ماهي رسالة حركة الشباب من عملية نيروبي؟

الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

القاهرة ( العالم ) 23/9/2013 – اعتبر خبير الشؤون الافريقية أيمن شبانة ان تنظيم حركة الشباب الذي قوض الاستقرار السياسي في الصومال وفي اقليم القرن الافريقي ككل أراد من خلال الهجوم على المركز التجاري في نيروبي ان يثبت انه مازال قائما ومازال موجودا على الساحة الصومالية ، وان خروجه من معقله الاساسي في ميناء كسمايو ماهو الا تكتيك مؤقت اضطر اليه بعد الهجوم الذي شنته عليه القوات الكينية .

واضاف شبانة ان تنظيم حركة الشباب توعد القوات الكينية بأنه سيجمع صفوفه مرة اخرى وسيهاجم الكينيين ، لكن المفاجئة المدويّة هي ان هذا التنظيم لم يهاجم القوات الكينية الموجودة على الاراضي الصومالية وانما شن هجومه في عمق الاراضي الكينية ونفذ بالفعل هجوما نوعيا داخل نيروبي هو الاكبر منذ تفجيرات 1998 .
وبالتالي فان حركة الشباب المجاهدين ارادت ان تثبت وجودها وأن توجه رسالة الى الشعب الكيني بأنكم لستم في مأمن حتى وانتم داخل الاراضي الكينية وبالنتيجة عليكم ان تُمارسوا الضغط على حكومتكم لسحب القوات الكينية من الاراضي الصومالية ، كما اراد التنظيم ان يُثبت للحكومة الصومالية وحلفائها الاقليميين والدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية ان الصومال لن تهنأ بالاستقرار الذي تصبو اليه منذ عام 1991 مالم يتم ادخال الشباب المجاهدين وغيرهم من التنظيمات ذات المرجعية الاسلامية في معادلة السلطة في الصومال .
لكن المشكلة الكبرى كما يقول خبير الشؤون الافريقية هوان تنظيم الشباب لا يريد التفاوض ولا يقبل الحلول الوسطى ويعتبر نفسه هو الجماعة المنتصرة ويرى في الحكومة الصومالية حكومة مُرتدّة وعميلة وان قتالها واجب ، وبالتالي كانت عملية اقتحام المركز التجاري في نيروبي هي خير  تعبير عن مجمل الرسائل التي ارادت حركة الشباب توجيهها سواء الى الداخل الصومالي او لكينيا او لحلفاء حكومة مقديشو الاقليميين والدوليين.
واشار شبانة الى ان ما يجري في الصومال وفي كينيا مرتبط بالاوضاع في القرن الافريقي ككل، فحركة الشباب المجاهدين مدعومة من ارتيريا رغم انكار الجانب الارتيري لذلك ، كما يوجد تفاهم بين الجانب الكيني وبين اثيوبيا واوغندة وبوروندي الموجودة قواتها في الصومال ، فكل هذه التداخلات تشير الى ان ما يجري في كينيا الان له ارتباط بمجمل الاوضاع في القرن الافريقي ، ويمتد هذا الى التأثير العالمي لان ما يجري في هذه المنطقة يهم الدول الكبرى خاصة وان الصومال يشرف على خليج عدن ويُعتبر المدخل الجنوبي للبحر الاحمر الممتد الى قناة السويس ثم البحر المتوسط حيث تمر بهذا الطريق نحو 10% من تجارة العالم وكميات كبيرة من نفط بعض دول الخليج الفارسي .
واعرب الخبير الافريقي عن اعتقاده في ان الحكومة الكينية ستفكر بعد عملية نيروبي الارهابية بسحب قواتها من الصومال خشية قيام حركة الشباب الصومالية بهجمات اخرى داخل كينيا .  
  Ma.17:42.23