هل ستنتهج الولايات المتحدة والغرب سياسة التعقل تجاه ايران ؟

هل ستنتهج الولايات المتحدة والغرب سياسة التعقل تجاه ايران ؟
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

رحبت البلدان الاوروبية بانتخاب الشيخ حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية واعلنت عن استعدادها للتعاون معه وخاصة في مجال البرنامج النووي الايراني.

وكانت الولايات المتحدة والدول الغربية قد اتخذت خلال السنوات الماضية مواقف سلبية من ايران ومن برنامجها النووي السلمي وفرضت عقوبات اقتصادية على الشعب الايراني من أجل أن يتراجع عن قراره السيادي في الاحتفاظ ببرنامجه النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية .

ولكن الشعب الايراني واصل دفاعه عن برنامجه النووي ، ولم يرضخ للابتزازات الامريكية والغربية ، لانه يدرك تماما بان امريكا والغرب لن تقنعا  بمطالبهما غير القانونية ، بل ستواصلان الضغوط على الحكومة الايرانية حتى الخضوع والخنوع لمطالبها .

لا ادري هل ان نتائج الانتخابات الايرانية ستغير من موقف الولايات المتحدة من برنامج ايران النووي أم لا؟ ولكن المسؤولين الاوروبيين ابدوا استعدادهم للتعاون مع الرئيس حسن روحاني.

تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بعد انتخاب الشيخ حسن روحاني تؤكد استمرار الموقف الاسرائيلي من ايران وبرنامجها النووي، حيث طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض مزيد من العقوبات على ايران ، في الوقت الذي ، لم يتغير موقف ايران من الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة فالكيان الصهيوني لا يحظى الا بدعم الولايات المتحدة وهو يحاول جاهدا طرح نفسه على انه القوة النووية والتسليحية الكبرى في الشرق الاوسط مستأسدا ومستظهرا بدفاع الامريكا ن عنه وتزويده بالاسلحة والمعدات الحديثة  ليكون قوة تقف بوجه البلدان العربية التي هي الان منشغلة بأوضاعها الداخلية وبعضها يواجه حربا أهلية ، تشغله عن التفكير في المواجهة مع الصهاينة.

ان الموقف الامريكي من الانتخابات الايرانية ، قبل اجراء الانتخابات ، كان موقفا سلبيا ولكن عندما اعلنت النتائج ، تبدل الموقف الامريكي ، ورأى المسؤولون الامريكيون ما مدى الخطأ الذي وقعوا فيه عندما لم يتخذوا موقفا صحيحا من الانتخابات الايرانية وجاءت نتائج الانتخابات ليعيد المسؤولون الامريكيون النظر في مواقفهم التي اتخذوها ولم يتحروا الدقة ولم يختاروا الكلمات المناسبة.

ولا زال الموقف الامريكي من انتخاب الرئيس الايراني الجديد غير شفاف ويعكس تردد المسؤولين الامريكان تجاه اتخاذ موقف صريح وشفاف من ايران والبرنامج النووي الايراني  ، رغم انهم قدموا التهاني  لانتخاب الشيخ روحاني رئيسا للجمهورية.

بعكس الولايات المتحدة  ، كان موقف دول الخليج الفارسي من انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيسا جديدا لايران ، موقفا وديا عكس رغبة هذه الدول بتعزيز العلاقات مع ايران ، وكان هذا الموقف له الوقع الطيب في الاوساط السياسية الايرانية ، حيث سينعكس هذا الموقف على العلاقات بين دول الخليج الفارسي وايران مستقبلا ، حيث يرغب المسؤولون الايرانيون ان تعود هذه العلاقات الى سابق عهدها  قوية ومتينة وممتازة.

ولكن من الغريب نسمع أصوات تنطلق من هنا وهناك ، تشكك بالموقف الايراني من البرنامج النووي والعلاقات بين ايران والدول المجاورة ، بعد انتخاب الرئيس روحاني ،  وخاصة مقال كتبه رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط السعودية حول انتخاب الرئيس حسن روحاني واستخدم كلمات مستهجنة تجاه ايران ، ونعتقد ان المقال لا يعبر عن موقف الحكومة السعودية التي بعث عاهلها الملك عبد الله بن عبد العزيز ببرقية تهنئة الى الرئيس روحاني داعيا الى تعزيز العلاقات بين البلدين.


*شاكر كسرائي