قضية أفغانستان أصعب مأزق يواجه أوباما

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش

يجمع كثير من المراقبين على أن الوضع في أفغانستان يزداد سوءا يوما بعد يوم فالعمليات المسلحة تستهدف الجنود الأميركيين وقوات التحالف وأيضا الدبلوماسيين الغربيين على غرار ما تعرضت له السفارة الألمانية منذ أيام من هجوم مسلح أدى إلى سقوط عدد من القتلى بينهم جندى أميركي وعدد من دبلوماسيي السفارة الألمانية .

وتصاعد العمليات العسكرية زاد من القلق ليس الأميركي فقط، لكن الغربي كله، حيث أكد وزير الدفاع الفرنسي أيرفيه موران أن بلاده لن ترسل قوات إضافية إلى أفغانستان إذا ما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما منها ذلك .

وحرص أوباما على التأكيد خلال أو خطاب له فور أدائه اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة على عزمه البدء (بانسحاب مسؤول من العراق ومحاولة تحقيق سلام صعب المنال في أفغانستان).

وإذا ما كان موقف الرئيس أوباما من سحب الجنود الأميركيين من العراق بمثابة الورقة الانتخابية التي مكنته من الصعود إلى سدة الرئاسة فإن أفغانستان هي الجبهة التي تحيطه بتأييد كبير من الأميركيين، حيث يعتقد على نطاق واسع أن القاعدة أطلقت منها هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) العام .2001

وفي الإطار نفسه أكد (والتر ناتينشيزيك) قائد الجيش الكندي في أفغانستان أن ثمة حاجة ملحة لزيادة قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في أفغانستان في أقرب وقت ممكن .

وأضاف أن نقص تلك القوات يطال مناطق تم القضاء على تواجد مسلحي طالبان فيها، وهو ما يهدد بعودة هذه القوات إليها إذا استمر هذا النقص .

وتنشر كندا قوة تتألف من 2500 جندي في جنوب أفغانستان، وفقدت أكثر من 100 جندي، بالإضافة إلى دبلوماسي واحد وكنديين آخرين يعملان لحساب مؤسسات إنسانية منذ نشر القوات هناك .

وهناك مواقف مشابهة من قبل معظم الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ الإطاحة بطالبان في أفغانستان في نهاية العام 2001 ، وهي جميعها تمثل ضغوطا على الإدارة الأميركية الجديدة لسرعة التحرك واتخاذ استراتيجية قوية حيال الوضع في أفغانستان .

وأكدت مصادر دبلوماسية عديدة أن (المطب الأفغاني) ، على حد وصفها، يعد من أصعب الملفات المطروحة أمام أوباما منذ اليوم الأول لتسلمه مهام منصبه، مشيرين إلى أن الجنرال (ديفيد بيترايوس) ، القائد الاميركي لمنطقة جنوب غرب آسيا، اجتمع مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاى مساء يوم الثلاثاء بينما كان أوباما يؤدى اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة وذلك لمناقشة دور القوات الأميركية الإضافية التي يزيد عددها على نحو 30 ألف جندى، والمتوقع أن تصل افغانستان خلال الشهور المقبلة .

وكانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش أعلنت عن خطط لمضاعفة الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان وذلك بإرسال نحو 30 ألف جندي إضافي في العام الحالي 2009 وذلك من أجل السيطرة على (التمرد في أفغانستان) .

وفي إطار هذه الاستراتيجية يتوقع أن يوقع أوباما على هذه الخطة لإرسال القوات الإضافية إلى أفغانستان لتعزيز قوة قوامها 65 ألفا موجودة بالفعل ومندمجة في قوة يقودها حلف شمال الأطلسي تحت اسم القوات الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار (إيساف).

وحسب المصادر الدبلوماسية فإن فرص نجاح خطط نشر قوات إضافية في أفغانستان قد لا تكون كبيرة، وذلك نتيجة لاختلاف نوعية الهجمات التي تتعرض لها القوات الاجنبية في أفغانستان .

وأشارت المصادر إلى أن أحد الصعوبات التي سيواجهها أوباما في أفغانستان أيضا تزيد الكراهية من قبل الشعب الأفغاني للقوات الاجنبية الموجودة على أراضيه وذلك بعد مقتل المئات خلال الضربات الجوية التي استهدفت مناطق سكنية .

وقالت المصادر إن هذا الموقف أجبر الرئيس الأفغاني على التأكيد أمام البرلمان الثلاثاء أن الخسائر في أرواح المدنيين الأفغان على أيدى القوات الأجنبية هى السبب الرئيسي للاضطرابات في بلاده .

وفي الإطار نفسه أشارت مصادر أفغانية إلى أن كرزاي يجد من الصعوبة بمكان إيجاد أرضية له في البلاد في ظل تصاعد عدد القتلى من المدنيين على أيدى القوات الاجنبية .

وقالت المصادر: إن كرزاي انتهز فرصة تزايد الهجمات على قوافل المساعدات المتجهة للقوات الدولية من باكستان إلى أفغانستان لدفع القوات الدولية للقيام بغاراتها على المناطق الحدودية داخل أراضي باكستان بدلا من أراضي بلاده بدعوى تمركز المسلحين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان في هذه المناطق وليس داخل الأراضي الأفغانية .

واضافت المصادر الأفغانية إن إدراك حركة طالبان لقوة موقفها أمام التواجد الغربي في أفغانستان جاء حرص زعماء الحركة على ترديد تصريحات عبر القنوات الفضائية تطالب الإدارة الأميركية الجديدة بالعمل على تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم وإعادة الاعتبار إليها بعد أن فقدت الاحترام في العالم بسبب سياسات الرئيس السابق جورج بوش .

وطالب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الرئيس الاميركي الجديد أوباما أن يختار طرقا أخرى غير الحرب للتوصل