الاسد: اتهامات الكيماوي سياسية والغرب لن يشن حربا ضدنا

الاسد: اتهامات الكيماوي سياسية والغرب لن يشن حربا ضدنا
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس السوري بشار الأسد ان الاتهامات المزعومة الصادرة من قبل المعارضة باستعمال الجيش للسلاح الكيميائي، اتهامات سياسية بحتة، مشيرا الى ان قيادات الدول الغربية لن تشن حملة عسكرية ضد سوريا، لأنهم لن يستطيعوا ان يقولوا لمواطنيهم "نحن سنذهب إلى سوريا لتأييد الأرهاب".

وأفادت صحيفة (الحياة) ان الرئيس الأسد أضاف في مقابلة مع صحيفة "ازفيستيا" نشرت اليوم الاثنين: "الجميع يدرك أن ما يحصل في سوريا ليس ثورة شعبية ولا مطالبات بالاصلاح بل إرهاب، وفي هذه الحالة لن يستطيع زعماء الدول الغربية ان يقولوا لمواطنيهم نحن سنذهب إلى سوريا لتأييد الارهاب".
ونفى الرئيس السوري الاتهامات المزعومة الصادرة من قبل المعارضة باستعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي، مؤكداً أن "هذا النوع من الاتهام سياسي بحت، والسبب يعود لانتصارات الجيش في بعض المناطق".
واعتبر الرئيس الأسد أن تصريحات السياسيين في أميركا والغرب وبعض الدول "هو استهزاء بالعقل وبالرأي العام لشعوبهم"، مضيفا أنه من غير المعقول أن تطلق الاتهامات أولاً ومن ثم يتم جمع الأدلة.

وطرح الأسد مجموعة من الأسئلة في هذا الشأن:
- كيف يعتزمون جمع الأدلة وبيننا مسافة قارات وليس فقط دول؟
- اتهمنا بالكيماوي وبعد يومين فقط أعلنت الحكومة الأميركية بداية جمع الأدلة؟
- كيف يمكن للحكومة استخدام الكيماوي - أو أي من أسلحة الدمار الشامل الأخرى - في مكان حيث تتركز قواتها؟
كما أوضح الأسد أن العلاقة تتوضح أكثر امام الرأي العام ما بين "الإرهابيين" والكيان الإسرائيلي، من خلال استقبال جرحاهم، "إن كانت تلك المجموعات الإرهابية تكره (إسرائيل) فعلاً، فلماذا تلجأ إلى مستشفياتها، ولماذا يحاربون الدولة في كل من مصر وسوريا بدل من أن تفتح عملياتها ضد (إسرائيل)؟ ودعنا لن ننسى أن من أسس هذه المجموعات هي الولايات المتحدة الاميركية في بادئ الأمر".
وتوجه الرئيس الأسد إلى رؤساء دول العالم، بالإشارة إلى أنه كان يجدر بهم التعلم من دروس الـ50 سنة الماضية للإنتباه بان الحروب كافة من حرب فيتنام فشلت حتى الآن، وأن تلك الحروب لا تجلب سوى الفوضى وعدم الإستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف الأسد: أود أن أوضح أن الإرهاب ليس ورقة رابحة في الجيب، والتي يمكن أن تأخذ بها واستخدامها وقتما تشاء، ثم توضع على جنب مرة أخرى. الإرهاب، مثل لدغة العقرب في أي وقت. وفقاً لذلك، فإنه لا يمكن أن يكون المرء مع الإرهاب في سوريا، وضده في مالي. لا يمكنك دعم الإرهاب في الشيشان وشن حرب ضده في أفغانستان".

وأشار الأسد إلى أن الإرهابيين توغلوا إلى القرى والبلدات يقتلون المواطنين الآمنين ويدمرون البنى التحتية".

وأضاف الأسد أن ماهية عمل القوات المسلحة والشرطة في البلاد هي مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن "ضربات الإرهابيين في سوريا تهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وأشار الرئيس السوري إلى أن "السبب الرئيسي لاستمرار العمليات العسكرية هو التسلل المستمر لأعداد كبيرة من الإرهابيين من الخارج واستمرار عملية التمويل والتسليح".

وشدد الأسد قائلاً: "لن تتحول سوريا إلى دمية في يد الغرب، نحن دولة مستقلة، وسنحارب الإرهاب، سوف نبني بحرية العلاقات مع تلك البلدان التي نرغب بها من أجل الشعب السوري".
وأضاف ان سوريا تنتظر من مؤتمر "جنيف ـ 2" الضغط على تلك الدول التي تساند الإرهابيين في سوريا وتحضير التربة لتسوية سياسية.
من ناحية أخرى أشار الرئيس الاسد الى أن "جميع العقود الموقعة مع روسيا يتم تطبيقها، وان الأزمة والضغوط الأميركية والأوروبية ودول الخليج (الفارسي) لايمكنها ان تعيق تطبيقها"، موضحاً أن "روسيا تورد لسوريا ما يساعدها على الدفاع عن نفسها وشعبها".
وأوضح: مساندة روسيا السياسية والتطبيق الدقيق للعقود العسكرية بغض النظر عن الضغوط الأميركية ساعد بشكل ملحوظ وضعنا الاقتصادي".ولم يستبعد الأسد أن تلجأ بلاده الى القروض الروسية.

كما لفت الرئيس السوري أنه من الممكن أن يقوم بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة من أن اجل بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن هدف الولايات المتحدة هو تقليص دور روسيا في الساحة الدولية، بما في ذلك عن طريق الضغط على "المسألة السورية"، معتبراً ان روسيا اليوم "ليس حماية الرئيس أو حكومة بشار الأسد والشعب السوري، يمكن أن تختار أي رئيس وأي حكومة، من أجل الدفاع عن مصالحها في المنطقة".