طرد العمالة اليمنية من المملكة

طرد العمالة اليمنية من المملكة
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

القرار السعودي بترحيل العمال اليمنيين من المملكة ترافق مع ما وصفه يمنيون انتهاكات واسعة لحقوقهم التي حرموا منها وتسبب بحركة احتجاجات يمنية شعبية وسياسية واسعة بسبب الأزمات التي ستترتب على هذا القرار في حال تطبيقه بالكامل داخل اليمن على المستوى الاقتصادي والمعيشي وحتى الأمني ولا سيما أن قرار الترحيل ترافق مع إساءة معاملة من جانب السلطات السعودية للمغتربين اليمنيين .

تقرير... غضب في اليمن من ترحيل آلاف العمال من السعودية بسبب قانون العمل الجديد ووصل عدد المرحلين بنحو ألفي عامل يوميا فيما يهدد خطر الترحيل نحو 300 ألف عامل يمني مقيم في السعودية.

ودعا ناشطون يمنيون إلى تنظيم تظاهرات أمام السفارة السعودية في صنعاء تنديدا بالقرار.

ضغط شعبي متصاعد في اليمن يهدف إلى دفع حكومته إلى التحرك عاجلاً لوقف ترحيل آلاف العمال اليمنيين المغتربين لدى الجارة السعودية.

ويطالبون باستثناء المغتربين اليمنيين الذي يفوق عددهم المليوني مغترب من قانون العمل السعودي الجديد.

وقال مستشار الرئيس اليمني راجح حمادي أن الأضرار ستكون وخيمة على الاقتصاد اليمني إذا ما طبق القرار مشيراً على ان اليمنيين العاملين في الخارج هم العامود الفقري للاقتصاد اليمني، إذ تدر تحولاتهم ما يقارب ملياري دولار أميركي لليمن.

مصادر حكومية وحقوقية يمنية تحدثت عن ما وصفته بإجراءات تعسفية في تطبيق القانون تنطوي على إهانات لأولئك العمال وانتهاكات لحقوقهم الإنسانية، ولم يتوقف ناشطون يمنيون منذ وقت عن بث صور على الإنترنت لما يقولون إنها أعمال عنف وتعذيب وملاحقات واسعة لبعض من يتم ترحيلهم بالقوة.

سلمت نفسي أنا أول واحد، هذا للأمانة يمسكوا الواحد يهينوه، يدعسوه دعس، تعرف دعس.

مؤخراً تناولت وسائل إعلامية مقاطع فيديو يظهر شابين سعوديين قاموا بربط مغترب يمني وتعمدوا الإساءة إليه بالضرب والسخرية، عامدين نشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب وتويتر.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في الأراضي السعودية، فالمواطن اليمني داخل تلك الأراضي يمر بحكايات يشيب لها الرأس وتقشعر لها الأبدان، لا سيما في سجونها التي تضم الآلاف من اليمنيين أو خارجها حيث يتلقى المغترب اليمني لأنواع متعددة من الظلم، إما عن طريق رفع رسوم الإقامات من قبل السلطات أو من خلال الكفيل صاحب الامتيازات بموجب قانون وزارة العمل السعودية، ناهيك عن أعمال القتل والإذلال والنظرة الدونية التي تنال من أبناء اليمن خارج أراضيه.

المغتربين في المملكة السعودية حالتهم تشبه حالة المسلمين في بورما إلا أن الحال يختلف أنه أولائك مسلمين وأولئك بوذيين، أما المغترب اليمني فهو مسلم وكذلك السعودي هو مسلم، لكن الشيء الغريب لما يفعلون بنا هكذا.

سؤال يطرحه كثير من اليمنيين . لماذا يفعلون بنا هكذا ؟ لماذا تنتهك حقوق اليمنيين ويعاملون بهذه الإساءة ؟ فترحيل العمالة اليمنية من المملكة السعودية لم يأت من فراغ يقول يمنيون حاولوا ربط الأمر بخطط تسعى السلطات السعودية لتنفيذها وترتبط برسم مستقبل اليمن وفق المصالح السعودية .

