غضب الأردنيين إزاء الإنتشار الأميركي في بلادهم

غضب الأردنيين إزاء الإنتشار الأميركي في بلادهم
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

نشرت اميركا المئات من جنودها في الأردن، بعد انتهاء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات الأردنية وسط غضب الكثير من الاردنيين من هذه الخطوة.

وبينما يرسل وجود هذه القوات رسالة إلى سوريا المجاورة، يشعر الكثير من الأردنيين بالغضب إزاء الإنتشار الأميركي في بلادهم حسبما يقول مراسل قناة بي بي سي في عمان كوينتين سومرفيل.
وحلق تشكيل من طائرات الهليكوبتر المقاتلة على ارتفاع منخفض فوق الصحراء قرب بلدة القويرة شمالي الأردن، مطلقة صواريخها لتدمر أهدافا في الرمال بينما وفرت مقاتلات من طرازي ف-16 وهاريير الحماية لها.
وكانت هذه الطائرات وغيرها الكثير تشارك في التمارين التي سميت بـ"الأسد المتأهب" التي شارك فيها ثمانية آلاف جندي من 19 دولة في عرض كبير للقوة.
ولكن رغم الحرب على سوريا المجاورة، أصر الأدميرال بيل ناشر، وهو أحد قادة الوحدات الأميركية المشاركة في التمرين، على أنه تمرين روتيني.
وقال الأدميرال الأميركي "إن الأمن في هذه المنطقة كالمد والجزر، وتركيزنا هو على تطوير التعاون مع القوات الأردنية."
هذه هي المرة الثالثة التي يجرى فيها هذا التمرين في الأردن، وقال الأدميرال ناشر إن تمرين هذه السنة كان أصغر من سابقه. كانت هذه محاولة منه لاثبات أن التمرين كان اعتياديا ولا علاقة له بما يجري في سوريا.
وعند سؤاله عن ذلك، أجاب "أن سوريا لا تظهر على شاشة الرادار"، أي انها ليست سببا لاجراء التمرين على الإطلاق حسب تعبيره.
ولكن مما لاشك فيه أن للأردن - الذي لا تبعد حدوده عن العاصمة السورية إلا بـ 150 كيلومترا - أهمية استراتيجية خاصة في حال قرر المجتمع الدولي فرض منطقة حظر جوي أو اتخاذ أي اجراء عسكري آخر ضد سوريا.
وقد بقي حوالي 700 من العسكريين الأميركيين ذوي الاستعداد القتالي العالي في الأردن بعد انتهاء التمرين، وانضموا بذلك إلى مئة من رفاقهم كانوا قد أوفدوا إلى هذا البلد للمشاركة في تدريب القوات الأردنية التي سترسل إلى أفغانستان.
ولكن بالنسبة لكثير من الأردنيين، مثل العميد السابق في الجيش الأردني علي الحباشنة، يزيد الوجود العسكري الأميركي في البلاد من المخاطر التي يواجهها الأردن.
وقال الحباشنة "كلنا نعلم أنه عندما ترسل اميركا  قواتها إلى بلد ما، يصبحون جزءا من الأزمة بل ويزيدونها خطورة كما رأينا في حالتي أفغانستان والعراق. إن الوجود الأميركي في الأردن، في ظل التوترات التي تعصف بالمنطقة وبسوريا تحديدا، يشكل خطرا حقيقيا على البلاد."
وبالفعل، شهدت العاصمة الأردنية عمان في الأسبوع الماضي مظاهرات احتجاجية ضد العدد المتزايد من الجنود الأمريكيين في الأردن.
ويعتقد البعض، مثل الناشط الديمقراطي عمر أبو راس، أنه لو كانت اميركا بشكل خاص والغرب بشكل عام يريدان لعب دور إيجابي في المنطقة عليهم إنهاء الحرب الدائرة في سوريا عن طرق اخرى ولا عن طريق نشر الجنود في الاردن.
ويقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العسكريين الأميركيين سيغادرون الأردن عندما تستقر الأوضاع الأمنية، ولكن ما من أحد يتوقع أن يحصل ذلك قريبا.