن إستحالة إنضمامهم لإئتلاف حكومي يجلس فيه "أفيجدور ليبرمان" وحزبه.

الى ذلك قام المتدينون بخطوة إعتبرتها وسائل الإعلام في كيان الاحتلال الاسرائيلي خطوة خارجة عن العادة، وإستعانوا بالحاخام "عوفاديا يوسيف"، في محاولة لوقف ما يعتبرونه تهديدا للقطاع الديني في الكيان الإسرائيلي.

"عوفاديا يوسيف" من جانبه أكد في خطاب أذيع في تلفزيون الإحتلال أن "من سيدلي بصوته لصالح ليبرلمان أو أي حزب يؤيد هذه المغالطات، فإنه بذلك يريد أن تشمل وجبات اليهود لحم الخنزير وكل ما تحرمه الشريعه"، وأضاف في خطابه (من يصوت لهم يصبح مرتدا، لا تحق له التوبه).

وأشار الزعيم الروحي لليهود الشرقيين أن الناخب الذي يدلي بصوته لصالح حزب "يسرائيل بيتينو" سيكون مسئولا بشكل شخصي عن كل قانون سوف يمرره ليبرمان في الكنيست، وأن ما سيقوم به ليبرمان عائدا على من أعطاه صوته، فإذا أقر تناول لحم الخنزير، فإن من أعطاه صوته يشاركه الجرم.

وفي سياق متصل، شن أعضاء في حزب العمل الذي يتزعمه وزير الحرب إيهود باراك هجوما عليه، بعد أن تم الحديث عن إمكانية دخوله في إئتلاف حكومي يضم أفيجدور ليبرمان، طبقا لما أكده زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في تصريحات له أمس نقلتها صحيفة "يديعوت آحرونوت"، الأمر الذي أثار غضب أعضاء حزب العمل.

- من جانب آخر حزب "يسرائيل بيتينو"، هو حزب يميني متطرف، ينتمي للتيار القومي العلماني في الكيان المحتل، ويشمل البرنامج الإنتخابي للحزب ما يسمى بأولوية أمن المواطن الإسرائيلي، ومن ثم إستخدام القوة والقوة المفرطة ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى فرض سيادة القانون، ومحاربة الجريمة المنظمة، كما يهتم الحزب بالمهاجرين القادمين من روسيا والإتحاد السوفيتي السابق وحل مشاكل الهجرة والإستيعاب، كل ذلك من خلال تنفيذ المخطط الصهيوني بمحاوره الثلاثة (هجرة، حرب، إستيطان)، وعدم التخلي عن هذه المحاور إطلاقا.

تكمن مشكلته مع "الليكود" في أن أي صوت سيذهب إليه يعني أنه لن يذ