حقوقي سعودي يؤكد تراجع حقوق الانسان في بلاده

الثلاثاء ٢٤ فبراير ٢٠٠٩ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

اكد الامين العام للمركز السعودي لحقوق الانسان عبد العزيز الخميس ان مسالة حقوق الانسان في بلاده تشهد حاليا الكثير من التراجعات خاصة على مستوى الحريات الدينية والسياسية.

تاكيد الخميس جاء اثر تجدد اعتداءات قوات الامن السعودية على زوار الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة واعتَراف أمير منطقة المدينة عبد العزيز بن ماجد بوجود معتقَلين في أحداث البقيع.

واضاف هذا الحقوقي السعودي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية مساء الثلاثاء: "المشكلة ان ما حدث في المدينة المنورة يفجر مسالة مهمة جدا وهي الاصطدام المباشر بين زوار البقيع وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالها المحسوبين على التيار السلفي المتشدد".

وتابع: "ان هذه الحوادث تستدعي دراسة اسباب هذا الصدام وايضا البحث عن طرق افضل لضمان حرية الزوار وممارسة شعائرهم والتعبير عن معتقداتهم الدينية التي نص عليها الميثاق الدولي لحقوق الانسان الذي اكد على وجوب ضمان حرية العبادات لبني البشر".

واكد ان ماحدث في المدينة المنورة يشكل في واقع الحال هما كبيرا للداخل السعودي معربا عن خشيته من تطور الامور نحو الاسوأ مشددا على حق الشيعة في ممارسة شعائرهم دون التعرض لهم من قبل اي جهة كانت.

وفيما يتعلق بموضوع الانفتاح والتنوع والاصلاحات التي قام بها الملك عبد الله مؤخرا في المؤسستين الحكومية والدينية قال الخميس : يبدو جليا ان امام الملك عبد الله مهمة عسيرة وطويلة لتحقيق اصلاح في البلاد خاصة في اوساط المؤسسات الدينية ".

واضاف: "صحيح ان البداية جيدة في استبعاده بعض رموز التيار المتشدد بيد ان العقلية التي تدار بها الهيئات والمؤسسات الدينية في المملكة والتي تدعو الى الاستئثار بالمفهوم الديني بمعنى تريده ان يكون على شاكلة واحدة هو الذي يجعل من مهمة الاصلاح صعبة جدا".

واعتبر ان ما حدث ويحدث في المدينة المنورة هو بسبب تسلط التيار المتشدد على مقدرات المؤسسات الدينية في البلاد.

ولفت الى ان العقلية المستاثرة والسلطوية في المملكة وفهمها المغلق للدين الحنيف يجعل مناخات الاصطدام متوفرة في البلاد بين الحين والاخر مطالبا المسؤولين السعوديين بالسماح للشيعة بممارسة شعائرهم والشيعة انفسهم ان يكونوا على مستوى وطني عرف عنهم وهو البعد عن العنف واتباع الاسلوب السلمي والديمقراطي للمطالبة بحقوقهم داعيا الى تجنب اثارة العنف في المسجد النبوي الشريف .

كما عبر هذا الحقوقي عن رفضه للاجراءات التي اتبعتها قوات الامن السعودية حيال المعترضين الشيعة في المسجد النبوي الشريف واصفا تلك الاجراءات بالاستفزازية مؤكدا حق الشيعة في التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم التي كفلتها شرائع السماء بالاضافة الى القوانين والاعراف الدولية التي اعطت للانسان حقه الكامل في ممارسة معتقداته الدينية دون الاضرار بالاخرين.