القاهرة تؤجل الحوار الفلسطيني وحماس والسلطة تتهمان الاحتلال بنسف جهود التهدئة

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

أجلت القاهرة أمس الاربعاء ، مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا في 22 شباط/فبراير، في حين حمل الفلسطينيون كيان الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية تقويض الجهود المصرية لوقف اطلاق النار بعد ربطها التهدئة بالافراج عن الجندي الاسير لدى المقاومة جلعاد شاليط.

واكد مسؤول في حركة حماس تاجيل الحوار "بسبب تعثر جهود التهدئة" بين الفلسطينيين والاحتلال، في حين قال مسؤول مصري رفيع المستوى ان التاجيل تم لمزيد من المشاورات.

من جهته، أكد رئيس كتلة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في المجلس التشريعي عزام الأحمد أن القيادة المصرية أبلغت معظم الفصائل الفلسطينية بتأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة لعدة أيام بسبب تعثر مفاوضات التهدئة.

وكان المؤتمر جزءا من الخطة التي اقترحتها مصر لوقف اطلاق النار في قطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي الذي خلف اكثر من 1300 شهيد ودمارا هائلا في القطاع بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير.

واعتبر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات مساء الاربعاء ربط الكيان الاسرائيلي التهدئة بالافراج عن شاليط تقويضا للمبادرة المصرية.

وقال عريقات الذي وصل الى الدوحة مرافقا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان الشروط الاسرائيلية "ابتزاز فاضح، وضربة قوية للمبادرة المصرية".

وقدمت القاهرة اقتراحا من ثلاث نقاط تتضمن وقفا فوريا لاطلاق النار واتصالات بين اكيان الاسرائيلي والفلسطينيين للوصول الى تهدئة دائمة ومؤتمرا للمصالحة الفلسطينية.

واستؤنف الحوار مؤخرا بين حماس وحركة فتح بزعامة عباس بهدف التوصل الى مصالحة وطنية. ولم تنجح مصر في عقد مؤتمر للحوار في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان قررت حماس مقاطعته احتجاجا على "الاعتقالات السياسية" لاعضائها في الضفة الغربية.

وشهدت الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة نكسة اخرى الاربعاء، بعدما اشترطت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط قبل التوصل الى اتفاق حول التهدئة.

وكان مبارك اعرب عن استيائه الاثنين متهما اسرائيل بانها خطت خطوة الى الوراء في جهود التهدئة بعد ان اعلن رئيس وزراء هذا الكيان ايهود اولمرت السبت انه لا اتفاق دون الافراج عن شاليط.

وجاء تصويت حكومة الاحتلال بعد تشدد الموقف الاسرائيلي حول شروط التهدئة وبخاصة فتح نقاط العبور مع قطاع غزة. ورفضت حماس فورا هذه "الشروط" الجديدة مؤكدة ان اسرائيل تستخدم الجهود المصرية لتحقيق غايات سياسية داخلية.

واعلن طاهر النونو عضو وفد حماس في القاهرة ان مصر ابلغتهم بارجاء الحوار الفلسطيني "بسببب تعثر جهود التهدئة بسبب الموقف الاسرائيلي المتعنت".

وحمل النونو كيان الاحتلال "مسؤولية تداعيات هذا الموقف المتعنت على المنطقة". وتابع "نحذر من امكانية انفجار الاوضاع مجددا بسبب اليمينية المفرطة لقادة الاحتلال الاسرائيلي".

ومن جانبه، توقع صائب عريقات ان "يتم تاجيل الحوار بضعة ايام". وقال "بعد ان نسفت اسرائيل المبادرة المصرية، تقوم مصر الان بمشاورات مع الفصائل المعنية" بالحوار.

ووصل عريقات الى الدوحة مع عباس، في زيارة لافتة هدفها على ما يبدو انهاء الفتور الذي اعترى العلاقات القطرية الفلسطينية بعد تغيب عباس عن "قمة غزة الطارئة" التي عقدت في الدوحة في 16 كانون الثاني/يناير.

وقال عريقات "العالم مستعد لاعادة بناء غزة، لكن ذلك لن يحدث ابدا بدون قيام حكومة وحدة فلسطينية". واوضح "لن يقبل احد ان يعطي فلسا لحركة حماس منفردة، وحتى اذا تم تحويل اموال الى حكومة سلام فياض، فانها لن تستطيع ان تضع حجرا واحدا في غزة اذا مانعت حماس".

واضاف "انه امر مخجل ان نظل على هذا الانقسام والاختلاف".

ومن المقرر عقد مؤتمر للمانحين لاعادة اعمار غزة في الاول من اذار/مارس في شرم الشيخ، بمصر.