الازمة المالية تلقي بظلالها على الاوضاع الاقتصادية في الامارات

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٠٩ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

إجتذب النمو المذهل لامارة دبي مئات الموظفين والعمال والاف الاجانب خلال السنوات الاخيرة، الا ان تداعيات الازمة المالية العالمية حطم حلم الكثيرين منهم مع بدء شركات عمليات تسريح لموظفيها.

وتسبب النمو المتسارع للمدينة بقيادة قطاع العقارات في توافد كثيف للاجانب الذين قدموا الى دبي بحثا عن الرواتب المرتفعة والغياب شبه التام للضرائب.

ويشكل الوافدون اكثر من 85% من سكان دبي الذين يقدر عددهم باكثر من مليون ونصف المليون نسمة، وبحسب ارقام شبه رسمية بلغ عدد سكان الامارات في نهاية 2007 حوالى 6.4 ملايين نسمة، بينهم 5.5 ملايين اجنبي (منهم ثلاثة ملايين عامل).

وبما ان تأشيرة الاقامة في الامارات العربية المتحدة مرتبطة بعقد العمل، فان مجرد التسريح من الوظيفة يعني انه على الوافد مغادرة البلاد مع عائلته في غضون شهر، ما لم يجد عملا جديدا وكفيلا جديدا يتيحان له الحصول على اذن جديد بالاقامة.


وفي خطوة غير مسبوقة أبدى أربعة من كل 10 وافدين استعدادهم لمغادرة الإمارات، حسبما خلص استبيان جديد إلى أن أربعة من كل عشرة وافدين عن استعداده لمغادرة الإمارات في وقت فقد فيه ثمانية بالمائة منهم وظائفهم.

ويظهر الاستبيان الذي أجرته شركة "ريل أوبنين" للأبحاث الكترونياً أن 40 بالمائة من الوافدين يبحثون عن وظيفة جديدة في دولة أخرى خلال الشهور الإثني عشر المقبلة.

وفي غضون ذلك، فأن نسبة أخرى بلغت 25 بالمائة أما فقدوا وظائفهم أو أنهم يتوقعون أن يتم تسريحهم خلال الفترة الزمنية ذاتها.

وأجري الاستبيان الذي شمل 500 مقيم يعملون في جميع القطاعات في الإمارات في منتصف فبراير/شباط، أي قبل أسبوع واحد من شراء البنك المركزي الإماراتي 10 مليارات دولار من صكوك بقيمة 20 مليار دولار طرحتها حكومة دبي لمساعدة الشركات التي تضررت جرّاء الأزمة الاقتصادية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ريل أوبنيون "دان هيلي" أن نتائج البحث توصلت إلى أن خطة طرح الصكوك قد تثبت أنها جاءت في الوقت المناسب من طرف الحكومة لإعادة الثقة بين السكان من الوافدين.

وذكر "يجب أن يكون لذلك أثر في استعادة الأمن الوظيفي للموظفين الوافدين إذا ما تم استخدامها لدعم الشركات والمشاريع".

وأضاف هيلي "غير أنه مازالت توجد بعض التحديات الخطيرة ويبدو أن الوافدين يستغلون هذه الفترة لتقييم الخيارات المتاحة لهم بدلاً من ترك الآخرين يقررون مصيرهم".

مع هذا، أظهر الاستبيان كذلك أن 58 بالمائة من الوافدين الذين استجابوا للاستبيان يعتقدون أن الإمارات هي أفضل مكان للعيش من أي دول أخرى محتملة.

من ناحية أخرى طغى الشعور بعدم الرضا عن إجمالي تكلفة المعيشة على الوافدين حيث ذكر 75 بالمائة منهم أنهم "غير راضين"، وقال 45 بالمائة منهم أنهم "غير راضين للغاية" عن هذه الناحية في الإمارات.

وأوضح "هيلي" أن النتائج بيّنت أن عدم الشعور بالأمن الوظيفي كان أحد هموم الوافدين وأن ارتفاع تكاليف المعيشة هو الهم الآخر.

وقال "يتركز إنفاق الكثيرين منهم على السكن وأن 62 بالمائة منهم غير راضين عن ذلك. وأن 77 بالمائة من الذين لهم أطفال يشعرون بعدم الرضا تجاه مستوى وجودة التعليم مقابل تكلفته".

وفي حالة تسريحهم من العمل، ذكر 34 بالمائة من العاملين الوافدين أنهم سيفكرون في إنشاء أعمال خاصة بهم خلال 12 شهراً.

وذكر "هيلي" أن ذلك يعني أن على الحكومة الإماراتية أن تضمن وجود أنظمة مناسبة لدعم وتشجيع قيام الأعمال الصغيرة.

وأوضح "من المتوقع أن تشكل تكلفة الإعداد والإيجار أمراً مهماً بالنسبة لهم وسيساعدهم في ذلك توفير خيارات قابلة للتطبيق بالإضافة إلى التكلفة العامة للمعيشة".

على صعيد اخر وفي ظل تاثير الازمة المالية على الاوضاع الاقتصادية في الامارات، قالت شركة لاندمارك الاستشارية في تقريرلها الأحد ، إن أسعار العقارات في أبوظبي تراجعت بما يصل إلى 25%، منذ الذروة التي لامستها في الربع الثالث من 2008، وإنه من المرجح أن تواصل تراجعها.

وأضافت أنه بالنسبة للعقارات المقرر تسليمها بعد عام 2011، من المرجح أن تتراجع الأسعار حتى 10%، عن المستويات الأصلية بحلول الربع الثاني من 2009.

وقال التقرير إن متوسط أسعار مشاريع التنمية العقارية الطموح للإمارة تراجع في حدود 15 إلى 25%، منذ بلغ ذروته في الربع الثالث من العام الماضي، وإنه يقترب من الأسعار الأصلية في السوق الثانوية.

وقالت مديرة البحوث لدى الشركة جيسي داونز "إننا الآن في خضم حالة من جمود المعاملات في سوق تتطلع إلى الشفافية، وبالنظر إلى الأمام ستكون شركات التنمية العقارية المستثمرون بحاجة إلى أحدث الدراسات التحليلية المبنية على أسس العرض والطلب من أجل اتخاذ قرارات مدروسة".

وأضافت داونز أن المبيعات أصابها الركود وأن شركات التنمية العقارية تواجه الآن احتمال إعادة التفاوض على الأقساط لتفادي التخلف عن السداد والحفاظ على تدفقات نقدية كافية لمواصلة أعمال البنا