ايران الثورة الاسلامية وابرز مظاهر الاحتفال بها

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٣:٢٥ بتوقيت غرينتش

رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على انتصار الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه، لا يزال الإيرانيون يعيشون تلك الثورة ويحفظون مبادئها وأفكارها في ذاكرتهم ووجدانهم.

فالإيرانيون يفتخرون بكون ثورتهم كانت نموذجا فريدا من نوعه في العالم، لأن الشعب تبناها في الماضي واحتضنها ومايزال يستلهم منها، كما يقول المواطن الإيراني عندما تتحدث إليه بأن هذه الثورة التي انتصرت على الاضطهاد والفساد يعود لها الفضل في التقدم التكنولوجي الكبير الذي وصلت إليه بلادهم اليوم ، وكان آخره إطلاق القمر الصناعي "اميد" الذي اثار حفيظة اميركا وحلفاءها.

وفي سياق متصل، أحيا الايرانييون وقادتهم الثلاثاء، ذكرى الامام الخميني ( قدس سره)خلال الاحتفالات بالذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية التي أكدوا أنها لم تعد محصورة بالحدود الإيرانية في وقت اعتبر متحدث حكومي أن رغبة واشنطن في التحاور مع طهران دليل على فشل النظام الرأسمالي.

وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد من ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية "اليوم بعد مضي ثلاثين عاما، لا تزال الثورة حية".

وتابع "ما زلنا في بداية الطريق وسنشهد تطورات أكبر، هذه الثورة ستستمر بإذن الله حتى إحلال العدل" مضيفا "إن كانت هذه الثورة جرت في إيران، إلا أنها ليست محصورة بالحدود الإيرانية" .

وردا على عرض أوباما التحاور مع طهران، طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بانسحاب القوات الأميركية من مختلف أنحاء العالم ووقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل والاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها الأميركيون بحق إيران.

وحضر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد وجميع الوزراء فضلا عن عدد من المسؤولين العسكريين حفلا أقيم في ضريح الخميني في جنوب طهران.

وفي الذكرى السنوية لعودة الخميني بعدما مضى 15 عاما في المنفى، تقرع أجراس المدارس وتطلق صفارات القطارات والسفن في تمام الساعة9,33 (6,33 تغ)، في اللحظة نفسها لعودة الإمام الخميني. وتستمر الاحتفالات عشرة أيام وتنتهي في العاشر من فبراير في ذكرى سقوط الشاه.

ورفعت في الضريح صورة كبيرة لمؤسس الجمهورية الإسلامية في يوم عودته إلى إيران في وقت كان في السادسة والسبعين من العمر وهو ينزل من طائرة تابعة لشركة اير فرانس بمساعدة احد افراد الطاقم.

وعُلقت ايضا صورتان لقائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي والرئيس الايراني أحمدي نجاد. ورفعت لافتة كتب عليها "الثورة الإسلامية قامت على تضحيات الشهداء"، مرددة عبارة للإمام الخميني.

وكتب على لافتة أخرى "سندافع عن مبادئ الإمام الخميني وعن ميراثه"، وهو كلام قاله قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي الذي خلف مؤسس الجمهورية عند وفاته عام 1989. ورددت خلال الاحتفالات شعارات تندد بسياسة اميركا وإسرائيل وأخرى لإدانة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

الى ذلك، قال حسن الخميني حفيد مؤسس الثورة الإسلامية "بفضل الإسلام شهدنا انتصارات في غزة ولبنان". وأدلى بتصريحاته على وقع شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، مضيفا أن "الإيرانيين يشعرون بالفخر لان الخميني كان رافعا راية اليقظة الإسلامية في العالم".

من جهته قال الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني إن "سكان غزة وحزب الله (اللبناني) ألحقوا هزيمة بجيش النظام الصهيوني ". وصرحت إيرانية كانت تحضر الاحتفالات أن «إيران مستمرة في النهج الذي رسمه الامام الخميني ".

من جانب آخر، أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحاور مع إيران تعني «سقوط الفكر الرأسمالي» والولايات المتحدة.

وقال الهام إن "هذا الطلب (للتحاور) هو المؤشر على سقوط الفكر الرأسمالي وسقوط النظام (الأميركي) المهيمن".

وأضاف الهام أن «الحوار مسألة ثانوية، والمسألة الأساسية تكمن في عدم وجود خيار آخر في العالم سوى التغيير» بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

وكان أوباما الذي رفض سلفه جورج بوش لفترة طويلة التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران في إطار النزاع حول ملفها النووي، وعد بمقاربة دبلوماسية جديدة معها تقوم على الرغبة في حوار مباشر معها وفي إطار الاحترام المتبادل.

من ناحيته، أكد نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية علي سعيدلو الذي يعتبر مقربا جدا من الرئيس محمود أحمدي نجاد، في تصريح له أن" على الولايات المتحدة القيام بالخطوة الأولى عبر تقديم الاعتذار إلى إيران.

واضاف "عليهم أولا تقديم الاعتذار. تلك ستكون خطوة أولى لان عليهم ان يغيروا ذهنيتهم".