مناورات اميركية تزيد التوتر في المنطقة

مناورات اميركية تزيد التوتر في المنطقة
الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال الاسبوع الجاري مناورات عسكرية في مياه الخليج الفارسي ، تشارك فيها أكثر من 40 دولة وستستمر 25 يوما.

وتشمل المناورات حسب البحرية الامريكية تدريبات لإزالة الالغام وحماية البنى التحتية المائية وستبدأ بتدريبات برية وستنتقل إلى مياه الخليج الفارسي.
وكان رد فعل ايران على المناورات ان صرح قائد القوة البحرية الإيراني الأميرال حبيب الله سياري :أن المناورات الأميركية المزمع إجراؤها هدفها إثارة مخاوف الدول العربية من الخطر الإيراني «المزعوم». وأضاف أن القدرات العسكرية الإيرانية ذات طابع دفاعي، وتنحصر في الدفاع عن المصالح الوطنية الإيرانية.
المناورات التي تشارك فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها لاتهدف الى استتباب الأمن والسلام في المنطقة ،  بل تزيد التوتر فيها، لان الولايات المتحدة تريد طمأنة حلفاءها في منطقة الخليج الفارسي انها مستعدة ان تدعم وتدافع عنهم في كل الظروف.
فالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لكي يحافظوا على تواجدهم العسكري في المنطقة يخيفون الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي من قدرات ايران العسكرية ويصورون لها أن ايران تهدد دولهم وكراسيهم، لعل هذه الدول تنسى الخطر الاسرائيلي الذي لازال يهدد الشعوب والدول العربية ، وتوجه إهتمامها كله نحو ايران، خاصة وان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين تمكنوا بانتهاج سياسة التخويف من ايران بيع عشرات المليارات من الدولارات أسلحة ومعدات عسكرية لدول المنطقة .
ومن أجل عقد صفقة الاسلحة والمعدات الاميركية، قام وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل بزيارة لدول المنطقة في نهاية ابريل الماضي للتباحث مع مسؤوليها حول عقود تسلح ضخمة بقيمة اجمالية تبلغ عشرة مليارات دولار مع الكيان الصهيوني والامارات العربية المتحدة والسعودية.
وتضم الصفقة بيع واشنطن للامارات 26 مقاتلة من طراز ‘اف 16′ وصواريخ ارض- جو بقيمة خمسة مليارات دولار. وستبتاع السعودية بدورها صواريخ جديدة مماثلة بعدما وقعت مع نهاية 2010 اكبر صفقة تسلح مع واشنطن بقيمة ستين مليار دولار شملت 84 مقاتلة من طراز ‘اف 15′.
واعتبر احد مسؤولي الدفاع الامريكيين الصفقة بأنها من اكثر صفقات بيع الاسلحة تعقيدا وتنظيما في التاريخ الامريكي’. وقال مسؤول آخر في وزارة الدفاع الامريكية ان الامارات تظهر من خلال الصفقة ‘ثقتها بالولايات المتحدة كشريك يمكن الاعتماد عليه ، كما ان الصفقة ‘تعزز الشراكة القديمة والمستمرة’ مع الامارات، وتشمل الصفقة ايضا تدريب طيارين اماراتيين وتأمين قطع غيار للطائرات.
فالولايات المتحدة التي تبعد الاف الكيلومترات عن المنطقة، تحتفظ بقواعد عسكرية في جميع الدول العربية في الخليج الفارسي ويرابط الاسطول الخامس الامريكي في البحرين للمحافظة على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا التواجد في الواقع هو السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة وتعريض الامن والاستقرار فيها للخطر.
وبتزايد التواجد العسكري الامريكي في منطقة الخليج الفارسي تسعى الولايات المتحدة للهيمنة كليا على المنطقة وان ترضخ كل الدول لنفوذها وتنفذ أوامرها.
عندما كان الشاه محمد رضا بهلوي يحكم ايران كانت الولايات المتحدة في اوج عظمتها وقدرتها لان جميع الدول على ضفتي الخليج الفارسي كانت ترضخ لارادتها وتنفذ تعليماتها، ولكن سقوط الشاه في ايران وقيام الثورة الاسلامية قد سدد ضربة لمصالح الامريكان وافقدهم توازنهم وهم منذ عام 1979 وحتى الان يتآمرون ضد الجمهورية الاسلامية ويعملون بكل ما اوتوا من قوة لاسقاط النظام الاسلامي لكي يسيطروا من جديد على شؤون جميع دول المنطقة.
والان نرى الامريكان، يقومون بمناورات عسكرية ضخمة في المنطقة ويجمعون حلفائهم ويطمئنونهم  بدعمهم ودعم حكوماتهم ولكن كل ذلك يستدعي من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ان ينفذوا تعليمات  السيد الامريكي بشراء عشرات المليارات من الدولارات من الاسلحة والمعدات الحربية، من اجل ان تواصل مصانع الاسلحة الامريكية العمل ولا تغلق أبوابها ولا يفقد الاف العمال الامريكيين أعمالهم.
وهكذا، يبقى الامريكان في قواعدهم في المنطقة يواصلون تواجدهم العسكري والاقتصادي والسياسي  مرددين ما يرونه تجارة رابحة وهي مقولة " الخطر الايراني على دول الخليج الفارسي" من اجل ابتزاز الدول العربية في المنطقة وبيعها الاسلحة والمعدات ومنحها الامل باستمرار حكمها مادام التحالف الامريكي العربي مستمرا وقويا.

بقلم: شاكر كسرائي