مخرج عراقي ينتقد في فيلمه قانون الهجرة في ايطاليا

مخرج عراقي ينتقد في فيلمه قانون الهجرة في ايطاليا
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

يفتتح فيلم "مطرٌ وشيك" للمخرج الإيطالي العراقي حيدر رشيد، الندوة الوطنية لحملة "إيطاليٌ أنا أيضاً" والرامية إلى حصول المولودين في إيطاليا من أبوين أجنبيين، على المواطنة الإيطالية، وتحضر الندوة وزيرة التكامل الإيطالية سيسيل كيينج، التي تعمل على تفعيل هذا الحق الذي يترقّبه ما يربو على مليون شاب وشابة ولدوا وترعرعوا في إيطاليا، دون أن يمتلكوا بعد حق المواطنة لأسباب وعوائق بيروقراطية، من قبيل إثبات الإقامة القانونية في إيطاليا من لحظة الولادة وحتى سن الثامنة عشر.

واستوحى المخرج قصة الفيلم من شخصيات حقيقية وأحداث وقعت بالفعل، ويروي يوميات شاب جزائري الأصل اسمه سعيد مهران، (تحيّة لبطل رواية نحيب محفوظ المشهورة "اللص والكلاب").
ولد سعيد مهران، الإيطالي، وترعرع في مدينة فلورنسا من أبوين جزائريين، وحيث يجد الوالد نفسه مُضطراً على الرحيل من إيطاليا بسبب فقدانه العمل إثر انتحار صاحب المصنع الذي يعمل فيه بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تُكبّل إيطاليا والعديد من الدول الأوروبية.

وبانتحار صاحب العمل وإغلاق المصنع بسبب الديون، يفقد والد سعيد ورقة الإقامة، فيما تبدو إيطاليا مثل جدار مطاطي أصم، ما يدفع سعيد إلى اتخاذ قرار العودة إلى الجزائر، البلد الذي لم يزره حتى كسائح.
ويتواصل نجاح فيلم "مطرٌ وشيك" ويتحوّل باستمرار إلى حدث سينمائي حاز على ثقة النقد والجمهور معاً، ووُزّع من خلال شبكة خاصة ومستقلّة دون الاعتماد على شركات التوزيع الاعتيادية.

فبعد عرضه في روما وميلانو وفي العديد من المهرجانات السينمائية، ومنها مهرجان دبي والخليج، الذي فاز فيه بالجائزة الثالثة كأفضل عمل.
ونزولاً عند رغبة الجمهور الذي يملأ الصالة في كل عرض، قررت قررت صالة سينما "سباتسيو أونو - الفضاء واحد" بمدينة فلورنسا، وحيث صوّر الشريط، تمديد العرض لأسبوع ثالث، فيما سيفتتح الفيلم عروضه في مدينة كالياري، عاصمة جزيرة سردينيا في صالة غرينويتش، وفي مدينة آنكونا الجنوبية.

يقول حيدر رشيد "خلال محاولته للبحث عن حل لمشكلته يستعين سعيد بمحام وبالصحافة وبالنقابات العمالية، وذلك لبلوغ الحل الذي ينبغي على المجتمع الإيطالي نفسه العثور عليه، وتقوده رحلة البحث هذه إلى الغوص في أعماق البيروقراطية الإيطالية المتخلّفة وإلى إعادة النظر في مسألة الهوية والانتماء، ويتوصّل إلى قناعة الرفض المطلق بالبقاء خارجاً عن القانون في الوطن الذي ولد وترعرع فيه، ويقرّر عدم ترك والده يعود إلى الجزائر وحيداً بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغربة".