بشار الاسد: اوروبا ستدفع ثمن تسليحها للمتمردين

بشار الاسد: اوروبا ستدفع ثمن تسليحها للمتمردين
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة المانية تنشر غدا الثلاثاء ان اوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بامداد متمردي المعارضة السورية باسلحة .

وقال الاسد في المقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ" التي اجريت معه في دمشق وبثت مقتطفات منها اليوم الاثنين "اذا قام الاوروبيون بارسال اسلحة، فان العمق الاوروبي سيصبح (ارضا) للارهاب وستدفع اوروبا ثمن ذلك".

وقال الاسد ان نتيجة تسليم اسلحة للمعارضة سيكون تصدير الارهاب واضاف "سيعود ارهابيون الى اوروبا مع خبرة قتالية وايديولوجية متطرفة".
واضاف ان "الارهاب يعني هنا الفوضى والفوضى تقود الى الفقر. والفقر يعني ان اوروبا تخسر سوقا مهمة"، مؤكدا ان "اوروبا سواء رضيت بذلك او لم ترض لا خيار امامها سوى التعاون مع الدولة السورية".
ورفض ايضا اتهام الغربيين للجيش السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة وقال "لو كان لدى باريس ولندن وواشنطن دليل واحد على هذه الاتهامات لكانوا عرضوه امام العالم".
واضاف "كل ما يقال عن استخدام الاسلحة الكيميائية هو اكاذيب مستمرة عن سوريا. انها محاولة لتبرير تدخل عسكري اكبر".
واضاف "من غير المنطقي استخدام اسلحة كيميائية لقتل عدد من الاشخاص يمكن (قتلهم) بواسطة اسلحة تقليدية".
وهاجم الاسد خصوصا فرنسا وبريطانيا اللتين "تبحثان مع الامم المتحدة عن دمى تحقق لهما مصالحهما"  وقال ايضا "كنا دائما مستقلين واحرارا. ان فرنسا وبريطانيا هما تاريخيا قوتان استعماريتان والارجح انهما لم تنسيا هذا الامر".

اعتبر الأسد أن التحدي الأهم والأكبر الذي تواجهه المنطقة يتمثل بالتطرف الذي يحدث انزياحا في مجتمعاتنا ويبعدها عن الاعتدال مؤكدا أن ما من شك أن سورية ستقضي على الإرهابيين على أرضها.
وحذر من أن أي لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا موضحا أن السبب الرئيسي في إطالة آمد الأزمة في سورية يعود إلى العامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لذلك.
وأكد الرئيس الأسد أن سورية مدت يدها منذ اليوم الأول لكل من يرغب بالحوار وأنها منفتحة على أي معارضة لا تحمل سلاحا ولا تدعم الإرهاب ولديها برنامج سياسي معبرا عن أمله بان يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار وأن ينجح هذا المؤتمر بمنع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سورية.
وتابع قائلا : ما نمر به اليوم هو أحلك الظروف.. فهو بكل تأكيد ليس ربيعا.. خذ تفاصيل ما يجري في سورية من قتل وذبح وتقطيع رؤوس وأجساد وسلخ جلد وأكل لحم البشر واعرضها على من يسوقون هذا المصطلح .
واضاف :نحن وكثير من دول الشرق الأوسط لدينا مشاكل كثيرة.. نعرفها وننظر إليها بشكل موضوعي.. وهذا هو المنطق الصحيح لحل هذه المشاكل. الأهم إذا أن يكون علاجنا من الداخل.. لأن أي شيء يأتينا من الخارج سيعطيك مولودا مشوها غير قابل للحياة السليمة.. لذلك عندما ندعو الى حوار أو حلول ما.. يجب أن تكون محلية وطنية لنصل إلى سورية التي نريدها.

