شتاينماير يصل بغداد في زيارة تهدف لانعاش العلاقات الالمانية العراقية

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

وصل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير الى بغداد، في زيارة تهدف لانعاش العلاقات بين المانيا والعراق والتي صارت محدودة للغاية منذ حرب العراق عام 2003 .

والتقى شتاينماير اليوم بنظيره العراقي زيباري كما سيعقد محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالکي والرئيس جلال طالباني.

وسيعقد الوزير الالماني مؤتمرا صحافيا اليوم.

ووصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الزيارة بأنها "اعادة احياء للعلاقات الراکدة" في الوقت الذي أعرب فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي عن أمله في أن تعزز زيارة شتاينمار من مساهمة الشرکات الالمانية في عمليات اعادة الاعمار في العراق.

ولم يتم الاعلان بشکل مسبق عن زيارة شتاينماير وذلك لاسباب أمنية.

ووفقا لمعلومات وزارة الخارجية الالمانية فقد قال شتاينماير قبل مغادرته برلين، ان الحکومة العراقية حققت "نجاحات مهمة على طريق الاستقرار السياسي للبلاد" خلال الاشهر الماضية.

وأضاف الوزير الالماني وهو مرشح الحزب الاشتراکي الديمقراطي للمنافسة على منصب المستشارية في الانتخابات المقبلة المقرر لها الخريف المقبل: "توضح زيارتي أننا نرغب في دعم العراق على طريق الاستقرار الديمقراطي والتعايش السلمي بين الديانات والاعراق".

في الوقت نفسه قال المالکي في تصريحات لصحيفة "بيلد" الالمانية واسعة الانتشار نشرتها في عددها الصادر اليوم: "أعتقد أن الوقت الآن مثالي بالنسبة لاستثمار الشرکات الاجنبية في العراق" مشيرا الى أن الشرکات الالمانية تتمتع الى جانب الشرکات اليابانية بسمعة طيبة في العراق.

وأوضح المالکي في تصريحاته للصحيفة الالمانية، أن الوضع الامني في بلاده تحسن بشکل ملحوظ خلال الاشهر الاخيرة، مؤكدا بأن العاملين في الشرکات الالمانية في العراق لا يجب أن يخافوا من التعرض للخطف أو القتل، وقال:"اختفت صور الخطف والقتل في بغداد من شاشات التلفاز تماما".

يذکر أنه لا توجد حتى الآن أي معلومات حول مصير الشاب الالماني العراقي سنان کراوزه الذي تعرض للاختطاف مع والدته في العراق في شباط/فبراير 2007 .

وأطلق سراح الام الالمانية المتزوجة من عراقي في حين لا يزال مصر ابنها مجهولا حتى الآن.

وسيتوجه شتاينماير غدا الى أربيل حيث من المقرر أن يفتتح قنصلية ألمانية هناك.

ووصل شتاينماير الى بغداد على رأس وفد يضم مجموعة من ممثلي الشرکات الالمانية بالاضافة ال النائبين البرلمانيين أوتو شيلي وبيتر غاوفايلر.

وينظر الى هذه الزيارة في برلين وکذلك في بغداد على أنها بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بعد أن کانت الحکومة الالمانية بقيادة المستشار السابق غيرهارد شرودر قد رفضت الغزو الامريکي للعراق عام 2003 .

ويرى المحللون أن أسباب هذا التغيير في سياسة ألمانيا تجاه العراق تعود على الارجح لتغيير القيادة في البيت الابيض وزيادة مساحة تحرك الحکومة العراقية بعيدا عن الولايات المتحدة بالاضافة الى تحسن الوضع الامني في العراق والتطور الملحوظ في العملية السياسية هناك.

وکان التعاون بين الحکومة الالمانية والعراق يقتصر حتى الآن على بعض المشروعات الصغيرة ومن بينها تدريب عناصر قوات الامن العراقية.

کما تشارك ألمانيا في برنامج أوروبي يهدف الى تقريب القضاة ورجال الشرطة من مبادئ دولة القانون.

وکان وزير الاقتصاد الالماني السابق ميشائيل غلوز قد زار بغداد في تموز/يوليو الماضي بهدف التمهيد لعودة الشرکات الالمانية للعمل في العراق.

وهذه هي أول زيارة يقوم بها ممثل للحکومة الالمانية الى بغداد بعد حرب العراق عام 2003 ، واول زيارة يقوم بها وزير خارجية الماني الى بغداد منذ 22 عاما.