باحث استراتيجي :

الرئيس روحاني مهتم بتعزيز التعاون الاقليمي والدولي

الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

( العالم) 17/6/2013 تعقيبا على المؤتمر الصحفي الاول للرئيس الايراني المنتخب الدكتور حسن روحاني قال الباحث الاستراتيجي الايراني السيد أمير موسوي ان الرئيس تناول نقطتين مهمتين فيما يخص موقف حكومته القادمة من القضايا الاقليمية والدولية .

واوضح موسوي في حديث مع قناة العالم فور انتهاء المؤتمر الصحفي لروحاني عصر الاثنين ان الرئيس المنتخب نبه الى نقطة حساسة ومهمة وهي ان ما يجري في سوريا هو حرب الانابة ، فالكثيرون من اعداء الشعب السوري يحاولون كسر العظم مع اطراف أخرى ، ولنقل انهم يريدون كسر ارادة ايران والمقاومة والممانعة في المنطقة .
واشار موسوي الى ان الرئيس روحاني أبدى استعداده للتعاون الاقليمي والدولي اذا ما ترطبت الاجواء بين ايران وبعض دول المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية وتركيا ، وبالتالي فان هذا الضغط الذي يُمارس في سوريا ويتحمله الشعب السوري حيث تنزف الدماء يوميا وتُدمّر البُنى التحتية ويراد اضعاف القوة السورية بهذه الصورة المتهورة ، كل ذلك يمكن ان يزول في ظل ايجاد حل سياسي .
وتابع موسوي ان الرئيس روحاني يريد ترطيب الاجواء حول سوريا وسيبدأ الاتصال مع الفرقاء السوريين ، وهذه فرصة ذهبية نتمنى على الاخوة في المعارضة السورية ان يستفيدوا منها وان يتجاوبوا مع المبادرة التي سيطلقها الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني ربما حتى قبل تسلمه مهامه الرسمية ، وسيبدأ بالاجراءات الاولية حتى اذا ما استلم الرئاسة تكون الامور قد نضجت وتهيأت اقليميا ودوليا وداخليا .
واعتبر الباحث الاستراتيجي الايراني ان نجاح هذا الامر يتوقف على مدى تجاوب الاطراف الاقليمية والمعارضة السورية ، أما الحكومة السورية فيبدو انها متعاونة وقد أبدت استعدادها للتعاون مع اي مبادرة جديدة للحل السياسي .
وحول ما اذا كانت بعض الاطراف ستضع العصي في دواليب التحرك الذي سيقوم به روحاني ، قال موسوي ان هناك اليوم اجواء ايجابية في المنطقة والعالم بعد ان أدرك الجميع ان لا حل الا عبر الحوار والتفاهم ، وهذه قناعات امتدت حتى الى الدول التي كانت تحرض وتُجيّش .
واعرب موسوي عن اعتقاده بأن الرئيس روحاني رمى الكرة اليوم في ملعب الاخرين وخاصة في ملعب الادارة الاميركية خاصة اذا ما ارادت التفاهم مع الجمهورية الاسلامية وحلحلة الملفات العالقة بين الجانبين كملف العلاقات الثنائية والملف النووي وملف العلاقات الدولية ، فان عليها ان تقوم بمبادرات تُثبت حسن النوايا ، خاصة وان الجانب الايراني قدم رسالته الواضحة وهي الوسطية والاعتدال والتفاهم ، وبالتالي فان على الطرف الاخر ان يتعامل مع هذه الرسالة ويُجيب عليها .
كما تطرق موسوي الى تأكيدات روحاني الواضحة بشأن حرص ايران على تعزيز العلاقات مع كافة الدول وخاصة دول الجوار ومن بينها دول الخليج الفارسي العربية وعلى رأسها السعودية ، واعتبر موسوي في هذه الرسالة فرصة جيدة لهذه الدول كي تفتح صفحة جديدة مع ايران ، وأول مبادرة ينبغي ان تقوم بها هي المشاركة في انهاء الحالة الطائفية في المنطقة الحالة الاستعدائية التي افتُعلت في المنطقة ، وبالتالي فان ايران فتحت صفحة جديدة وهي تريد التعاون لانهاء هذه الحالة التناحرية في المنطقة ، لتعود الفائدة في ذلك على شعوب المنطقة واقتصادها واستقرارها الامني والسياسي .
وحول  ما طرحه روحاني من استعداد ايران للمزيد من الشفافية في ملفها النووي السلمي وتعزيز الثقة مع المجتمع الدولي في هذا المجال قال الباحث الاستراتيجي الايراني ان من المحتمل ان يقوم الرئيس روحاني بخطوتين اساسيتين وهما اولا تعديل اتفاقيت الماتى - 2 التي تضمنت ابداء حسن نوايا من الطلرفين ليتم رفع الحظر المفروض على ايران على مراحل ، وهذا ربما يحتاج الى تعديلات وسيقوم روحاني بارشاد المفاوض الايراني لتعديل اطار بنود هذه الاتفاقية ، والامر الثاني هو ايجاد نوع من التفاهم قبل الاجتماع وهذه نقطة مهمة تتطلب الاتصال مع الدول المعنية ، وربما يطالب روحاني في هذه الاثناء برفع مستوى المفاوضين مع الجمهورية الاسلامية ، فأغلب ممثلي 5+1 هم اما مدراء عامّون او نواب وزراء وبالتالي لا يمكن ان يُحاوروا المفاوض الايراني الذي هو مندوب قائد الثورة وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي .
وحول حديث روحاني الواضح عن الخلافات مع أميركا وتأكيده ان ايران لا تريد تصعيد التور مع الولايات المتحدة والغرب لكنها تريد من واشنطن اثبات حسن النوايا والاعتراف بحقوق الشعب الايراني اعتبر موسوي ان روحاني ربما حصل على الضوء الاخضر في هذا المجال من قائد الثورة السيد علي الخامنئي لدى لقائه به امس ، لذا كان واضحا في موضوع التفاوض مع واشنطن حيث اكد ان التفاوض ممكن لكن ضمن اطر ومفاهيم وردت في وثيقة الجزائر وهي وثيقة مهمة وقت عليها الولايات المتحدة وايران ويمكن أن تكون اساسا للتفاهم القادم .
Ma.17:43.17