مفاوضات القاهرة وامكانية التوصل لاتفاق تهدئة مع الكيان الاسرائيلي

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

تكثفت المفاوضات في اليومين الأخيريين بين مصر وكيان الاحتلال الإسرائيلي من جهة ومصر والوفد المفاوض عن حركة حماس من جهة أخرى للتوصل إلى اتفاقية تهدئة بين الجانبين، وصرح دبلوماسيون غربيون بأن الاقتراح المصري للتهدئة بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يشمل صفقة تبادل للأسرى والفتح المبدئي لمعبرين على الاقل من معابر غزة الحدودية.

وغادر وفد حركة حماس الاحد، بقيادة محمود الزهار القاهرة متوجها الى سوريا لاجراء مباحثات مع مسؤولي الحركة في دمشق. ومن المقرّر ان يعود الزهار الى القاهرة لاعلان موقف حماس النهائي من اتفاق التهدئة مع اسرائيل.

وقد أجريت السبت، مداولات حول التهدئة في قطاع غزة، بمشاركة المبعوث الإسرائيلي للمباحثات مع مصر، عاموس جلعاد. وأطلع جلعاد الذي عاد من جولة مباحثات في القاهرة يوم أمس، كلا من رئيس الوزراء، إيهود اولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ووزير الحرب إيهود باراك، على نتائج مباحثاته في القاهرة. وقالت مصادر إسرائيلية أن جلعاد عاد بمسودة اتفاقية للتهدئة. وألمح باراك في وقت لاحق في لقاء مع القناة التلفزيونية العاشرة إلى قبول إسرائيل بالتهدئة التي تستمر لعام ونصف.

وقالت مصادر إسرائيلية إن المبادرة المصرية التي مرت بتغييرات كثيرة منذ إطلاقها، تشمل فتح المعابر، بما في ذلك معبر رفح بشكل كامل، ونشر قوات من الأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة الفلسطينية .

وأكد باراك عقب الاجتماع في لقاء مع القناة العاشرة أن جلسة الحكومة الامنية المصغرة تركزت في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حماس عن طريق الوسيط المصري. وقال باراك: "حماس تريد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ولكن إذا لم يكن هناك مناص، ولم يتحقق الهدوء، سنحتاج إلى توجيه ضربة جديدة. ولكن بين الضربة التي تلقاها وبين تلك التي قد يتلقاها، يجب منح فرصة لمصر لمعالجة مسألة التهريب. ينبغي التعامل معهم بجدية وباحترام".

وبموجب الاقتراح ستوقف قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها المتكررة في قطاع غزة وتوقف حماس اطلاق الصواريخ لفترة تصل الى 18 شهرا.

وفي المرحلة الثانية من الاقتراح ستوافق اسرائيل على مبادلة أسرى فلسطينيين بالأسير الإسرائيلي الذي اسرته المقاومة عام 2006. وتحدث مسؤولون فلسطينيون عن تحقيق تقدم في تلك المحادثات.

ومع تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى يزيد الاحتلال كمية السلع التي تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم ابوسالم . وقال الدبلوماسيون ان المعبر يسمح الان بعبور 100 شاحنة يوميا ولكن هذا العدد يمكن ان يزيد الى 250 او اكثر.

ومن بين النقاط العالقة الرئيسية في المحادثات اصرار الكيان الاسرائيلي على حظر دخول مواد معينة بسبب امكان استخدامها في صنع صواريخ وتحصينات ومتفجرات. وصرح مسؤولون عسكرييون اسرائيليون بأن من بين هذه المواد انواع معينة من الانابيب الصلب والمواد الكيماوية التي تستخدم في الزراعة.

ويقول مسؤولو حماس انهم طالبوا بتفصيلات اكبر بشأن ما سيتم استبعاده من دخول القطاع الفقير الذي يتطلب كميات كبيرة من الصلب والاسمنت والسلع التجارية الاخرى للاعمار بعد الحرب.

وسيعاد ايضا فتح معبر رفح بين غزة ومصر في وجود مراقبين دوليين وحرس حدود يرفعون تقاريرهم الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يدعمه الغرب.

ولم توضح حماس الى اي مدى ستكون مستعدة للتخلي عن السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر لقوات الامن التابعة لعباس. وصرح دبلوماسيون بأن رفح قد تفتح ايضا امام بعض السلع التجارية على الرغم من ان هذا الموقع غير ملائم حاليا لعبور اعداد كبيرة من الشاحنات.

وفي المرحلة الثالثة من الاقتراح المصري ستتفق حركة فتح بزعامة عباس وحماس على محاولة التفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية من الجهتين التي ستتولى الحكم الى ان يتم اجراء انتخابات.

ويسمح الكيان الاسرائيلي حاليا بعبور نحو 200 شاحنة محملة بالسلع الى قطاع غزة يوميا وهو ما يقل عن العدد الذي يقول الاتحاد الاوروبي انه مطلوب ويبلغ 500 .

ويقدر مركز التجارة الفلسطيني الخاص ان معابر غزة بامكانها استيعاب اكثر من 1600 شاحنة يوميا ولكن ذلك فقط اذا اعادت اسرائيل فتح معبر المنطار وهو اكبر معابر غزة للسلع التجارية.

وصرح مسؤولون أمنيون اسرائيليون بان معبر المنطار لن يعمل بشكل طبيعي الا بعد ان توافق حماس على التخلي بشكل كامل عن السيطرة هناك سواء لقوات عباس او لاجانب بينما قال دبلوماسيون ان هذا يتوقف على محادثات المصالحة.

وقالت مصادر مصرية وأخرى في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) ان قادة في الحركة وصلوا يوم السبت الى مصر لمناقشة التقدم في الجهود المصرية الرامية الى التوصل الى تهدئة مع اسرائيل. وقال مسؤولون في حماس في وقت سابق من يوم السبت ان الحركة ليس لديها اعتراض على تهدئة تستمر 18 شهرا لكن رفع الحصار عن قطاع غزة يجب أن يكون جزءا من الاتفاق.

وقال محمود الزهار القيادي البارز في حماس بعدما عبر الحدود ال