الحكومة الافغانية وبوادر التوجه نحو روسيا والابتعاد عن حزم اوباما

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

بدأ الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي يشعر بالاحباط بسبب بعض حلفائه الغربيين وخاصة الولايات المتحدة التواصل مع روسيا جارة افغانستان الشمالية العملاقة، فرغم تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن يضع افغانستان على رأس أولويات سياسته الخارجية إلا انه من المستبعد أن يكون متساهلا مع كرزاي بعد أن اتهمه فيما مضى بأنه أخفق في الخروج من المخبأ والحكم بفعالية.

وعلى ذلك لم يعد كرزاي الذي كان مدللا من الغرب ذات يوم متأكدا من الدعم الثابت الذي تمتع به من الرئيس السابق جورج بوش وقد انضم الزعماء الاوروبيون الى اوباما حيث نادوا بتطبيق الحكم الرشيد وهو انتقاد مبطَّن لكرزاي.

ومن جهة ثانية قد تتعرض شرعية الانتخابات الافغانية هذا العام للخطر اذا لم يدلِ البشتون العرقيّون، بأصواتهم بسبب سوء الأوضاع الامنية والاستياء من الرئيس حامد كرزاي مما يزيد من احتمال تفاقم أعمال العنف.

وتقول شكرية باراكزاي العضوة البارزة بالبرلمان "حين يرى كرزاي أن حلفاءه السابقين ليسوا في الحكم والبقية ينتقدونه بدلا من مساعدته سيبحث عن حلفاء جدد."

وصرح دبلوماسيون روس بأن الغرب يرتكب نفس الاخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي السابق خلال احتلاله المشؤوم لافغانستان والذي دام عشر سنوات.

وعشية تنصيب اوباما أصدر مكتب كرزاي بيانا جاء فيه أن موسكو قبلت طلبه بتقديم مساعدات دفاعية لافغانستان.

وقلل كبير المتحدثين باسم كرزاي من أهمية هذه الخطوة قائلا انه على الرغم من نداء كرزاي فان افغانستان ملتزمة بعلاقاتها مع حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة ولهما قوات قوامها نحو 70 الف فرد يقاتلون المسلحين الذين تقودهم جماعة طالبان بالبلاد.

وكان كرزاي الذي يخوض انتخابات في اغسطس/ اب قد تقدم بهذا الطلب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وربما لا يكون توقيت نشر نبأ قبول موسكو اكثر من صدفة.

غير أنه في اليوم التالي بالبرلمان وقبل ساعات من تنصيب اوباما تحدث كرزاي ، الذي قاد افغانستان بمساعدة جيش ودعم مالي غربيين منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 - للمرة الاولى فيما يبدو عن رغبته في اقامة علاقات وثيقة مع روسيا.

وبعد ذلك بأيام وفي حضور سفير الولايات المتحدة والقائد الاميركي لقوات حلف شمال الاطلسي قال كرزاي خلال احتفال بتخريج دفعة من قوات الجيش ان افغانستان تحتاج الى الحصول على طائرات ودبابات من اي مكان يمكنها الحصول عليها منه بعد أن فشلت في الحصول عليها من حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة.

وقال "قلنا لاميركا والعالم أن يعطونا طائرات بسرعة وان لم يفعلوا سنحصل عليها من مكان اخر... أخبرناهم أن صبرنا نفد ولا نستطيع أن نعيش بدون طائرات."

وبعد مرور سبع سنوات على الاطاحة السريعة بحكومة طالبان تكافح القوات الغربية ضد هجمات المسلحين التي ارتفعت بمقدار الثلث العام الماضي وحملة من التفجيرات الانتحارية زادت من الشعور بعدم الامن وقللت من ثقة الجماهير في قدرة حكومة كرزاي وحلف شمال الاطلسي على حد سواء على تحقيق الامن.وبالتالي ازداد تبادل الاتهامات لكنها كثيرا ما تكون خافتة وبشكل دبلوماسي.

ورد كرزاي مرارا على انتقادات الغرب لحكومته والفساد الاداري المستشري ونقص سيادة القانون حيث يهاجم سجل الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي من قتل مئات المدنيين بطريق الخطأ في الغارات الجوية.

وذكرت صحف حكومية أن كرزاي حذر الاسبوع الماضي بأنه سيدعو جمعية وطنية لزعماء وشيوخ القبائل الى الانعقاد لمناقشة الخسائرالبشرية بين المدنيين وعمليات تفتيش المنازل التي تقوم بها القوات الاجنبية اذا لم يرد حلف شمال الاطلسي بالايجاب في غضون شهر على مسودة اتفاق مع حكومته قام بارسالها الى الحلف.

وتريد مسودة الاتفاق الى حد كبير السيطرة على أماكن وكيفية انتشار القوات الاجنبية ووقف مداهمات المنازل والتنسيق على "أعلى مستوى" بشأن استخدام القوة الجوية.

وفي نفس السياق كشف تقرير عن تدهور حاد في الأوضاع الأمنية في أفغانستان، وأن القنابل التي تزرع بالطرق هي الأسلحة الأكثر فتكاً التي يستخدمها المسلحون ضد المدنيين والقوات الاجنبية والقوات الأفغانية.

ويشير التقرير، الذي أعده الجيش الاميركي وقوات حلف شمال الاطلسي واستند على إحصائيات "الناتو"، إلى ارتفاع بأكثر من 30 في المائة في الهجمات باستخدام ذلك النوع من القنابل من الفترة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.

كما يعكس صورة أكثر كآبة للوضع الأمني العام في مجمل أنحاء البلاد بتزايد معدلات هجمات طالبان وتنظيم القاعدة بنسبة 31 في المائة.

ويصور التقرير واقع الحال في أرض المعارك، حيث تزايدت حصيلة قتلى الجيش الاميركي بوتيرة غير مسبوقة فيما يطالب القادة العسكريون بضخ آلالاف من القوات الإضافية في محاولة لإخماد العنف المتزايد وللمشاركة في حرب أفغانستان التي أُطلق عليها يوماً "الحرب المنسية."

وتشير الإحصائيات إلى زيادة معدلات قتلى الجيش الاميركي وقوات حلف شم