السودان وحركة العدل والمساواة يوقعان اليوم اتفاقا في الدوحة

الثلاثاء ١٧ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

اعلن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والوسيط في مباحثات السلام حول دارفور في الدوحة انه "حدث تقدم كبير (في المباحثات) ويمكن القول انه اصبح بين ايدينا اتفاقية اعلان حسن نوايا وبناء الثقة يمكن توقيعها اليوم الثلاثاء".

وقال الوسيط القطري للصحافيين مساء اليوم الاثنين: "ما تم وضعه في الوثيقة التي سيتم التوقيع عليها غدا (اليوم الثلاثاء) يمثل اتفاقا بين كل الاطراف".

وتابع "هناك فقرة اتفقنا عليها مع الطرفين وهي الان تحت الطباعة".

واضاف "نتمنى ان نبدأ المباحثات حول اتفاقية وقف العدائيات التي تشمل وقف اطلاق النار وما يتعلق باطلاق سراح الاسرى و غيرها من الامور خلال اسبوعين" من الان.

وفي الوقت نفسه طلبت السلطات القطرية من الصحافيين في الدوحة الحضور صباح الغد الثلاثاء الى الديوان الاميري لحضور حفل التوقيع.

وقال رئيس وزراء قطر الذي تولى رعاية مباحثات سلام دارفور بين وفد الحكومة السودانية ووفد حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور منذ اسبوع في الدوحة "ان الوثيقة جيدة وتمثل انطلاقة جيدة للبدء في تنفيذ الاتفاقية" الخاصة بوقف العدائيات.

واضاف "هناك اطراف اخرى في السودان يجب اشراكها كما ان هناك اقتراحات من الطرفين لكيفية المواصلة ووضع خطة عمل".

وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني "لقد كانت المفاوضات صعبة لانه كانت هناك سنوات طويلة من الشكوك لكن الطرفين كانا ايجابيين".

وكان متحدثان من حركة العدل و المساواة المتمردة في دارفور ومن الوفد الحكومي السوداني اكدا مساء اليوم انهما تجاوزا عقبة اطلاق سراح الاسرى والمحكومين والموقوفين والمسجونين والتي حالت دون توصلهما لاعلان حسن نوايا وبناء الثقة تمهيدا لاتفاق اطاري للسلام في مرحلة لاحقة.

ونقلت وكالة الانباء القطرية اليوم الاثنين عن الطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساوة ان "الجانبين (حركة العدل والحكومة) التزما بمبدأ
اطلاق سراح متبادل للاسرى على شكل دفعات على ان تنتهي عملية اطلاق الاسرى مع بداية مفاوضات الاتفاق الاطاري للسلام بين الطرفين".

من ناحيته، قال امين عمر المتحدث باسم الوفد الحكومي السوداني لوكالة الانباء القطرية ان "الطرفين اتفقا على ان يضعا بين يدي الوسطاء صياغات تعبر عن الفهم الذي توصلا اليه بصورة مشتركة بخصوص موضوع تبادل الاسرى على ان يتقدم الوسطاء من جانبهم بصيغات نهائية تعبر بشكل محدد على المعنى الذي تم الاتفاق عليه".

وكان وفدا الحكومة السودانية برئاسة مساعد الرئيس نافع علي نافع وحركة العدل المساواة برئاسة زعيمها خليل ابراهيم عقدا اليوم اجتماعا مطولا بحضور الوسيط القطري احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وجبريل باسولي الوسيط المشترك.

واضطر رئيسا الوفدين الى البقاء في الدوحة بعد ان كانا قد اعلنا نيتهما في المغادرة مع الابقاء على وفدين فنيين.

واشار الفكي الى ان وفدي الحكومة وحركة العدل "اتفقا ايضا على اشراك دول الجوار الاخرى في ايجاد مساحة للعملية السلمية في دارفور".

وقال رئيس المجلس التشريعي بحركة العدل والمساواة عن ان "اتفاق حسن النوايا المنتظر ان يوقع عليه الطرفان يتضمن مبادئ اساسية تفسح المجال للاتفاق الاطاري كاطار عام يؤدي لوقف العدائيات ويمهد بدوره الى الدخول في التفاصيل المتعلقة بتقاسم الثروة والسلطة وغيرها من الامور".

واعتبر الفكي ان "توصل الحركة والحكومة الى اتفاق يعني توقف الحرب في اقليم دارفور .. لان وراءنا كل القبائل والقوى والقيادات السياسية من كل الوان الطيف في دارفور وسنحافظ على السلام وتكون مسؤوليتنا من داخل العملية السلمية نفسها".

وقد اكملت محادثات السلام حول دارفور التي تقودها دولة قطر والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى جبريل باسولي مع وفدي الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة اسبوعها الاول.

وكانت حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية بدأتا الاثنين الماضي اول محادثات مباشرة بينهما منذ محادثات ليبيا العام 2007.

وكان الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة قال في وقت سابق ان "كلا من الحكومة وحركة العدل والمساواة سيبقيان على وفد فني في الدوحة لترتيب مفاوضات الجولة القادمة".