وراى ان ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سورية واستطرد قائلا : في بداية الأزمة قلت إن التدخل في سورية ولو بشكل غير مباشر هو كاللعب بفالق الزلزال.. سيؤدي إلى ارتجاج المنطقة كلها.. في حينها قال الكثيرون وخصوصا في الإعلام إن الرئيس الأسد يهدد بأنه سيوسع الأزمة لتصل للجميع.. وهذا طبعا دليل على انهم لم يفهموا ما قصدته وهو ما حصل الآن ، ورغم كل ذلك نحن ما زلنا في النوع الأول ، التدخل غير المباشر .. وبدأنا نرى هذه النتائج.. فما بالك لو حصل تدخل عسكري.. طبعا سيكون الوضع اسوأ بكثير وعندها سنرى تأثير الدومينو لانتشار التطرف والفوضى والتقسيم.
وراى ان العلاقة بين سوريا وروسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقف مع سورية هي علاقة تعاون تكفلها وتضمنها المواثيق والقوانين الدولية واضاف : هناك فرق كبير بين التعاون بين الدول والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما وزعزعة استقرارها .. التعاون بين الدول يتم برغبة متبادلة فيما بينها بما يحافظ على سيادتها واستقلالها وحرية قرارها وضمان استقرارها .
وعن جبهة النصرة قال الرئيس السوري : ان النصرة فرع من القاعدة.. وبالتالي يحملون نفس الأيديولوجيا تماما.. يتم تمويلهم بشكل أساسي من قبل كل الأشخاص والمنظمات غير المعلنة التي تملك المال وتحمل الأيديولوجيا نفسها وتمدهم بالسلاح . يعتمدون بشكل أساسي على المذهب الوهابي.. وبالتالي كله يصب في فكر القاعدة كما هو الوضع في أفغانستان تماما.
واثار الرئيس السوري تساؤلات الديمقراطية التي تتحدث عنها السعودية وقطر اللتين تمدان الإرهابيين بالسلاح وقال : أساسا هل لديهم ديمقراطية في بلدانهم حتى يدعموا الديمقراطية في سورية ، هل لديهم برلمان منتخب ، هل لديهم دستور اختاره الشعب ، هل قرر الشعب يوما ما منذ عقود حتى اليوم ، شكل الدولة التي يرغب بها ، ملكية أم رئاسية أم إمارة أم غيرها ، فإذا الأمور واضحة ، أعتقد بأنهم أولا يجب أن يهتموا بشعوبهم >
واشار الى وجود انقسام في الاتحاد الأوروبي حول موضوع السلاح في سوريا وتابع : لا أستطيع أن أقول ان الأوروبيين مع الدولة السورية ، لكن نتيجة إرسال السلاح للإرهابيين هو تديمر سورية أكثر فاكثر ومن سيدفع الثمن هو الشعب السوري .
وراى ان الارهاب ان سيطر في سوريا فإنه لن يتوقف بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا إما من خلال الهجرة غير الشرعية للإرهابيين أو من خلال عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية .. وسيعودون مدربين ومشربين بالأيديولوجيا المتطرفة أضعاف المرات.
وقال ان المعارضة السياسية لديها برنامج سياسي معلن وأما القتل والذبح فهو إرهاب يعيد البلاد سنوات نحو التخلف ، في كل بلدان العالم كل شخص يحمل السلاح طبعا ما عدا الجيش والشرطة ويقتل الناس ويهدد ويروع الآمنين هو بالتعريف إرهابي، ولذلك نحن دائما نفرق بين الإرهابيين وبين المعارضة .
وحول دور حزب الله في الازمة السورية قال الاسد : الإعلام يحاول أن يصور أن حزب الله كان يقاتل والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار، هذا هو الهدف. في الواقع نحن منذ عدة أشهر نحقق انتصارات كبيرة على الأرض في مناطق مختلفة.. وربما أهم من القصير، ولا يتحدثون عنها. ولا أحد يقاتل في تلك المناطق سوى الجيش السوري. كلا، الوضع مبالغ به ، ولكن كان فيها عدد كبير من المسلحين والسلاح ، وبدأ الإرهابيون يضربون القرى الموالية لحزب الله على الحدود فكان لا بد من تدخل الحزب مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى.
وحول معايير الحوار بيين النظام السوري والمعارضة قال : عندما تكون المعارضة مستقلة ووطنية لا يوجد لدينا مشكلة ، لكن لنكن واضحين فيما يتعلق بالمعارضة الخارجية ، هذه معارضة تعيش في الخارج ، ترفع تقاريرها إلى وزارات الخارجية الغربية ومخابراتها ، تعيش في كنف شعب غربي ولا تعيش في بلدها ، ومن يمولها هو صاحب قرارها بكل شيء ، وبالتالي بالنسبة لنا مفهوم المعارضة هو أن تمثل جزءا من الشعب لا أن تمثل دولة أو دولا أجنبية .
واعرب الرئيس السوري عن امله بأن يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار في سورية ، خاصة بعد ان اعلن النظام في بداية العام عن رؤية للحل السياسي يستند إلى جنيف1 . لكن هناك وقائع يجب ان تذكر وهي أن هناك دولا ليس لها مصلحة في نجاح جنيف2 .. نفس هذه الدول التي ذكرتها هي التي تدعم الإرهابيين في سورية . عمليا الحل السياسي يستند إلى إيقاف تهريب الإرهابيين والسلاح ، نحن نأمل من مؤتمر جنيف أن يبدأ بهذه النقطة ، فإذا تحققت فأننا نعتبر المؤتمر ناجحا جدا.. من دون تحقيق ذلك لن يكتب له النجاح.
واعتبر ان التخلي عن السلطة وترك مهامه التي خولها اليه الدستور تعد خيانة في الوقت الراهن كالقبطان الذي يهرب من سفينته وقت العاصفة واضاف : كيف تعرف أن الشعب يريدك أن تترك منصبك ، إما بالانتخابات أو الاستفتاء. الرئيس ليس هو المشكلة ، ولكنهم وضعوا الرئيس عنوانا لكي يقوم هذا الرئيس بتقديم البلد مجانا إلى الدول التي تقف خلف المعارضة ويأتوا بدلا عنه برئيس أمعة.
وشدد على ان القاعدة الشعبية التي يتمتع بها هي التي جعلته يصمد لحد الان رغم تكاتف غالبية الدول الاقليمية ضد بلاده وقال : الشعب السوري شعب واع ، فهم ما يجري منذ البدايات فوقف مع دولته وجيشه.