عشرة ملايين زائر يحيون في كربلاء المقدسة ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع)

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

يحيي المسلمون من داخل العراق وخارجه اليوم الاثنين ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة.

وبهذه المناسبة، اعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان عدد الزوار الذين وصلوا الى المدينة بلغ ذروته اليوم الاثنين بوصول حوالى 10 ملايين زائر خلال الايام السبعة الماضية، فيما أكدت مصادر رسمية ان بين الزوار نحو 200 الف زائر من خارج العراق.

وتدفق ملايين المسلمين على مدى الايام السابقة الى مدينة كربلاء لزيارة مرقد الأمام الحسين (عليه السلام) متحدين التهديدات الرخيصة للارهابيين التكفيريين، وغالبيتهم ممن وصل مشيا على الأقدام قاطعا مسافات تصل الى أكثر من 500 كيلومتر خلال عشرة أيام أو 13 يوما في رحلات شاقة وبالغة الصعوبة وسط ظروف جوية صعبة من جميع انحاء العراق.

وتصطحب مئات العائلات أطفالها الصغار وبعضهم رضع في رحلة السير مشيا على الأقدام نحو مرقد سيد الشهداء في مشهد فريد من نوعه في ظل ظروف جوية صعبة ومسافات طويلة يتوجب قطعها للوصول الى مدينة كربلاء.

ونشرت آلاف السرادقات ومحطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي ومن مراجع الدين لتقديم كل وسائل الراحة ووجبات طعام متنوعة مجانا وخدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات وتقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حكومية ومن جمعية الهلال الأحمر العراقية كما رفعت المئات من الأعلام الملونة بارتفاعات شاهقة حتى في الطرق الصحراوية.

الى ذلك، قال الشاب ضرغام محمد ( 23 عاما) و هو موظف حكومي: "وصلت الى مدينة كربلاء بعد ثلاثة أيام سيرا على الأقدام قادما من بغداد في رحلة سير طويلة".

وأضاف محمد: "جئت لتجديد العهد و الولاء لأهل بيت النبي الكريم لمقارعة الظلم في شتى أشكاله واطلب من الامام الحسين (عليه السلام) الوقوف الى جانب الشعب العراقي للتخلص من المحن والظلم الذي يتعرض له".

وذرفت السيدة خديجة صالح (58عاما) وهي امرأة مقعدة على كرسي متحرك، الدموع عندما رأت القبة الذهبية لمرقد الامام الحسين من مسافة بعيدة عند مدخل مدينة كربلاء من جانب مدينة النجف الاشرف بعد أن قطعت مسافة 80 كلم و قالت: "اللهم احفظ العراق واحفظ شعبه وانصره على أعدائه".

وأضافت السيدة صالح: "خلال السنوات الخمسة الأخيرة تقوم ابنتي بايصالي الى مدينة كربلاء وأنا جالسة على هذا الكرسي لأداء زيارة الأمام الحسين (عليه السلام) واقطع كل هذه المسافة الطويلة لأنني أجد في الحسين وأهل البيت (عليه السلام) الملاذ الآمن من صفاء القلوب وطلب المغفرة والهداية والتقرب من خلالهم الى الله سبحانه وتعالى لأننا بحاجة ماسة الى ذاك".

وتنتشر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة ورجال المرور في كل مكان في الشوارع الرئيسة والتقاطعات ومداخل الشوارع وفوق أسطح البنايات العالية وداخل أكشاك التفتيش فيما تحاط المدينة من الخارج بقوات عسكرية مجهزة بالأسلحة فضلا عن نشر مئات النساء الشرطيات لتفتيش النساء.

هذا وعززت السلطات العراقية الاجراءات الامنية في كربلاء قبيل زيارة اربعين الامام الحسين التي تبلغ ذروتها اليوم، و ذلك عبر نشر ثلاثين الف عنصر امني.

وكانت قوات الامن العراقية قد اعتقلت في وقت سابق السبت، إرهابيا كان يحاول تفجير حزام ناسف وسط المواكب الراجلة لزوار الامام الحسين (عليه السلام) في قضاء المسيب جنوب العاصمة بغداد.

واوضح مصدر في الجيش العراقي إن قوة من اللواء 31 من الجيش العراقي تمكنت مساء السبت من اعتقال شخص يرتدي حزاما ناسفا اثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من نقطة عسكرية بمدينة المسيب شمالي مدينة الحلة، وذلك عندما كان زوار الامام الحسين (عليه السلام) يخضعون فيها للتفتيش في طريقهم الى مدينة كربلاء.

واضاف المصدر ان عناصر نقطة التفتيش تمكنوا من إبطال مفعول الحزام الناسف الذي كان الارهابي يرتديه، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وجاءت عملية الاعتقال هذه بعد يوم واحد فقط من تفجير دموي نفذته امراة ارهابية وسط جموع الزائرين في نفس المدينة (المسيب)، ما تسبب في استشهاد وجرح اكثر من 120 من الزوار كان معظمهم من النساء والاطفال.