لماذا يزور السلطان قابوس ايران في الوقت الحالي؟

لماذا يزور السلطان قابوس ايران في الوقت الحالي؟
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٣ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

يصل السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان على رأس وفد رفيع المستوى الى العاصمة طهران غدا الاحد في اطار زيارة رسمية الى البلاد ليكون بذلك اول ضيف يحل على الرئيس روحاني في اعقاب توليه رئاسة الجمهورية الاسلامية.

وقبل ايام أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية عن زيارة سلطان عُمان قابوس بن سعيد إلی إيران موضحا: أن الزيارة ترمي إلی "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وإستمرار المشاورات السياسية والإقليمية بينهما".
وتعليقا على هذه الزيارة و الهدف منها في هذه الظروف كتب موقع "عصر ايران" القريب من الحكومة الايرانية الجديدة، ان مثل هذه الزيارة تحمل في طياتها معان جديرة بالاهتمام لاسباب منها:
ان الذين يعرفون سلطان عمان "قابوس بن سعید"، يعرفون جيدا انه لا يرغب عادة في القيام بزيارات وجولات خارج بلاده لدرجة ان القادة المشاركين في الاجتماعات اؤ المؤتمرات الاقليمية والدولية، يعرفون سلفا ان الموقع الخاص به في هذه المؤتمرات سيكون شاغرا وانهم يبقون بانتظار وزير الخارجية العماني اومبعوث السلطان كي يحل محله في الاجتماعات.
من جهة اخرى، ان العلاقات الايرانية العمانية هي في مستوى عال جدا في الوقت الراهن حيث ان ايران و من بين الدول الست الواقعه في جنوب الخليج الفارسي، تربطها افضل العلاقات واقربها بسلطنة عمان.
وزار السلطان قابوس الرابع من اغسطس عام 2009 ، ايران لاول مرة بعد انتصار الثورة الاسلامية حيث استقبله الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد في قصر سعد آباد.
هذا وبموازاة علاقات سلطنة عمان الجيدة مع ايران، فان لسلطان قابوس،علاقات تاريخية و متقاربة مع الغرب وعلى رأسه اميركا حيث كانت ولازالت تعتبر مسقط، محطة لزيارات المسؤولين الاوروبيين والغربيين.
وفي السنوات الاخيرة سعت سلطنة عمان ومن خلال استثمار فرص تقاربها مع ايران و الغرب الى الدخول في ميدان الوساطة بين الجانبين حيث حققت نجاحات في هذا المجال كما ان سفارة عمان تولت مسؤولية رعاية المصالح الايرانية نتيجة الثقة المتبادلة بين البلدين.
وقام السلطان قابوس خلال السنوات الاخيرة بالوساطة بين طهران والعواصم الاوروبية لاطلاق سراح مواطنين معتقلين من الجانبين حيث كان النجاح حليفه في هذا المجال ايضا. وتمثلت ذروة عمله كوسيط بين ايران و الغرب ، في موضوع اطلاق سراح ثلاثة  اميركيين اعتقلوا في ايران لدخولهم غير الشرعي للبلاد حيث تم نقلهم الى مسقط بطائرة عمانية خاصة قبل أن يعودوا الى الولايات المتحدة. 
الوساطة العمانية أسفرت أيضاً عن قيام الولايات المتحدة العام الماضي باطلاق سراح الاستاذ الجامعي الايراني مجتبى عطاردي الذي كان يقبع في السجون الاميركية وكذلك اطلاق سراح السفير الايراني السابق في لندن نصر الله تاجيك الذي كان مسجونا في بريطانيا والافراج عن الايرانية  شهرزاد ميرقلي خان (المسجونة باميركا).
والموضوع الاخر الجدير بالاهتمام هو الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة و العالم..  من جهة، تكرس الدول الغربية جل مساعيها  لممارسة الضغط على ايران لوقف برنامجها النووي لكن محاولاتها هذه، لم تتكلل بالنجاج ومن جهة اخرى، ان التيار الذي جاء الى السلطة في ايران بعيد الانتخابات الرئاسية الاخيرة، يرغب في التوصل الى اتفاق مع المجتمع الدولي لانهاء العقوبات والحظر المفروض على البلاد. اضافة الى ذلك، فان دول المنطقة تشعر بقلق شديد حيال تزايد وتيرة التوتر بين ايران والغرب بشان الموضوع النووي و احتمال نشوب حرب اخرى.
في هذه الاثناء،يعرف الرئيس الجديد حسن روحاني الذي تولى مهامه رئيسا للجمهورية الايرانية، دور الوساطة التي قامت بها سلطنة عمان على الصعيدين الاقليمي والدولي. فالرئيس روحاني زار مسقط عدة مرات خلال فترة ترؤسه المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عام 2005  واجرى مع السلطان قابوس مباحثات حول العديد من القضايا.
ويقول روحاني بشان هذه المباحثات "ان سلطان عمان زعيم محنك وله خبرة طويلة في قضايا المنطقة والعالم". 
وبناء على هذه التفاصيل ، ونظرا للوساطة التي قامت بها مسقط خلال الاعوام الاخيرة في حل العديد من القضايا العالقة بين ايران والغرب خاصة اميركا ، فأن زيارة السلطان قابوس بن سعيد الى ايران وهي اول زيارة لزعيم دولة الى طهران بعد فوز الرئيس الايراني حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة، ليست زيارة عادية وبروتوكولية بحتة بل يبدو ان سلطنة عمان تعتزم دخول مرحلة جديدة ومهمة ومستوى اعلى من الوساطة بين الجانبين .