عراقجي: التخصيب لا يقبل التفاوض ولن ننقل اي مادة مخصبة من ايران

عراقجي: التخصيب لا يقبل التفاوض ولن ننقل اي مادة مخصبة من ايران
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 20-10–2013- قال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون القانونية والدولية ان سرية المفاوضات بين ايران و السداسية الدولية دليل على جديتها وكذلك رغبة الطرفين في تحقيق الهدف المنشود لها.

وقال عراقجي في مقابلة اجراها مساء الاحد مع قناة العالم: من السابق لاوانه الحكم على نتائج المفاوضات الاخيرة بين ايران والسداسية الدولية في جنيف الا ان جدية المفاوضات والتطرق الى مواضيع وقضايا ذات مضامين حقيقية وتفاصيلها هي من خصائصها البارزة وان اتفاق الطرفين على عدم نشر تفاصيل المفاوضات دليل على جديتها ورغبتهما في تحقيق الهدف المنشود لها.

 
القلق من تقديم تنازلات لعبة اعلامية :
وردا على سؤال بشان احتجاج بعض التيارات الداخلية على عدم نشر تفاصيل المفاوضات والقلق الموجود من تقديم تنازلات الى الطرف المقابل قال عراقجي: ان هذه  القضايا هي الاعيب اعلامية .. لماذا لم يطرح هذا الاحتمال بان الطرف المقابل قدم تنازلات وانه لايريد ان يفصح عنها لوسائل الاعلام؟ باعتقادي لو نريد ان نجري مفاوضات حقيقية يجب ان نقبل بمقتضياتها.  
واعتبر ان من ضرورات اجراء مفاوضات جادة هي عدم نشر تفاصيلها قبل التوصل الى اتفاق، وقال ان المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 والتوصل الى اتفاق في هذا المجال لها اعداء وعلى راسهم الكيان الصهيوني.    
واشار الى المحاولات المستميتة للكيان الاسرائيلي ورئيس وزرائه لافشال المفاوضات، وقال: ان الكيان المحتل للقدس لن يألوا جهدا في افشال وايجاد عراقيل امام هذه المفاوضات ولذلك فان مسؤولي هذا الكيان ومن خلال القيام بزيارات الى الدول المختلفة والاتصال مع زعمائها بصدد افشالها من جهة، ومن جهة اخرى تقوم وسائل اعلامه ببث دعايات ضد هذه المفاوضات .   
واعرب عراقجي عن اسفه لتاثر بعض وسائل الاعلام الايرانية  بـ" لعبة  الصهاينة " وقال: ان الصهاينة لا يريدون ابدا وصول هذه المفاوضات الى نتيجة ايجابية، ولذلك يجب الا تنشر تفاصيلها.
وحول احتمال قيام اميركا بافشاء تفاصيل المفاوضات للكيان الاسرائيلي قال عراقجي: لاشك انهم شركاء ويقفون في خندق واحد ولذلك على الاميركيين ان يحولوا دون المساس باجواء المفاوضات. 
وصرح: نحن راينا لحد الان بان الطرف المقابل لم يقم بنشر تفاصيل المفاوضات وان مانشر لحد الان في هذا المجال عار عن الحقيقة ومجرد تكهنات ومن خلال دراستها يمكن ان نصل الى هذه الحقيقة بان مصدر هذه التفاصيل المزعومة هم الصهاينة.

  
موعد نشر تفاصيل المفاوضات:
وتابع عراقجي ان الشعب الايراني يعرف جيدا بان الوفد المفاوض لايسعى وراء الدعاية والاستعراض، بل انه بصدد اجراء مفاوضات حقيقية، مؤكدا ان الشعب الايراني يريد الاطلاع على نتائج المفاوضات وانه يعرف جيدا بانه في حال التوصل الى نتيجة فسنعلن تفاصيلها بالتأكيد.
واشار مساعد وزير الخارجية الايراني الى انه شخصيا يصر على نشر تفاصيل المفاوضات في الوقت المناسب وقال: على الجميع ان يرى اجراءاتنا ويشاهد باننا كيف قاومنا ودافعنا عن الشعب الايراني الا انه رغم ذلك فان الشعب الايراني يدرك هذا الموضوع. 
وتابع: لم تنشر لحد الان تفاصيل اي من المفاوضات النووية السابقة، بل كانت تنشر فقط المشاريع المرتبطة بالمفاوضات والخطوط العريضة لها، بعد ان يتبين عدم وصولها الى نتيجة.  
وصرح: بالتأكيد لدينا خلافات جادة مع مجموعة  5+1 وهذا الامر لايمكن انكاره. لدينا خلافات عميقة في بعض الحالات، الا انه رغم ذلك فاننا نامل بان نصل الى تسوية مشتركة لهذه الخلافات.
 

