ألاسد: فات زمان السلاح الكيميائي ولا أعتقد أن مؤتمر جنيف-2 سيعقد

ألاسد: فات زمان السلاح الكيميائي ولا أعتقد أن مؤتمر جنيف-2 سيعقد
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "لا مشكلة لدى دمشق لحضور جنيف-2 الا انه يرى ان جنيف-2 لن يعقد" حسب ما نقلت عنه صحيفة الاخبار .



 

وافادت صحيفة الاخبار اللبنانية الاثنين نقلا عن الرئيس السوري أن السلاح الكيميائي هو سلاح ردعي فات زمانه لثلاثة اسباب: أولاً، تطوير قوة الردع الصاروخية السورية، الممكن استخدامها منذ اللحظة الأولى للحرب، أنهى ضرورة الكيميائي، الذي لا يستخدم إلا كرصاصة أخيرة، عندما يستخدم العدو ترسانته النووية. ثانيا، جرى تقدم كبير في العقدين الماضيين في طرق استيعاب ومعالجة آثار السلاح الكيميائي. ثالثا، الحرب الداخلية.
وأوضح الرئيس الأسد أن "سوريا أوقفت تصنيع الاسلحة الكيميائية في 1997 واستعاضت عنها بالاسلحة التقليدية التي يراها العامل الحاسم في الميدان"، مشيرا الى أنه أقام البنية التسليحية لجيشه على الصواريخ، "تكفي السيطرة بالنار على مطارات «إسرائيل» لتشلها". معروف أن قوة اسرائيل بسلاحها الجوي. وقال:"لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري".
وعن فوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائزة نوبل للسلام، علّق الرئيس الأسد ممازحاً: "هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي".
واعرب الأسد عن اعتقاده ان "مؤتمر جنيف-2 لن يعقد، وإن حددوا له موعدا في تشرين الثاني". وقال: "ربما يحصل فقط تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى ابعاد شبح الحرب"، مشيراً الى انه "لا مشكلة لدى سوريا بالحضور. مطلبها واضح ويقوم على مبدئين: صندوق الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين. الأول للموافقة على اي اتفاق يجري التوصل اليه ولاختيار اي رئيس مقبل للبلاد. والثاني لوقف الحرب. كلما قتلنا الف ارهابي، دخل البلاد ألفان".
ورأى ان "مشكلة الغرب في أن الجماعة التي يدعمونها للمفاوضات مفككة، وليس لها سيطرة على الارض. "الحر" بات في حكم المنتهي. عناصره تركوه إما للانضمام إلى الجماعات الإسلامية (السلفية التكفيرية)، أو إلى الدولة، حيث عاد بعضهم وهو يقاتل الآن في صفوف الجيش السوري. لم يبق من القوى التي دعمها الغرب والخليج (الفارسي) سوى الارهابيين، هؤلاء لا مكان لهم في جنيف 2".
واعتبر أن "المشكلة لدى الطرف الآخر، الغربي تحديداً. إن من يستطيع الغرب اشراكه في المؤتمر لا سيطرة له على الارض، ومن لديه سيطرة على الارض لا إمرة للغرب عليه".
واستذكر أنه"ذات مرة جاءه الاخضر الابراهيمي حاملا اليه تقديرا اميركيا بوجود الفي مجموعة مسلحة. سأله الرئيس السوري عن تقديره هو، فاجاب 1200 مجموعة. من يستطيع التحكم فيها وضمان تنفيذها لاي اتفاق سياسي".
وقال الأسد: "لم يتصل أي مسؤول عربي بنا حاملا وساطة أو مشروع حل عربي، كانوا دوما صدى لـ"سيدهم" الغربي، بل أكثر من ذلك. يقول إن الغرب، بكل مساوئه، كان في التعامل معنا أشرف من بعض العرب. كوفي أنان كان شريفا واستقال، غيره من معاونيه العرب لم يفعل ذلك". وأصر على ان هذا الملف مؤجل البحث فيه الى ما بعد الازمة. لا يريد أن يتعامل معه بانفعال على طريقة معمر القذافي عندما توجه الى أفريقيا"، مشددا على "الانتماء العربي لسوريا"، معتبرا ان "هذا الامر غير مرتبط بالضرورة بجامعة الدول العربية. إطار هذا الانتماء من الناحية العملية وشكله وطريقة التعبير عنه يحدد في ما بعد".
على الصعيد الميداني، قال الأسد أن "الحرب كر وفر. مرة نستعيد منطقة ومرة نخسر أخرى، لكن إذا ما أخذ بالاعتبار المسار العام للأمور، نجد أن الجيش السوري يتقدم على نحو واضح". وتحدث عن مشكلتين بالتحديد. درعا والجبهة الأردنية من جهة، حيث إن المقاتلين والأسلحة لا يزالون يتدفقون من هناك. لا همّ إن كان عبر النظام الأردني أو عبر الخليجيين. إنها جبهة تنزف مقاتلين. وجبهة الشمال. حلب بالتحديد، القريبة من الحدود التركية. الدعم التركي يبقيها مفتوحة. "الآن يعاني الأتراك مشكلة بعدما سيطر تنظيم القاعدة على المعبر". أما باقي المناطق، فلا مشكلة فيها".
ونفى الاسد على نحو قاطع ما نشر قبل أيام عن أن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، حمل معه رسالة من أمير قطر الجديد اليه .
وأكد ان موقف العراق من سوريا جيد جدا.
وشدد على أن مصر هي حصن العرب، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع "كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الأميركية"، كما أكد أن "العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي. القنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت. الآن العلاقات مع مصر أفضل من العهدين الفائتين".
ورأى أن "المشكلة في تركيا تنحصر في شخص رجب طيب أردوغان. الشعب التركي ضد سياسته في سوريا. آخر استطلاع رأي أظهر أن أكثريته الساحقة ضد المشاركة في أي عدوان علينا. حتى الرئيس عبد الله غول بدأ يعبر علنا عن معارضته لسياسة رئيس وزرائه. رأى غول أنه اذا كان اردوغان يريد أن يضيّع نفسه، فلا داعي إلى أن يضيع الحزب معه (في اشارة الى العدالة والتنمية)".
وأوضح ان "الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء. في النهاية، السعودية ليست إلا دولة قبائل وأشخاص. العلاقات الفردية هي المقررة. عندما يختلف أحد هؤلاء معنا تصبح السعودية كلها مختلفة معنا. أصلا السعوديون ناصبوا سوريا العداء طوال الـ20، 30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم. عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا، لكن هناك دائما الطابع الشخصي في السياسة السعودية".
وشدد الاسد على ان سوريا لن تتبع نسخة لبنانية او عراقية تحت أي ظرف. وقال: سوريا كانت وستبقى دولة قومية علمانية مدنية لان هذه هي الصيغة الوحيدة الملائمة لتماسك سوريا التي تتمتع بالتعددية الدينية والطائفية والعرقية. الدين بالنسبة إليه هو المظلة التي تتفيأ فيها كل القطاعات، من سياسة واقتصاد وثقافة وغيرها، لكن لا تسييس للدين في سوريا لانها ببساطة وصفة لتفكيكها. للدين دوره الروحي والانساني، وللمؤسسات الدينية دورها الدعوي.
وأشاد الرئيس الاسد بالدور الوطني الكبير الذي يؤديه رجال الدين الوطنيون في الحفاظ على وحدة النسيج السوري ومكافحة الافكار التكفيرية، وذكر بالتخصيص الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي استشهد في هذه الطريق.