سياسة حافة الهاوية الاسرائيلية تعرض احتمالات هدنة غزة للخطر

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

يكثف رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت جهود اللحظة الاخيرة للافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير لدى المقاومة جلعاد شاليط بسد الطريق أمام اي هدنة تتوسط فيها مصر في قطاع غزة حتى توافق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على الافراج عنه.

ويتوقف احتمال أن تثمر سياسة حافة الهاوية التي ينتهجها اولمرت عن انفراجة في الأسابيع القليلة المتبقية له في السلطة على تقديم الكيان الاسرائيلي لتنازلات صعبة يمكن أن تعزز حماس وعلى دخول الحركة الاسلامية في مقامرة وفاء تل ابيب بوعودها.

ويشكك دبلوماسيون كثيرون في أن تسير الأمور على ما يرام ، حيث لا تثق حماس في أن الكيان الاسرائيلي الذي اقترب موعد تغيير الحكومة فيه سيلتزم بتعهداتها في الهدنة المقترحة وخصوصا ما يتعلق بفتح معابر قطاع غزة الحدودية في حالة الإفراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير لدى المقاومة جلعاد شليط.

وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن اسرائيل ترفض تقديم ضمانات وترفض اقتراحا بتكليف الأمم المتحدة بمراقبة امتثال الجانبين للاتفاق لقلقها من اتخاذ خطوات تعتقد أنها ستضفي شرعية على حماس على حد قولها .

وقال اولمرت يوم الاحد في نبرة متشددة لا تترك أمام حماس مساحة لتحقيق مكاسب "لن نسمح بفتح معابر غزة، لن نسمح بذلك، بالتأكيد قبل أن يعود شاليط للوطن."

وقال مسؤول فلسطيني مشارك في المحادثات "تفهم حماس أن اسرائيل قد لا تلتزم بتعهداتها بعد الإفراج عن شليط"،لكن المسؤول أضاف أن حماس ستحقق على الأقل "انجازا كبيرا" من خلال إطلاق سراح سجناء يقضون عقوبات طويلة في السجن في صفقة مبادلة مع الجندي الذي أسره المقاومون من غزة في غارة عبر الحدود في عام 2006 .

وتساءل مسؤول اسرائيلي ملخصا ما يفكر فيه اولمرت " متى نجد فرصة كهذه؟"

وكانت الانتخابات الاسرائيلية غير الحاسمة التي جرت الثلاثاء الماضي، فجرت ما يمكن ان يكون معركة طويلة بشأن من سيشكل الحكومة القادمة مما يتيح لاولمرت عدة أسابيع للمناورة.

وتطالب حماس بالإفراج عن 1400 سجين فلسطيني في مقابل شاليط. وقال دبلوماسيون غربيون إن اولمرت سيفرج على الأرجح عما يقترب من1000 سجين بما في ذلك بعض العناصر من حماس المشاركين العمليات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال .

وقال افي ديختر وزير مايسمى الامن الداخلي الاسرائيلي عن عملية اختيار من سيفرج عنهم "هنا بالقطع تكمن الصعوبة".

وقبل التوصل لاتفاق مع حماس قالت القناة العاشرة في تلفزيون الكيان ومسؤولون ايضا إن اسرائيل تدرس الافراج عن زعيم الانتفاضة الفلسطينية مروان البرغوثي لتعزيز حركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال مسؤولون إن اولمرت يخطط لتكثيف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن صيغة لتبادل السجناء تنفذ على الأرجح على مراحل. ويقول مسؤولون إن عاموس جلعاد مسؤول وزارة الحرب الاسرائيلية يعتزم العودة إلى مصر هذا الاسبوع.

والسؤال هو هل يستطيع اولمرت مقاومة الضغوط الدولية لفتح معابر غزة بشكل أوسع في حالة عدم التوصل لصفقة تتيح عودة شاليط وهل يتدخل الرئيس الاميركي باراك اوباما.

على صعيد اخر ،ذكر دبلوماسيون أن مبعوث اوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يعتزم العودة إلى المنطقة في الاسبوع القادم وتحضر بعده بأسبوع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وخلال زيارته الأخيرة حث ميتشل رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل على تخفيف حصار غزة لكن بلا جدوى.

وقال دبلوماسيون إن ادارة اوباما يمكن أن تحاول كسر الجمود عبر الاشتراك مع الاتحاد الاوروبي في الإصرار على ضمانات بقاء المعابر مفتوحة وهو مطلب رئيسي لحماس.

لكن الكيان الاسرائيلي يؤكد على أن فتح المعابر بشكل كامل سيؤدي فقط إلى تعزيز حماس التي فازت بالانتخابات الفلسطينية في عام 2006 .

الى ذلك قال دبلوماسي غربي بارز "المشكلة أنه لا أحد منهم يثق في الآخر،ولا تريد حماس إعطاء عباس موطيء قدم يمكن أن يستخدمه لينسب إلى نفسه الفضل في إعادة البناء" بينما تساءل دبلوماسي اوروبي بارز قائلا "لماذا تصدق حماس اسرائيل؟" في اشارة إلى هدنة سابقة بوساطة مصرية".

يذكر انه وفي ظل اتفاق الهدنة السابق الذي استمر ستة أشهر كان يتعين أن يسمح الكيان الاسرائيلي بزيادة البضائع التي تمر الى قطاع غزة بنسبة 30 في المئة لكنه لم يلتزم بالهدنة .