تصريحات الرئيس روحاني تجاه دول الجوار، والرد المنتظر

تصريحات الرئيس روحاني تجاه دول الجوار، والرد المنتظر
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

أعلن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني في المؤتمر الصحفي الذي عقده امس الاثنين في طهران عن رغبته في تعزيز العلاقات بين بلاده والبلدان العربية المجاورة ولا سيما المملكة العربية السعودية.

وقال في تصريح للصحفيين إن الاولوية في السياسة الخارجية للحكومة القادمة ستكون إقامة علاقات مبنية على الصداقة والتقارب والمصالح المشتركة مع الجميع خاصة الدول المجاورة لايران.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية قال: لدينا علاقات قوية وجيدة معها ويتوجه آلالاف من افراد شعبنا سنويا لأداء مناسك الحج الى السعودية وهناك الكثير من الأرضيات للتعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. وأوضح: ‌انا مسرور جدا بأن اول اتفاقية أمنية قد وقعتها انا شخصيا مع السعودية في عام ۱۹۹۸ واتمنى بأن تكون لنا علاقات وثيقة جدا مع السعودية في المرحلة القادمة .
هذا أحدث تصريح للرئيس الايراني المنتخب تجاه دول الخليج الفارسي ويظهر بوضوح للجميع بأن الرئيس المنتخب يريد إقامة علاقات حسن جوار مع دول الخليج الفارسي تقوم على الصداقة والتقارب والمصالح المشتركة. ومن المنتظر أن ترد دول الخليج الفارسي بإيجابية على رغبة  الرئيس الايراني المنتخب.
وكان زعماء دول الخليج الفارسي قد هنأوا الرئيس روحاني بفوزه في الانتخابات. وجاءت أول إشارة إيجابية من الكويت على نتائج الانتخابات في ايران إذ صرح وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان الكويت قرأت نتائج الانتخابات الإيرانية بشكل إيجابي، وتابع: نتمنى مستقبلا مشرقا في علاقاتنا مع إيران وعلاقاتها مع دول العالم بشكل عام.
وكتب صحفي كويتي مقالا دعا فيه دول الخليج الفارسي الى الرد بإيجابية على دعوة الرئيس الايراني وكتب عبد اللطيف الدعيج مقالا قال فيه: فوز السيد حسن روحاني برئاسة الجمهورية في ايران دليل أكيد على حسن نوايا الشعب الايراني واعتداله، ودحض وتكذيب واضح وجلي لإشاعات وخرافات العداء الصفوي للعرب او لأهل السنة، وهو المفضل في وصف هذه الايام. والظاهر ان انتخاب المعتدل السيد روحاني دليل على ان من انتخبه من مواطني ايران يجتهدون مثل بقية كل شعوب العالم لاقامة علاقات طبيعية وعادية مع دول الجوار، وربما ليس صدفة ان الرئيس الايراني المنتخب كان قد صرح او هو استخدم تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية بالذات ضمن شعاراته الانتخابية، اي ان الايرانيين انتخبوه من اجل علاقات أفضل مع دول الجوار.
إن دعوة الصحفي الكويتي الى المسؤولين في بلاده تتسم بالواقعية، وهو يرى الأجواء الملتهبة في المنطقة والشحن الطائفي الذي يضر بمصالح الجميع ولا يستفيد منه غير أعداء شعوب المنطقة، في وقت تستمر فيه  الصحافة الممولة من قبل بعض الدول العربية في الخليج الفارسي والتي تصدر في عواصم اوروبية بمهاجمة ايران وطرح قضايا طائفية ممقوتة تزيد الاحتقان المذهبي ولا فائدة منها سوى إثارة النعرات الطائفية بين شعوب المنطقة والتي لا يستفيد منها سوى أعداء الامة ولا سيما "اسرائيل" التي انزعجت من انتخاب الرئيس روحاني ودعت الى تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران .
ان ايران تدرك جيدا بان هناك جهات مستفيدة من الشحن الطائفي وطرح شعارات تستهدف زرع  الخلافات والفتن وهي تصرف مليارات الدولارات لإثارة النزاعات والحروب بين دول وشعوب المنطقة، ولذلك تدعو ايران شعوب ودول المنطقة الى التعاون والتآزر وكبح جماح الجماعات المتطرفة والتكفيرية التي أتت من مشارق الارض ومغاربها للمشاركة في حرب تدعي انها مقدسة وتزعم أنها تجاهد في سبيل الله ، وتمول من جهات مشبوهة ، لكنها تخوض الان حربا طائفية مذهبية تزهق فيها ارواح الابرياء ، خدمة لأجندات خارجية وما الدول التي توفر المليارات من الدولارات لتجهيز وتسليح هذه الجماعات الارهابية المسلحة الا ادوات وبيادق لقوى كبرى تريد إشعال الحروب في المنطقة وزجها دولها وشعوبها في نزاعات لاهدف من ورائها سوى الخراب والدمار وتقسيم المنطقة الى دويلات وكانتونات.
ان المستفيد من كل النزاعات والحروب الجارية في المنطقة العربية هي اسرائيل ، والعرب والمسلمون هم المتضررون منها، فالكاتب والمحلل العسكري الاسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان يدعو الحكومة الاسرائيلية إلى ترك العرب يتقاتلون، ليقتل بعضهم البعض الآخر. ويضيف أن أي تدخل "اسرائيلي" قد يعيد إلتفاف العرب مع بعضهم على عدوهم التاريخي.

شاكر كسرائي