"حنين تركيا الكاذب"

الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالاً تحت عنوان "حنين تركيا الكاذب" كتبه أستاذ التاريخ التركي أدهم إلديم من اسطنبول، مشيراً فيه إلى"أن المتظاهرين الذين تغصّ بهم شوارع اسطنبول والمدن التركية الأخرى منذ نحو 3 أسابيع."

"يشكون من أن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، قد اتخذ على نحو متزايد، موقفاً استبدادياً يهدد الحريات الأساسية".
"كما أنهم مستاؤون من ميله إلى التدخل في حياة المواطنين الشخصية".
"لكن اردوغان ليس أول زعيم تركي يسرف في التعامل بالاستبداد والهندسة الاجتماعية".
ويعتبر الكاتب أن "ماضي تركيا ليس لديه سوى القليل ليقدمه من حيث الإلهام الديمقراطي".
"ومن المفارقات، أنه لا يكاد يكون هناك أي فرق بين الحنين للعلمانية في عهد أتاتورك، وتمجيد حزب العدالة والتنمية للإمبراطورية العثمانية السابقة".
"فكلاهما يركن إلى تجديد العصر الذهبي الذي يتخيله – لكن مع تركيز الأول على العلمانية، وتركيز الأخير على الهوية الإسلامية".
"كما أن كلاهما يتطلع إلى الوراء باعتزاز إلى الأنظمة الاستبدادية، الأمر الذي يجعل منهما نموذجين ديمقراطيين سياسيين أقل مصداقية في الحاضر والمستقبل".
ويردف أستاذ التاريخ المحاضر في جامعة البوسفور بأن "ما يعمل اردوغان حالياً على تقويضه وتدميره ليس صورة العصر الذهبي لتركيا العلمانية والديمقراطية، التي لم تُوجد أصلاً على الإطلاق،""بل يعمل على تدمير حالة السماح التي تلت أول انتصار انتخابي لحزبه سنة 2002".
"فلمدة 5 أو 6 سنوات، استخدم "حزب العدالة والتنمية" الديمقراطية كوسيلة دفاعية وحيدة في مواجهة الأساليب الاستبدادية التي كان ينتهجها الحرس القديم،""أي التحالف الذي شكلته الأحزاب السياسية العلمانية والجيش، والذي طالما اعتُبر الضامن للعلمانية".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول إن "من المقلق، بعد سنوات من القتال على إرث السيطرة العسكرية بنجاح،" "أن يختار اردوغان الآن بالضبط إحياء نفس الأساليب والاستراتيجيات التي كان يتميّز بها حكم أسلافه".