تقرير... القرار السعودي سيكون له تداعيات غير عادية على الوضع والاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي في البلد.

والعجيب أننا نسمع بعض المسؤولين اليمنيين يبرر للسعودية ما تعمل، وأن هذا قوانين داخلية، نقول بصراحة للأشقاء في السعودية نحن لسنا نفس موضوع العمالة البنغالية أو الهندية، إذا لم تتعامل كأخوة وجيران فاذكروا أن بيننا أراضي أخذوها منا، ونحن أمام خيارين إما أن نمضي على أننا أخوة وأشقاء وكل الأمور مشتركة، أو الأمر الثاني نحن في ثورة وبعد الثورة سنراجع كل الاتفاقيات كما راجعنا اتفاقية دبي سنراجع اتفاقية الغاز وسنراجع اتفاقية الأراضي، فكل اتفاقيات النظام السابق مشكوك فيها وباطلة.

ترحيل العمال اليمنيين من السعودية حركت مطالبات باستعادة الأراضي اليمنية المنهوبة وإلغاء كل الاتفاقيات الحدودية مع السعودية وهو ما كان عنوان تحركات شعبية احتجاجية في اليمن وصلت إلى الحدود السعودية طالبت بوقف ما سموه الاعتداءات السعودية على أراضي اليمن

طائرات مروحية سعودية تحوم فوق بلدات يمنية، وآلية عسكرية تخترق طرقات على سفوح الجبال الحدودية في مشهد بات شبه يومي بحسب ما تظهره صور التقطها أبناء القرى والمزارع الجبلية.

مع توغل القوات السعودية مجدداً في المستنقع اليمني ومحاولاته استحداث مواقع عسكرية في جبل "فذة" الذي يقع على الحدود باتجاه منطقة منبه في صعدة يتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية بين البلدين، منذ سنوات عدة وقوات آل سعود تعمل للسيطرة على المناطق الحدودية لليمن برعاية أميركية ومنها سلاح الجو حيث قصفت مراراً وتكراراً هذه المناطق ما أسفر عن وقوع مئات الضحايا المدنيين وسط إصرار السعودية على بناء الجدار العازل والتوغل في الأراضي اليمنية يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة ستنفجر بين الطرفين، حيث أن هناك حشوداً كبيرة من الجيش السعودي على الحدود من صعدة على الجوف يقابلها أيضاً حشود مماثلة من الجانب القبلي اليمني.

أبناء القبائل اليمنية في مديرية منبه رووا أنهم تحركوا للدفاع عن حدود مناطقهم وحملوا السلاح في وجه حرس الحدود السعودي.

وفيما يتصاعد التوتر على الحدود تتحرك المطالبات داخل اليمن وخارجه بوقف الانتهاكات السعودية ويحذر يمنيون من أن يؤدي قرار ترحيل اليمنيين إلى تسعير العنف وتقوية تنظيم القاعدة الذي يحاول السيطرة على مناطق في اليمن لإقامة إمارات عليها

أعتقد أن خروج عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من اليمنيين في هذه الظروف سيمثل مجال سهل الاستقطاب من قبل جماعات العنف.

ونددت الوزارة بما وصفته بمخطط إرهابي لعناصر تنظيم ما يسمى بأنصار الشريعة المرتبط بالقاعدة للاستيلاء على بلدة "غيلبا وزير" وإعلانها إمارة إسلامية، وهددت الوزارة الجماعة بنفس المصير الذي لاقته في معركة تحرير "أبيّن"، وذكر شهود عيان أن عناصر القاعدة وضعوا منشورات على الجدران تتضمن أن "غيبا وزير" إمارة إسلامية وأن الأمر نفسه سيحدث في البلدة المجاورة "الشحر".