لسنا منبهرين:
واشار عراقجي الى ان ايران ليست لها ثقة بالطرف المقابل وقال: نحن لسنا منبهرين وليس لدينا تفاؤل تجاههم، الا اننا كدبلوماسيين نامل بان نصل الى حل. ومما لاشك فيه فان هذا الامر صعب ولنا طريق طويل في هذا المجال، الا ان المهم هو هذه الحقيقة باننا في مفاوضات جنيف وللمرة الاولى  قد وضعنا اقدامنا في طريق واحد.   
واشار عراقجي الى ان مجموعة 5+1 لم توافق  لحد الان على مضمون المقترح الايراني وقال: انهم قبلوا الاطار المطروح من قبل ايران واننا من الان فصاعدا سنسير في هذا الاطار الا ان هذا الطريق هو طريق صعب وطويل وله اعداء كثيرون. 


مسيرة المفاوضات المقبلة ونقاط الاختلاف والاشتراك:
وقال عراقجي  ان الطرف المقابل قد قبل الاطار الذي اقترحناه الا انه لحد الان لم نصل الى اتفاق حول المواضيع المدرجة داخل الاطار ومما لاشك فيه هناك خطوات مختلفة يجب ان نخطوها وان الطرفين قد قبلا بسياسة " خطوة خطوة " واتخاذ خطوات متبادلة ومتزامنة.    
وصرح مساعد وزير الخارجية الايراني: انه حصل تقدم الى حد ما في مفاوضات جنيف حول كيفية اتخاذ الخطوات المذكورة وجرى نقاش حول الافكار العامة للطرفين ونامل بان نبدا في الاجتماع القادم مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك مؤكدا انه حصل توافق في اجتماع جنيف حول موضوع "الاطار" وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة كبيرة.

  
موعد رفع الحظر:
وتابع عراقجي: الخطوة الاولى تتضمن اجراءات يقوم الطرفان باتخاذها بغية بناء اجواء الثقة. الا انه لم يحصل توافق حول هذه الاجراءات. انهم قدموا اقتراحات ونحن ايضا قدمنا اقتراحات ومن البديهي ان الطرفين يجب ان يقوما ببناء الثقة ولو قمنا باجراءات لكسب ثقتهم فعليهم ايضا ان يقوموا باجراءات لكسب ثقتنا وان احد هذه الاجراءات هو رفع الحظر وان هذا الاجراء يجب ان يتم من الخطوة الاولى وحتى الخطوة الاخيرة بحيث ان الحظر يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار في جميع الخطوات وترفع جميع العقوبات في الخطوة الاخيرة.     
واضاف عراقجي: نحن لدينا هدف مشترك وهو ان تحافظ ايران على برنامجها النووي السلمي بما فيه عملية التخصيب وترفع جميع العقوبات. ومن اجل تحقيق هذا الهدف ستتخذ خطوات مختلفة بحيث سيتم خلالها بناء الثقة تدريجيا وترفع العقوبات تدريجيا لكي نصل الى الهدف المشترك وكذلك نصل الى المرحلة التي ترفع فيها جميع العقوبات. 
 

