ذعر في سوريا من المسلحين الأجانب

ذعر في سوريا من المسلحين الأجانب
الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠١٣ - ١٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

رصدت داخل المسجد الأموي الكبير في دمشق أمهات يمسكن في أيديهن أعلاما لبلدين مختلفين خلال الحرب في سوريا وقالت إحداهن، وتدعى لطيفة من تونس، وهي تنتحب "أريد أن اعتذر للامهات السوريات. لم أعرف أن ابني جاء إلى هنا. نريد أن نقول لهن إن أولادنا غسلت أدمغتهم".

وتصطف أمهات سوريات بوجوه متجهمة وهن يمسكن بصور ابنائهن الشباب الذين قتلوا أثناء المعارك بسوریا، في الوقت الذي تجلس إلى جانبهن امهات تونسيات وآباء يبحثون عن ابنائهم الذي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف المسلحین وانتهوا إلى السجون.
وسافر نحو 20 من الآباء التونسيين إلى العاصمة السورية دمشق في رحلة يرعاها نشطاء المجتمع المدني التونسي بمساعدة سوريين يغتنمون الفرصة لإخراج أكبر عدد من المسلحین الأجانب بعيدا عن ساحة المعركة.
ويقول خالد محجوب، رجل صناعة سوري يحمل الجنسية الأميركية "أرسلت أكثر من 42 دولة مقاتلين من أجل إراقة الدماء في سوريا"، واکد محجوب ان هذه الدول "سلفية وهابية ترعاها دول البترودولار".
وحذر سوري مقرب من السلطة في مقابلة خاصة في دمشق قائلا "تشهد أوروبا حاليا باكستان جديدة على حدودها، المشكلة الحقيقية هي العبور عن طريق تركيا، وأوروبا ترعى جميع هؤلاء المسلحين الأجانب الذين سيعودون إلى أوروبا".

وأكد هذا التحذير وفد من سياسيي الإتحاد الأوروبي، ينتمي معظمهم إلى أحزاب يمينية، كانوا قد زاروا دمشق في الأسبوع الماضي تلبية لدعوة من الحكومة السورية.
وقال السيناتور البلجيكي فيليب دوينتر "إن عادوا الى بلادنا فلن يمارسوا الجهاد في سوريا بعد ذلك، بل على الأراضي الأوروبية."
وأضاف "هذا تهديد كبير للغاية لجميع الدول الأوروبية وليس في بلجيكا وحدها".
ويمكن رصد مسلحين من دول أوروبية – من بريطانيا إلى السويد – خلال لقطات فيديو على الإنترنت إلى جانب مسلحين من مناطق دأب الكثير على اعتبارها ساحات قتال دموية من بينها مناطق قبلية في باكستان والشيشيان.
ويحظى حلم محجوب الرامي إلى وضع "آلية تتبع سريعة تتسم بالشفافية" لإخراج المسلحين من السجون ومن جبهة القتال بتقدم بطيء في تونس.
ويواجه حتى هذا الاختبار الأول أجندات متعارضة. ويفسر مسعود رمضاني، الناشط الحقوقي التونسي، قائلا "نريد محاكمة عادلة في حضور محاميي الدفاع".
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أصدر بيانا جاء فيه أن سوريا على استعداد للإسراع في اجراءات تسليم السجناء التونسيين "الذين دخلوا إلى سوريا على نحو غير شرعي ولم يقتلوا أحدا".
لكن شروطا تصاحب البيان تفيد بأنه لا يجب اخضاع المسلحين الأجانب للمحاكمة فحسب، بل يجب رفع دعوى قضائية ضد جميع المسؤولين عن تجنيدهم.

وتبدو الاعتذارات الصادقة من الامهات التونسيات طبيعية في حد ذاتها، غير أن تقارير من زيارات السجن تفيد بأن الكثير من ابنائهن رفضوا أن يتبرأوا من القتال الذي جاؤوا من أجله إلى الأراضي السورية.
كما ان الدعوة لجعل قضية هؤلاء قضية عامة لا تجد آذانا صاغية في العديد من العواصم.
ويقول أحد الدبلوماسيين الغربيين "نحن قلقون بشأن المقاتلين الأجانب. لكن ماذا عن جميع الأجانب المدرجين على قائمة الحكومة السورية".
ويقول محجوب، الذي يستعين في كلماته بعبارات معتدلة، "لا بد أن يحل أوكسجين الحب محل ثاني أوكسيد كربون الكراهية".
وتطلب الأم التونسية لطيفة في العاصمة دمشق البراءة لابنها سامي وتقول "انا اعرف ابني، إنه لم يقتل احدا".