استنكارات واسعة لانتهاكات السلطات السعودية لحقوق الزوار بالمدينة المنورة

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٠٩ - ٠١:٥٩ بتوقيت غرينتش

يرى العديد من المتابعين للشان السعودي ان الاحداث الاخيرة لم تكن وليدة الصدفة او حدث طارئ على الساحة الداخلية طوعته بعض الظروف الآنية.

حيث كان لتفاقم الاضطرابات الشعبية التي شهدتها المملكة موخرا تسليط الضوء بشكل مباشر على حجم الاضطهاد والتعسف السلطوي الذي يمارس ضد الطوائف الاسلامية التي تختلف مع ملة الحركة الوهابية والسلطات الحاكمة هناك.

ورغم محاولات التعتيم التي تمارسها وسائل الاعلام السعودية على ملفي حقوق الانسان والديمقراطية طفت على السطح حجم الهوة بين طرفي المعادلة في تلك الدولة، ومدى حجم الفساد المستشري في اوساط السلطات القضائية والاجرائية.

فيما يذهب البعض الى اعتبار ما يجري انتفاضة على واقع فرض نفسه منذ بداية تاسيس المملكة مما يؤشر الى بوادر انهيار الوحدة الوطنية والانقسام القسري للمملكة وان بعد حين.

فقد استمرت في مدينة القطيف الواقعة شرق السعودية مسيرات الاحتجاج ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وشارك في مسيرة احتجاج نظمت في شارع المطاعم ما يزيد عن الخمسمائة شخص من سكان القطيف.

وأفادت مصادر الى أن التواجد الأمني كان كثيفاً في مداخل ومخارج المدينة أسفر عن إحباط المزيد من المسيرات وإلقاء القبض على رجلين.

وكانت مطالب قد انطلقت عبر الانترنت تعود لجهات طالبت جمهور الشيعة بالخروج للتظاهر في أماكن حددتها تلك المواقع وبعض المدن والقرى ذات الاغلبية الشعيبة الشيعية مثل سيهات و العوّامية.

وقال رجل دين بارز فضّل عدم الكشف عن اسمه "نحن طالبنا أنصارنا بعدم الخروج إلى الشارع وقلنا لهم عبر المنابر أن لدينا كمواطنين خطوطنا المفتوحة مع الحكومة ونستطيع أن نصل إلى تحقيق مطالبنا عبر الحوار المباشر معها".

يذكر ان وزير الداخلية السعودي قد وجه اوامر بالافراج عن مجموعة من اللذين كانوا موقوفين في أعقاب أحداث مقبرة البقيع في المدينة المنورة .

وقد صدرت خلال الأيام الماضية دعوات من رجال دين لإطلاق سراح المعتقلين الذي قبضت عليهم السلطات أثناء زيارتهم لمقابر في منطقة البقيع في المدينة.

و دعا الشيخ حسن الصفار وهو احد رجال الدين البارزين في السعودية، الملك عبدالله بن عبد العزيز الى التدخل لإنهاء ما وصفه بـ "الممارسات العنيفة والإهانات" من قبل أفراد "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ضد الزوار الشيعة.

حيث خرجت في مدن القطيف وصفوى والعوامية مسيرات احتجاجية شارك فيها المئات تنديدا بأعتداءات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضد الزائرين الشيعة في المدينة المنورة.

وذكر شهود عيان أن مسيرة خرجت عصرا من حي القلعة في قلب مدينة القطيف شارك فيها المئات من الشبان ورفعوا خلالها شعارات مناوئة لممارسات "الهيئة".

وطوقت قوات مكافحة الشغب السعودية التي حضرت بالمئات المنطقة المحيطة وأغلقت كل المعابر المؤدية لمكان المسيرة.

ولم ترد أنباء بشأن مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي لجأت بحسب شهود لدخول الشوارع الداخلية لحيي القلعة والبستان.

وتزامن ذلك مع خروج مئات المتظاهرين في مدينة صفوى بمحافظة القطيف هتفوا كذلك بشعارات منددة بممارسات الهيئة ضد الزائرين في باحة الحرم النبوي الشريف.

قوات الأمن تواجدت بكثافة عند التقاطعات الرئيسية في صفوى وقال مشاركون في المسيرة أن قوات مكافحة الشغب حاصرت البلدة القديمة حيث جابت المسيرة الشوارع الداخلية دون ورود أنباء عن أي صدامات.

وفي تطور لاحق فتحت قوات مكافحة الشغب السعودية النار على مسيرة احتجاجية في بلدة العوامية خرجت مع ساعات المساء الأولى وسط حضور أمني مكثف في الشوارع البلدة.

وقال شهود عيان أنهم سمعوا دوي اطلاق نار كثيف أثناء تفريق قوات الأمن للمحتجين الذين قدروا بالمئات.

وشهدت العوامية على مدى الإيام الماضية خروج مسيرات مشابهة نددت بممارسات "الهيئة" وأطلقت قوات الأمن النارخلالها لتفريق المتظاهرين.

وعقب ذلك شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في القطيف والعوامية طالت عددا من المشاركين فيما وصفتها مصادر بالاعتقالات العشوائية التي طالت أبرياء بعيدين عن المنطقة التي شهدت المسيرات.

وقدرت مصادر مطلعة أعداد المعتقلين بـ 16 معتقلا من العوامية وحدها أغلبهم دون 18 سنة.

ووفقا لمصادر مقربة أرغمت السلطات الأمنية قائدي سيارات على الطريق العام على الترجل من سيارتهم واقتادتهم مقيدي الأيدي لمركز الشرطة.

وفي شان متصل اعتدت مجموعة سلفية متشددة في المدينة المنورة على فتى شيعي بالطعن والضرب بآلات حادة وأصابته بجروح خطرة أدت لسقوطه مضرجا بالدماء ولاذت بالفرار.

وذكر شهود عيان أن المجموعة السلفية المكونة من ستة أشخاص اعتدت على الفتى عبد الله حسين آل خلف (16 سنة) من بلدة القديح في محافظة القطيف.

وذكر الشهود أن المعتدين الذين أطلقوا لحاهم استعملوا اخشابا وآلات حادة وانهالوا جميعا على الضحية الذي تلقى اصابات غائرة في منطقة الرأس.

ونقل الخلف فور الاعتداء لتقي العلاج ف