فوز روحاني.. فوز لجهات عديدة

فوز روحاني.. فوز لجهات عديدة
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ١٠:٥١ بتوقيت غرينتش

الجمهورية الاسلامية -كغيرها- فيها منجزات وفيها معوقات.. لكننا نجد عند كثيرين نظرة مغلقة واحادية، مما يدفعهم لتكرار التقديرات والمواقف الخاطئة.. ومشكلة هؤلاء انهم ينطلقون اما من موروثاتهم الخاطئة او مما يقوله الاعلام المضاد للجمهورية الاسلامية.

اما الايجابيات فلا يقرون بها وعندما تقع مغايرة لقناعاتهم (الانتخابات مثالاً) يبدأون بدورة جديدة من اعادة تكييف الوقائع مع فهمهم، دون ان يفكروا يوماً بتصحيح قناعاتهم.

كانوا يتوقعون انتخابات رتيبة، فاذا بها استثنائية.. وكانوا يتوقعون مشاركة ضعيفة، واذا بنسب المشاركة عالية جداً (72%).. وكانوا يتوقعون فوز مرشح من المحافظين، وفي الدورة الثانية.. واذا بمرشح الاصلاحيين الشيخ حسن روحاني يفوز، ومن الدورة الاولى.

فاز الشعب الايراني لان الانتخابات بطبيعتها تصحح الكثير من تداعيات وعقبات وسلبيات المرحلة الماضية.. فاذا جاءت الانتخابات مقطعية واستثنائية.. وتتكثف فيها العقد والتوترات التي باتت معطلة ومعرقلة، فانها الاداة الفضلى لتجاوز المعوقات.. ولتجدد البلاد نفسها وقواها ونشاطاتها وبناها..

وفاز مرشد الثورة آية الله العظمى الخامنئي لانه طالب بان تكون نسبة المشاركة والحماس تصويتاً للجمهورية.. وهو ما تحقق فعلاً.. كما فاز الرئيس روحاني والافكار التي يحملها والتي تكلم عنها بصراحة في مناظراته.. بل فاز الاصلاحيون والمحافظون على ما في ذلك من تناقض..

ففي النظم الانتخابية المعاصرة، فان الامم التي تتقدم، هي تلك التي توازن مسيرتها كما يفعل الانسان الصاح الذي يسير على قدمين مرة يميناً ومرة يساراً.. وليس اعرجاً يسير بقدم واحدة.. او كمن يقود عربة لا يحسن قيادتها ان شد يديه الى الامام فقط، لا يديره مرة الى جهة، واخرى الى ثانية حسب تعرجات الطريق..

ففي الانتخابات والتداول يفوز الجميع.. فسرعان ما يهنىء الخاسرون الرابحون، لانهم يعلمون بانهم قد يكونون من تقدم له التهاني، في الدورة القادمة.. وهو ما حصل في الجمهورية الاسلامية.. بل نستطيع الاستطراد والقول باننا فزنا في العراق والمنطقة..
ان الوضع في ايران وتقدمه واستقراره وتطور علاقاته بدول المنطقة والعالم هو جزء من استقرارنا وتطورنا واستقرار الاخرين وتطورهم.

ان العالم يتغير، سواء وعينا ذلك ام لا.. وان من يغلب قناعاته دون ان يراجعها بمضاربتها بالوقائع، فانه سينفصل عن الحقيقة ليستبدلها بالاوهام والاخطاء او حتى الاكاذيب والتلفيقات، فلا يرى الايجابيات فيرعاها، ولا يرى السلبيات ويصححها.

 

*عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي السابق