سوريا بفتحها لجبهة الجولان تستعد لدور اقليمي جديد

الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣ - ٠٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

بيروت(العالم)-09-05-2013- اعتبر خبير لبناني ان اعلان الرئيس الاسد ان بلاده ستفتح جبهة الجولان لتحريرها امام المقاومة قرار استراتيجي في سياق الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات النظامية والشعبية امام المجاميع المسلحة المدعومة دوليا وعربيا، واستعداد سوري للانتقال الى دور اقليمي جديد بعد الانتصار على الارهاب.

وقال مدير مركز الشرق الجديد غالب قنديل لقناة العالم الاخبارية الخميس: هذا قرار استراتيجي في حصيلة المواجهة التي تخوضها سوريا ضد العدوان الاستعماري، حيث حققت المواجهة نجاحات كبيرة حيث يتدحرج العدوان من فشل الى فشل منذ عامين رغم كل ما حشدته الولايات المتحدة والحكومات العميلة للغرب في المنطقة و خاصة تركيا و قطر و السعودية من امكانيات و قدرات هائلة بالشراكة مع الناتو من اجل تدمير الدولة السورية.

و اضاف قنديل ان حقائق التجربة اثبتت ان منظومة الدفاع عن سوريا التي انخرطت فيها وحدات شعبية و مقاتلة تستدعي اعتماد استراتيجية مقاومة يشارك فيها الشعب بقوة بوحدات من المقاتلين المؤمنين عقائديا بالدفاع عن الوطن الى جانب الجيش العربي السوري النظامي الذي اثبت تماسكا و صلابة كبيرين اثارا اعجاب المراقبين و المحللين في العالم.

و اكد ان سوريا تستعد لمرحلة جديدة في تكوين دورها الاقليمي بعد الانتصار، حيث من الواضح ان القرار الاستراتيجي الذي تم اتخاذه بفتح جبهة الجولان امام فصائل المقاومة الفلسطينية يدفع بقوة باتجاه تبني استراتيجية تحويل الدولة الى دولة مقاومة ، لان تداعيات هذا القرار و نتائجه ستضع الشعب العربي السوري في مجابهة خطر العدوان الاسرائيلي بشكل مستمر.

و اوضح قنديل ان كيان الاحتلال انهى حالة فصل الاشتباك من خلال ما قدمه من دعم و مؤازرة للعصابات الارهابية المسلحة و تأكيد عزمها على شن اعتداءات متتالية على سوريا، التي قررت الرد بكل وضوح على اي عدوان جديد ، وهو ما حدى بالرئيس الروسي فلادمير بوتين ابلاغ نتانياهو انذارا قاسيا بعد العدوان الاخير الذي استهدف جمرايا بريف دمشق.

و شدد مدير مركز الشرق الجديد غالب قنديل على ان القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الرئيس الاسد ينسجم مع ظروف الصراع وطبيعة الدور السوري في الدفاع عن القضية الفلسطينية و منع تصفيتها.

واعتبر قنديل ان الاتفاق الروسي الاميركي الاخير على الحل في سوريا مثل خضوعا اميركيا لحقيقة الفشل في الحرب على سوريا، لكنه اشار الى ان اتفاق جنيف في حزيران 2012 اعقبه سنة كاملة من التخريب و التنصل و طرح المزيد من الشروط، و ارسال المزيد من الاسلحة و المسلحين و تصعيد الحرب العدوانية على سوريا بدل الالتزام ببنود اتفاق جنيف و اولها وقف العنف.

و اشار الى انه في اتفاق موسكو الجديد تراجع الاميركيون بوضوح عن كل شروطهم المسبقة، و اعترفوا بان الحوار الوطني السوري بين الدولة الوطنية التي يرأسها الاسد و بين المعارضة هو ما يقرر مستقبل البلاد السياسي بالاحتكام الى صناديق الاقتراع، الامر الذي يمثل تسليما واضحا بالمبادئ التي تضمنها مشروع الحل السياسي الذي طرحه الرئيس بشار الاسد قبل فترة طويلة.

و اضاف قنديل ان التجربة هي التي ستبين مدى جدية الاميركيين ، و يجب مراقبة الافعال للحكم ، معتبرا ان تفكيك منصة العدوان و الكف عن ارسال المال و السلاح للعصابات العدوانية، و الزام الحكومات التابعة لواشنطن المتورطة في العدوان بتنفيذ سلوكيات جديدة ازاء الوضع السوري هو المدخل الاول لتقويم السلوك الاميركي و اختبار مدى جدية واشنطن في الالتزام بما تم اعلانه في موسكو.

و شدد مدير مركز الشرق الجديد غالب قنديل على ان السلوكيات الاميركية ستكون تحت العين السورية و الروسية و عين منظومة المقاومة التي شكلت مواقفها ومبادراتها الى جانب سوريا عنصر ردع استراتيجي بعد المواقف الايرانية الحازمة و كلمة السيد نصر الله، حيث كان واضحا ان سوريا لن تكون وحدها في حال قرر الاميركيون تطوير العدوان الى غزو عسكري ضد سوريا.
MKH-9-11:42