الطائرات بلا طيار.. عيون الجيش الايراني اليقظة

الطائرات بلا طيار.. عيون الجيش الايراني اليقظة
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

ان تطور المعدات الحربية المختلفة والتغييرات التي طرأت على التوجهات والرؤى في مجال اكتساب المعلومات من اجل الحد من الاضرار التي قد تلحق بعناصر الاستطلاع والميدان، والمخاطر الاحتمالية الاخرى، دفع الدول اليوم للتخطيط المستمر بتصنيع واستخدام الاسلحة واجهزة المراقبة والرصد ومنها الطائرات بدون طيار.

واضاف التقرير الذي نشرته وكالة انباء "فارس" انه ورغم ان تقنية هذه الطائرات بقيت لفترة طويلة حكرا على القوى الكبرى لاسيما اميركا، الا ان عزيمة المختصين وكوادر الصناعات الدفاعية الايرانية وخططهم وجهودهم المضنية اوصلت القوات المسلحة الايرانية الى تحقيق انجازات كبرى في هذا المجال، واثمرت عن تصنيع نماذج كثيرة من هذه الطائرات منذ فترة ليست بالقصيرة، حتى ان بعضها استخدم ابان حرب السنوات الثماني ( الحرب المفروضة على ايران من قبل النظام البعثي في عقد الثمانينات) حيث نجحت في القيام بطلعات استطلاعية وتصوير مواقع العدو بدقة.
واستطاع الجيش الايراني بالاعتماد على كوادره وطاقاته الذاتية، من انجاز العديد من الاختراعات والابتكارات على مختلف الصعد، ويدعم ذلك تصريح قائد القوة البرية حول نجاحات قطاع الصناعات الدفاعية في البلاد بتصنيع احدث الطائرات بلاطيار التي يمكن استخدامها في مجالي الاستطلاع والقتال وتوجيه ضربات مباشرة الى قوات العدو حيث تستطيع الطائرة بلاطيار شن هجمات باساليب مختلفة منها الارتطام بالهدف مباشرة وتفجيره.
ونظرا لأهمية الموضوع، قامت القوة البرية للجيش الايراني بتأسيس وحدة مستقلة وحديثة منذ عامين، للطائرات بلاطيار، وقد تم تدشين عدة نماذج منها وتجهيز القوات المسلحة بها مثل مجموعة الامام ولي العصر (عجل الله فرجه الشريف) وغيرها حيث بدأت نشاطاتها في مختلف المقرات الميدانية للقوة البرية بشتى انحاء البلاد.
وتركز جيوش العالم في استخدام الطائرات بلاطيار على ثلاثة محاور تتمثل بجمع المعلومات والمشاركة في العمليات القتالية والاسناد الحربي، وفي القوة البرية للجيش الايراني تضم هذه المحاور الثلاثة 11 مهمة ، بما فيها الاستطلاع والحصول على الاخبار والمعلومات عن المناطق الحدودية وتحركات القوات الاجنبية المنتشرة في الدول المجاورة والتي تؤديها مجموعة ولي العصر للطائرات بلاطيار والتي تم تشكيلها قبل اكثر من عام.
وباستخدام هذه الوحدات يتلقى القادة العسكريون الصور والخرائط الخاصة بالمناطق الحدودية الى مديات تبلغ مئات الكيلومترات، وتوضع بتصرف الوحدات المنتشرة في المناطق الحدودية، لكي لا تحتاج وحدات حرس الحدود الى ارسال دوريات استطلاع او عناصر استكشاف تتغلغل في اراضي الجوار، بل تتمكن من خلال الطائرات بلاطيار من رصد ادنى التحركات المعادية والتهديدات الاحتمالية.
وفي مجال العمليات، ومن خلال تجهيز هذه الطائرات بالمتفجرات، يمكن تدمير الاهداف الواقعة في مناطق العدو وتوجيه ضربات مباشرة باستخدام هذه الطائرات، كما يمكن استخدامها لاغراض اخرى مثل اخلاء شحنات الادوية والرسائل وغيرها في مختلف المناطق القتالية. ويمكن الاشارة الى طائرات "مهاجر" بلاطيار التي تستطيع القيام بعمليات استطلاع ورصد الى مدى يبلغ 50 كيلومترا داخل اراضي العدو. وطائرات ام2 التي كانت تقوم بمهمات استطلاعية بعمق 100 كيلومتر، وطائرة شاهين المطورة التي تستطيع التحليق لمسافة عملياتية تصل الى 150 كيلومتر، وهي قابلة للتطوير الى مدى 200 كيلومتر، وتزمع القوة البرية للجيش ايصال مدياتها الى 300 و400 كيلومتر.
كما ان طائرة رعد 85 بلاطيار والتي تمتلكها القوة البرية للجيش حصرا، قادرة على ضرب الاهداف المعادية الى مدى يبلغ 100 كيلومتر.
ولايقتصر استخدام الطائرات بلاطيار على ايام الحرب، بل ان الدول تستخدمها في ايام السلم ايضا لغرض القيام بمهمات تجسسية وتسجيل المعلومات عن العدو، فخلال السنوات الاخيرة، حلّقت العديد من الطائرات الاميركية بلاطيار في اجواء العديد من بلدان المنطقة لهذا الغرض.
وحققت القوات المسلحة الايرانية الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع الطائرات بلا طيار واجزائها واجهزتها بالكامل وذلك بفضل جهود خبراء وكوادر الصناعات الدفاعية في البلاد.
ونجحت ايران في تصنيع طائرات بلاطيار تتجاوز مدياتها الالف كيلومتر، وتطمح لتحقيق المزيد من الانجازات في هذا المجال.