الإفراج عن مبارك حدث ضاع بين الأحداث الدموية

الإفراج عن مبارك حدث ضاع بين الأحداث الدموية
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣ - ١٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

الإفراج عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك حدث ضاع بين الأحداث الدموية التي تعيشها مصر هذه الأيام . رمزية ما حدث أعاد الصورة إلى ما كان كشف عنه قبل أشهر من صفقة شاركت فيها دول في الخليج الفارسي لإطلاق سراح مبارك في خطوة لإجهاض ثورة الخامس والعشرين من يناير التي كانت وما زالت ترهب بعض الحكام العرب خشية من هبوب رياح التغيير الثوري على أنظمتهم .

تقرير... العاهل السعودي قدم حزمة مساعدات لمصر بـ 5 مليارات دولار، بعد ثورة الثلاثين من يونيو وتعيين الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.

وأمر بإخلاء سبيل المتهم الأول محمد حسني السيد مبارك بعد التأكد أن له محل إقامة ثابت ومعروف.
هل من رابط ؟ وهل ساهمت أموال النفط في الإفراج عن الرئيس المصري المخلوع ؟

لا زال الأمر متعلق بثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، ولا زال الجماهير تطالب بمحاكمة مبارك محاكمات سياسية وثورية، ونظامه وعصابة الحكم أيامه، الذين هم أخذوا أحكام برأة في عهد مرسي والأخوان، يبدو على خلفية صفقات أو ما إلى ذلك.
يقول مراقبون بأنه فعلا كان هناك صفقة فالمال والدعم السعودي والكويتي والإماراتي كان له دور كبير في الإفراج عن مبارك والحد من معارضة الأحزاب لذلك .
فالصحافة المصرية كانت كشفت قبل أربعة أشهر عن صفقة يتم التحضير لها لشراء الإفراج عن مبارك .

تفاصيل صفقة الإفراج عن مبارك مقابل 105 مليار دولار، يا ليت تكملوا المانشيت، الأطراف مصرية والرعاية كويتية والتمويل خليجي، خير الشاطر والأستاذ حسن مالك اتفقوا مع دعونا نسميه حزب مبارك أو خندق مبارك، الذي فيه ناصر العتيبي والخليجيين وفي شيوخ سعوديين منهم الأمير فهد بن عبد العزيز والفريق الذي جاء به فريق مبارك وابراهيم كامل ومحاميه وكل الفريق هذا اتفقوا أنهم وصلوا لمبلغ 105 مليار دولار في مقابل أنهم يسووا قضية وقضايا أولاده الإثنين، ولكن بشرط أن يحضر هذا الاتفاق أطراف من جبهة الإنقاذ وشخصيات عامة على أن لا يبقى تأثير هذا أمام الرأي العام المصري أنكم أنتم تبيعون حق الشهداء وتبيعوا الثورة في مقابل فلوس تنقذ الاقتصادي المصري.

وقبل أكثر من سنة كانت توقع أحد البرامج الساخرة الشهيرة في مصر الإفراج عن مبارك وإجهاض ثورة الخامس والعشرين من يناير .

مثل ما نحن عارفين ما يسمى بالثورة لم تغير أي شيء وعلى شان هذا الثورة فشلت، والعائلة المباركة رجعت إلى الحكم والثوار الخونة دخلوا ترى، كانت أيام صعبة، الحمد لله ربنا نجانا منها الحمد لله اليس كذلك يا ديما، كذلك ونصف يا باشا.. ثم إننا ولوصول نشاهد عينة ولأول يوم في الاندفاعة هذه التي يسموها ثورة ونحن نعلم أنها لعب عيال لقلة مندسة من البلطجية والصابع الخفية والخارجية التي ينبغي قطعها، منهم لله خربوا البلد.

مبارك الذي في يوم من الأيام دفاعه وصفه بأنه ملاك ذو جناحين، مبارك دفاعه الذي قاله عليه أنه يؤيد ثورة 25 يناير، اليوم نقدر أن نقول أنه مفجر ثورة 25 يناير.

هذه السخرية من خبر كان في ذلك الوقت مجرد دعابة بات حقيقة يدافع عنها إعلاميون مصريون كانوا بعد الثورة من أصحاب الحملات على الرئيس المخلوع.

الشعب المصري رفض المحاكمات الاستثنائية، رفض وعملنا وقلنا محاكمات بالقانون، وهذا بالقانون، والقانون يقول الآن أن مبارك يخرج، يخرج، يخرج لا يعجب أن نقف عند النقطة هذه ولا يعجب أننا نعتبرها نقطة مهمة.

يخلى سبيل مبارك لا.. كيف يخرج، الله الله في إيه، انتم ملعوب بكم والله إي.

أنا أريد أن أعرف نحن لا نثق في القضاء المصري، هو مبارك عمل إيه، كل الفلوس التي سرقها ردها، وانتم تصدقوا نصب الأخوان، يوجد قصة ملعوب في أساسها فعلاً، حتمشي بمعيار واحد امشي بالمعيار على الكل، ثم السؤال هنا مهم، هو من الذي أخلى سبيل حسني مبارك أليس القضاء والمحكمة، السؤال هذا للأخوة الثوريين وللأخوة المتضايقين والمتنكدين جداً والذي يحسين أن مبارك راجع والنظام القديم والقصة والخزعبلات والصراصير التي تجري في دماغكم هذه، مثل الصراصير التي تجري في دماغ الأخوان، هذا طبق لمعايير القانون ومواد القانون، وطبق للقانون وسيادة القانون والله لا، وطالما القضاء مستقل والله لا، يبق عايز ايه.

