حزب جزائري معارض يقرر عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية

الخميس ١٩ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

أعلن زعيم حزب حركة الاصلاح الجزائرية المعارضة عبدالله جاب الله امس الاربعاء، ان حزبه قرر عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نيسان/ابريل، وتوقع ان تشهد الانتخابات مقاطعة كبيرة من قبل المواطنين.

وقال جاب الله "ان انتخابات الرئاسية ستكون ممارسة خالية من المضمون وان كل الجزائريين عدا قلة سيقاطعونها لابداء عدم موافقتهم عليها.

واضاف: "قررنا عدم المشارکة في الانتخابات الرئاسيات لان نتائجها معدة سلفا، فهذه الانتخابات مغلقة على الرئيس المترشح وقد أغلقوا الانتخابات يوم عدلوا الدستور في أواخر تشرين الثانين/نوفمبر 2008".

وكان قد أعلن بوتفليقة الاسبوع الماضي انه سيخوض الانتخابات سعيا إلى فترة رئاسية ثالثة بعد ان مهد لهذه الخطوة بتعديل دستوري ألغى الحد الذي کان مفروضا على عدد مرات الولاية الرئاسية.

وقال جاب الله: "المجال السياسي مغلق منذ قرابة عقد من الزمن، فالنظام الحالي عمل على ترويض الأحزاب التي قبلت الترويض وتكسير الأحزاب الأخرى ذات مصداقية التي رفضت الترويض".

وزعم جاب الله أن الحكومة تستخدم وسائل الإعلام ووزارات مختلفة لمساندة حملة بوتفليقة الانتخابية واستبعاد المعارضة.

وأضاف: "ثمة استغلال فادح للإدارات كلها، فجميع الوزارات انخرطت منذ زمن في الحملة الانتخابية لفائدة الرئيس المترشح وكل الإدارات من أعلى مسؤول إلى أدنى مسؤول انخرطت في هذه الحملة، فانتخابات من هذا القبيل تكون المشاركة فيها هي نوع من التزكية المسبقة لمثل هذه الممارسات المختلفة ونحن ننأى بأنفسنا عن مثل هذه الحالة".

ولم يطالب منتقدو الحكومة علنا بمقاطعة الانتخابات وتوقع كثيرون تكرار ما حدث في الانتخابات البرلمانية عام 2007 حين تدنت المشاركة في الانتخابات الى مستويات قياسية بلغت 35 في المئة.

وبدأت الحكومة الجزائرية حملة لتشجيع المواطنين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتلقى الملايين رسائل نصية على هواتفهم المحمولة كما زار المسؤولون الجامعات لتحفيز الطلبة وطلب من ائمة المساجد دعوة المصلين الى الادلاء بأصواتهم.

ووعد بوتفليقة بانتخابات نزيهة وشفافة ودعا مراقبين اجانب لمتابعتها، لكن جاب الله الذي شارك في انتخابات الرئاسة عام 2004 كزعيم لحزب حركة الاصلاح بدا متشككا.

وقال: "القول بان الانتخابات في الجزائر يمكن أن تكون شفافة هذا مغالطة کبيرة للرأي العام، الحقيقة هي عكس ذلك تماما، لا يمكن أن تعرف الجزائر انتخابات شفافة ونزيهة إلا إذا تغيرت عقلية النخب النافذة المسيطرة على القرار".