موقف ايران من عملية التخصيب:
وحول حق ايران في عملية التخصيب وموقف مجموعة 5+1 تجاه هذا الحق، قال عراقجي: بالنسبة لموضوع التخصيب فان موقفنا واضح للغاية لان عملية التخصيب حق بديهي للشعب الايراني ولذلك لايمكن مناقشة هذا الحق ولن ندخل في مفاوضات حول هذا الحق، الا ان ابعاد ومستوى وتفاصيل عملية التخصيب يمكن التحدث عنها ونحن كما اعلنا مرارا مستعدون لازالة قلق الطرف المقابل في هذا المجال.
وحول التوصل الى وثيقة خطية بين ايران والسداسية الدولية قال عراقجي: نحن في نهاية المطاف يجب ان نصل الى وثيقة خطية تبرم بين ايران والدول الست وسنسير بناء عليها. 
 

مستوى المفاوضات المقبلة:
وحول مستوى المفاوضات المقبلة، قال عراقجي: انهم اعلنوا استعدادهم لكي تعقد المفاوضات المقبلة على المستوى الوزاري الا انهم ونحن ايضا نفضل بان يعقد الاجتماع الوزاري عندما يصل الطرفان الى اتفاق حول مضمون وفحوى الاطار وتوفر الارضية لتوقيع الوثيقة الخطية وحتى ذلك الحين فان اجتماعات الخبراء ستعقد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية. الا انه في هذه الاجتماعات سيحضر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لتوجيه المفاوضات.  
وحول اجتماعات الخبراء قال عراقجي: ان الطرفين وافقا على عقد اجتماعات للخبراء بحيث ستعقد هذه الاجتماعات قبل الاجتماع القادم في جنيف، الا انه لم يتخذ بعد اي قرار بشان موعدها ومكانها ونحن على اتصال مع مكتب السيدة اشتون لتحديد موعد ومكان هذه الاجتماعات مؤكدا ان الهدف من عقدها هو البحث حول المجالات العلمية والنووية والقضايا المرتبطة بالحظر الذي يتضمن القضايا المالية والتجارية والمصرفية وغيرها من القضايا بحيث سترفع نتائجها الى اجتماع مساعدي وزراء الخارجية في جنيف.   
وحول مزاعم صحيفة نيويورك تايمز بشان البدء في مناقشة الافراج عن الاموال الايرانية المجمدة في اميركا، قال عراقجي: ان كل هذه القضايا والقضايا المماثلة هي مجرد تكهنات اعلامية ولا ندري ما هو الهدف منها.  
واضاف: ان الشيء المحسوم من وجهة نظرها هو انه خلال العملية التفاوضية واتخاذ الخطوات المتبادلة يجب ان ترفع جميع العقوبات وتفرج عن جميع الاموال الايرانية وتلغى جميع العقوبات سواء العقوبات المفروضة من قبل مجلس الامن او المتعددة الاطراف او الاحادية الجانب.    
وتابع عراقجي ان الاميركان ومن خلال مشاركة خبير في قضايا الحظر المفروض على ايران في مفاوضات جنيف قد اثبتوا جديتهم في رفع الحظر وان مدى الجدية في هذا الامر سيثبت في المستقبل. 
وحول احتمال نقل مواد نووية الى خارج الاراضي الايرانية، قال عراقجي: اعلنا بشكل قاطع انه لن تنقل اي مادة من ايران وان مجموعة 5+1  قد قبلت بهذا الامر .  
وتابع ان الجانب الغربي وخلال السنوات العشر الماضية مارس انواع الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية ضد ايران الا انه لم يصل الى نتيجة وان الشعب الايراني قد صمد امام هذه الضغوط والتهديدات ولم يسمح للغرب بان يصل الى مبتغاه عبر هذه الطرق بحيث توسعت وتطورت برامجنا عمليا وان تقنيتنا في مجال دورة الوقود وصلت الى مراحلها النهائية تقريبا، وقد توصل الغرب الى نتيجة مفادها بانه ليس بمقدروه ان يفعل اي شيء ولذلك دخل المفاوضات بشكل  اكثر جدية من السابق، الا ان هذا لا يعني ان الغرب قد تخلى عن مقاصده وغاياته، بل انه من اجل التوصل الى مطالبه قد انتهج الاسلوب الدبلوماسي بدل اللجوء الى التهديد والحظر.