هو مبارك عمل إيه ما كل الفلوس التي سرقها ردها، طيب حيخرج مبارك.

مسرحية شهيرة عنوانها انتهى الدرس يا غبي، الإفراج عن حسني مبارك ولقد أفرج عن كل رجالات دولة مبارك وقياداتها يقول بملئ الفم وبالمقال وبالحال أن هذا الانقلاب هو انقلاب على ثورة 25 يناير.
ويقول البعض إنه من غير المستبعد أن يسمح لمبارك بمغادرة مصر إلى السعودية ليعيش بقية عمره الى جانب الرؤساء المخلوعين السابقين ومنهم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

وربما هذا الأمر كان سببا لوقوع إشكال ومشادة كلامية تطورت إلى اعتداء أحد السعوديين على مصلين مصريين داخل أحد مسجد النهضة في العاصمة الرياض عندما كان خطيب المسجد يتناول الوضع الداخلي في مصر

بالعودة إليك د. سكرية برأيك هل تمكن من عارض منذ بداية الثورة المصرية من إجهاضها بإطلاق الرئيس مبارك؟

ج: كما نعلم جميعاً أن ثورة 25 يناير من قام بها كان ليست أحزاب قوية منظمة لديها هدف واضح ومعلن واستطاعت أن تحرك الجماهير وتنزلها إلى الشاعر وتعمل ثورة وتطيح بالنظام، بل كانت قوى ما يسمى مجتمع أهلي ومدني أكثر منها قوى سياسية منظمة، لذلك مصر تمر في مرحلة انتقالية إلى أن يتبلور هناك قوى سياسية كبيرة قادرة أن تحكم لوحدها وفق برنامج واضح تصوت الناس له، تنتخبه في صناديق الاقتراع، لذلك من البداية كان معروف هناك بضع سنوات كي تستقر الأوضاع في مصر وفق رؤية محددة، استطاع الأخوان المسلمون أن يصلوا إلى السلطة بالانتخاب ولكن حتى هذه كان عليها علامات استفهام لأن عندما انحصرت الانتخابات بين مرشح الأخوان ومرشح الفلول بالتأكيد والثورة كانت لا تزال طازجة فالناس بالتأكيد مكتوية جداً من النظام السابق ولا تريد له العودة، فانتخبت الأخوان المسلمين ليس حباً بالأخوان المسلمين بل كرهاً بالنظام السابق، لذلك حكم الأخوان المسلمين ولم يكونوا مؤهلين للحكم، وليس لديهم البرنامج لا الاقتصادي ولا السياسي ولا الاجتماعي، لذلك رأيناهم يتخبطون منذ اليوم الأول لحكمهم حتى اليوم الأخير، هم لم يغيروا شيئاً من النظام السابق سوى الأسماء التي استلمت الحكم. أما النهج الاقتصادي والنهج السياسي كامب ديفيد، العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، الاقتراض من صندوق النقد الدولي بقيت كما هي كما كانت أيام حسني مبارك.

س: د. ما رأيك فيما ذكر عن وجود صفقة شاركت فيها السعودية للإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك؟

ج: هذه مسألة غير مستبعدة بالتأكيد لأن خاصة أننا رأينا هناك كرم خليجي غير مسبوق لدعم مصر وخلال أيام معدودة كان هناك رقم 12 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت لدعم الحكم المصري الجديد بعد الإطاحة بحكم الأخوان المسلمين، للسعودية حسابات خاصة، السعودية والأخوان المسلمين حول سوريا هم على اتفاق تام حول ما يجري في سوريا ولكن السعودية تخشى من الأخوان المسلمين أن يصل هذا الزخم إلى المملكة السعودية وتطيح بنظام آل سعود لأن الخطاب المؤثر في المجتمع السعودي هو الخطاب الإسلامي وليس الخطاب العلماني بالتأكيد. لذلك كان هناك عمل على من ضمن هذه المرحلة الانتقالية واليت لا يوجد فيها قوة وحيدة قادرة أن تحكم مصر بمفردها كان هناك دعم والجيش هو القوة الأكبر وما زالت المؤسسة الأقوى في مصر، لا أستبعد أن يكون هناك اتفاق ما جرى للإفراج عن حسني مبارك، ولكن حتى لو عملية الإفراج عن حسني مبارك اليوم ما عادت تخيف أحد، فالثورة المصرية ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو هي ثورة مستمرة والشعب المصري كسر قيد الخوف وانطلق إلى الشارع ولديه تصور واضح حول الهوية، الهوية الوطنية لمصر، مصر القوية، مصر المتحررة من الإملاءات الغربية والأميركية تحديداً ومن الارتهان إلى المال السعودي، مصر التي تعود كما كانت في الخمسينات والستينات.