الصحف الاسرائيلية ترجح ان يشكل نتانياهو الائتلاف الحكومي

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٣:١٨ بتوقيت غرينتش

رجحت الصحف الاسرائيلية اليوم الاربعاء ان يتمكن بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود من الحصول على الدعم الكافي لتشكيل حكومة ائتلاف رغم انه جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات الاسرائيلية.

وقالت صحيفة "معاريف" في عناوينها ان نتانياهو "خسر ولكنه سيفوز".

الا ان النتائج المتقاربة ستعني ان الايام القادمة ستشهد ارتباكا نظرا لان نتانياهو ووزيرة خارجية حكومة الاحتلال تسيبي ليفني من حزب كاديما يحاولان الحصول على الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف حكومي.

وخرجت صحيفة "يديعوت احرنوت" بعنوان: "مازق سياسي" الى جانب صورتين لليفني ونتانياهو.

وبعد فرز كافة الاصوات تقريبا، حصل حزب كاديما بزعامة ليفني على 28 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، بينما كسب نتانياهو من حزب الليكود اليميني 27 مقعدا.

وقالت "معاريف": "بامكان تسيبي ان تبتسم، فقد حققت نجاحا كبيرا، الا انه لن يكون كافيا لجعلها رئيسة وزراء".

وقالت صحيفة "هآرتس" اليسارية الميول: ان "ليفني حققت نصرا كبيرا امس الثلاثاء، وهزمت بنيامين نتانياهو من حزب الليكود الذي كان يتصدر استطلاعات الراي حتى اللحظات الاخيرة"، مضيفة ان "الانتخابات انتهت الى وضع تسيبي في مواجهة بيبي (نتانياهو)، وحتى اذا انتهى الامر بان يشكل نتانياهو الحكومة، الا انه تلقى صفعة قوية".

وطبقا للنظام الاسرائيلي فان الشخص الذي تتاح له الفرصة لتشكيل حكومة الائتلاف ليس بالضرورة الذي حصل على معظم الاصوات، ولكن الاقدر على الحصول على دعم 61 على الاقل من اعضاء الكنيست.

ومن الناحية النظرية يستطيع نتانياهو الحصول على 65 مقعدا، فبالاضافة الى مقاعد الليكود الـ 27، هناك 15 مقعدا فاز بها حزب "اسرائيل بيتنا" القومي المتطرف، و11 من حزب شاس المتشدد، وخمسة من حزب القائمة الموحدة للتوراة وسبعة من حزبين يمينيين متطرفين يتبعان للمستوطنين.

اما ليفني فتستطيع ان تعتمد على تاييد 44 نائبا هي 28 من كاديما، 13 من حزب العمل، وثلاثة من حزب ميريتس اليساري.

اما المقاعد الـ 11 المتبقية فهي لاحزاب عربية من غير المرجح مطلقا ان تنضم الى ائتلاف.

واضافت "هارتس": انه "رغم نتائج الاستطلاعات، فانه من غير المؤكد ان تتمكن ليفني من الحصول على المقاعدة الـ 61 الضرورية لتشكيل حكومة".

ونقل موقع "واينت" الواسع الانتشار ان "خيارات تسيبي ليفني محدودة نوعا ما".

وتابع: انه "بدون ليبرمان، لا توجد حكومة لليفني. حتى مع زعيم حزب اسرائيل بيتنا فان قدرة ليفني على تشكيل حكومة مشكوك فيها".

وقال: انه "من ناحية اخرى فان نتانياهو هو ايضا في موقف حرج، ومع ذلك يبدو ان خياراته اكثر تنوعا، فقد وعد بالتحدث الى شاس واسرائيل بيتنا قبل ان يتحدث مع اي حزب اخر".

واضاف: ان "هذين الحزبين سيدعمان ائتلافه بمقدار 25 مقعدا، ولكن ذلك ليس كافيا عليه "وقد اعلن انه يريد ذلك" ضم كاديما او العمل الى حكومته.
اما الاحتمال الاخر امامه فهو تشكيل حكومة يمينية متدينة مع حزبي "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي" وبدون العمل وكاديما.

ومع انقسام الناخبين بهذا الشكل، فقد اشار بعض المعلقين الى ان الكيان الاسرائيلي قد يلجأ الى صيغة اتفق عليها في عام 1984 عندما وافق الليكود والعمل على تناوب الحكومة بعد نتائج متقاربة في الانتخابات.

وقال موقع "واينت": ان "نتانياهو لا يحبذ هذه الفكرة وكذلك ليفني، الا انها ممكنة من اجل الاستقرار وفي مواجهة الرسالة الغامضة للناخبين الاسرائيليين، فلن يكون هناك اختيارا اخرا".

وقالت "هارتس": "لقد تمخضت انتخابات الامس عن تعقيدات سياسية وانتخابية وائتلافية. فقط الديمقراطية الاسرائيلية هي التي تنتج عنها اكبر كتلة سياسية مؤلفة من الليكود والاحزاب اليمينية والدينية المتشددة في نفس الوقت الذي يكون فيه اكبر حزب هو الذي يقود المعسكر اليسار الوسط".