لمناقشة هذا الموضوع يسعدنا أن نرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ غالب قنديل، أهلاً بك، بداية أستاذ قنديل هل ترى أن قرار ترحيل اليمنيين من السعوديين يرتبط في أحد أهدافه بتسعير العنف في البلاد برأيك، وما مصلحة السعودية في ذلك؟

ج: العمالة اليمنية في السعودية هي ظاهرة ممتدة لعقود مضت، وكل النهضة العمرانية التي عاشتها شبه الجزيرة العربية ارتبطت بدور العمال اليمنيين في قطاع البناء بصورة خاصة، ومن الواضح تماماً أن التطورات الأخيرة التي جرت في اليمن أخرجت اليمن من قبضة النفوذ والهيمنة السعودية بشكل كامل بفعل ظهور كتل جديدة بمضمونها الاجتماعي والسياسي متمردة على الهيمنة السعودية وعلى النفوذ السعودي في اليمن الشمالي بشكل خاص، بينما اليمن الجنوبي تسود فيه حركة شعبية مطالبة بالانفصال وهي بالأصل مناهضة للسياسات السعودية، وسبق أن شهدنا معارك بين القوات الحوثية وقوات الجيش السعودي انتهت باندحار الجيش السعودي في المواقع الحدودية بعد معارك عنيفة ومكلفة جداً للمملكة السعودية ولهيبتها في المنطقة. وبالتالي أعتقد ان القرار في جانب منه يحمل بعداً انتقامياً من الشعب اليمني الذي ينحاز لكتل وقوى وقيادات جديدة تتخذ خيارات سياسية على الصعيد الإقليمي مناهضة للنفوذ السعودي وتحمل المملكة السعودية مسؤولية إدخال القاعدة إلى اليمن وتقدم الذريعة للتدخل الأميركي المتواصل في اليمن من خلال عمليات القصف المتكررة وعمليات الاغتيال المنظمة.

س: في هذا الإطار أستاذ قنديل، تزامن القرار السعودي بترحيل العمال اليمنيين مع إعلان تنظيم القاعدة في اليمن بإقامة إمارات له في مناطق عدة، هل من رابط برأيك؟

ج: بدون شك يعني السعودية تريد أن تفعّل الفوضى في اليمن طالما هي خرجت من قبضة نفوذها والقاعدة تستعمل في الاتجاهين كما يجري دائماً من قبل الولايات المتحدة والحكم السعودية، مرة تكون أداة تدخل، ومرة تكون ذريعة للتدخل بعد تفاقم حجمها ونشاطاتها. من الواضح تماماً أننا إزاء عملية ترحيل مبرمجة وهادفة وتبيعها المملكة السعودية وتصرفها على المقبلين، فهي من جهة تريد أن تهدئ النقمة الداخلية في مجتمع الجزيرة والحجاز حيث يوجد أكثر من مليوني عاطل عن العمل، وحيث ترتفع نسبة المواطنين الذي يعيشون على حافة الفقر ويسعى المسؤولون لتسعير نقمتهم ضد العمالة اليمنية بدل إيجاد الحلول الاجتماعية والاقتصادية لهذه المشاكل التي تثير حالة واسعة من النقمة وتغذي الحراك الاحتجاجي ضد السلطات السعودية في مجتمع شبه الجزيرة العربية. من ناحية ثانية طبعاً هي تنهي عهداً من الاعتماد على العمالة اليمنية ومن اعتماد المجتمع اليمني على تحويلات العاملين في شبه الجزيرة العربية التي قال التقرير أنها تقدر بملياري دولار في السنة، وهذه كتلة مالية غير بسيطة بالنسبة لواقع اليمن المتأزم اقتصادياً.

سنتابع الحديث بالطبع معك أستاذ غالب قنديل ولكن بعد ان نتوقف مع هذا الفاصل.

الفاصل