وفاة عمال نيباليين في قطر

وفاة عمال نيباليين في قطر
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

قطر مرة أخرى تحت مجهر المدافعين عن حقوق الانسان في العالم . وفاة عشرات العمال النيباليين خلال عملهم ببناء منشآت رياضية لاستضافة كأس العالم عام ألفين واثنين وعشرين أثار ضجة كبيرة وصلت إلى حد وصفها بالفضيحة بعد الكشف عن أن أسباب الوفاة كانت المعاملة السيئة والظروف القاسية جدا التي يعيش فيها العمال الذين يجبرون على العمل في درجة حرارة مرتفعة ولساعات طويلة.

تقرير ... الفائز بتنظيم كأس العالم 2022 قطر... الفائز باستضافة كأس العالم 2022 دولة قطر، قطر ستنظم كأس العالم 2022 .

هكذا اختيرت قطر لاستضافة كأس العالم بكرة القدم عام ألفين واثنين وعشرين وهكذا قدمت صورة مشرقة في عرض نماذج منشآتها الرياضية التي ستقام عليها المباريات الدولية التي ستكون محط أنظار العالم .

هذه الصورة عن المنشآت التي عملت الدعاية القطرية على إبراز الوجه الانساني الحضاري فيها خبأت خلفها صورة مرة عن مأساة إنسانية .

قطر تستعد لنهائيات كأس العالم على جثث الضحايا - عبيد نيباليون يبنون 'أهرامات كأس العالم' القطرية - قطر تجبر العمالة النيبالية للعمل بدون راتب - عمال "عبيد" بكأس العالم بقطر
- قطر “سجن مفتوح”
هذه العناوين تصدرت الصحافة بعد كشف صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرا عن عشرات من العمال النيباليين فقدوا حياتهم في قطر خلال أسابيع قليلة خلال عملهم في بناء منشآت رياضية استعدادا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 .

تحدثت الصحيفة في تحقيق مصور ومكتوب عن العمال النيباليين الضحايا الذين قضوا نحبهم بمعدل عامل واحد في اليوم خلال صيف العام الحالي كما قالت حيث فقد الكثير منهم حياتهم جراء تعرضهم لنوبات قلبية مفاجئة بسبب الظروف السيئة التي عوملوا بها والاستغلال والإساءات التي ترقى إلى مستوى العبودية في العصر الحديث وعلى النحو المحدد من قبل منظمة العمل الدولية.

أربعة وأربعون عاملاً نيبالياً على الأقل توفوا خلال الفترة بين 4 يونيو حزيران و8 أغسطس آب الماضي ومات أكثر من نصفهم بسبب النوبات القلبية وفقاً لوثائق حصلت عليها الغارديان من السفارة النيبالية في الدوحة.

أشارت الغارديان إلى أن تحقيقها وجد أدلة على استخدام العمالة القسرية في مشروعات البنية التحتية لكأس العالم لعام 2022 وتأكيدات من بعض العمال النيباليين بعدم دفع رواتبهم منذ شهور، والاحتفاظ بها لمنعهم من الهرب، ومصادرة جوازات سفرهم من قبل أرباب العمل بمواقع أخرى، ورفض إصدار بطاقات هوية مما جعلهم مثل المهاجرين غير الشرعيين.

بعض العمال النيباليين حُرموا من الحصول على مياه الشرب مجاناً في حرارة الصحراء، فيما لجأ نحو 30 عاملاً إلى السفارة النيبالية في الدوحة هرباً من ظروف العمل القاسية، وتم وضع عمال في قطاع صناعة البناء والتشييد في قطر بأماكن سكن مثيرة للاشمئزاز وبمعدل 12 عاملاً في الغرفة الوحدة، وقال بعضهم بأنهم أُجبروا على العمل من دون أجر واضطروا للتسول من أجل الحصول على الطعام.

اتحاد النقابات العمالية الدولي اعترض على صمت الفيفا اتجاه وضع حقوق العمال المذري، شهر يوليو الماضي سجل مصرع 32 عاملاص غالبيتهم من النباليين لا يتخطون الثلاثين من العمر، هذه الإمرأة نبالية توفي زوجها نتيجة غياب اللوائح الصحية والعمل لساعات طويلة في الحرارة الشديدة وكشفت أن ظروفه كانت سيئة حيث كان يقطن في غرفة غير مكيفة يتقاسمها مع اثني عشر رجلاً آخرين.

وأبلغ مدير المنظمة الدولية لمكافحة الرق «إيدين ماكويد» الصحيفة "أن الأدلة التي كشفت عنها الغارديان دليل واضح على الإستخدام المنتظم للعمالة القسرية في قطر، وهذا العدد المذهل من الوفيات للعمال المستضعفين يخرج عن اطار العمل القسري ويرقى إلى مستوى العبودية القديمة حيث جرت معاملة البشر كأدوات".

اتحاد النقابات دعا الفيفا إلى عدم السماح بإقامة المونديال بالنظام القائم على العبودية الحديثة، شارين بورو الأمين العام للاتحاد كشفت عن وجود أكثر من مليون ومائتي ألف شخص يجبرون على العمل في درجة حرارة قصوى، فضلاً عن عدم توفر أي نوع من الحماية لحقوق العمال، واتهمت بورو السلطات القطرية بعدم اتخاذ أدنى إجراء لتحسين ظروف العمال، يتكيف مع المعايير الدولية لحقوق العمال، وطالبة رئيس الفيفا جوزف فلاتر بتوجيه رسالة واضحة لقطر تعكس الاستياء العارم من هذا الوضع.

الاتحاد الدولي لكرة القدم أعرب عن القلق الشديد بعد تحقيق الغارديان ووعد بإثارة الموضوع مع السلطات القطرية.

فيما قالت اللجنة العليا لكأس العالم 2002 إن قطر تتحرى قضية الانتهاكات بحق عمال نيباليين ، أما النيبال فقد استدعت سفيرتها في الدوحة بعد وصفها قطر بأنها “سجن مفتوح”

لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. نزيه منصور أهلاً بك.

س: د. تعليقك بداية على تحقيق الغاردين حول وفاة العمال النباليين في قطر؟

ج: لا أعتقد أنه فقط معاملة العمال النباليين، يجب اخذ الموضوع بشكل أوسع هل سقط العمال النباليين أم أنه هي الحادثة الوحيدة التي حصلت الفريدة في قطر، هذا الموضوع يشكل اليد العاملة في دول الخليج "الفارسي"، ومدى تطابق ذلك مع حقوق الإنسان ومع منظمة العمل الدولية ومع حقوق الإطفال وحقوق النساء، هذا جزء من كل موضوع العمال النباليين، هناك العديد من العمال الأجانب خاصة من الدول الآسياوية الذين لا ينالون الحد الأدنى من حقوق الإنسان من ظروف السكن وظروف العمل، الإقامة، الحرية، التواصل، السفر، الوراتب، الطعام، إذاً هي تتناول كل ظروف الحياة وتشمل كل العمال الذين يعملون تحديداً في دول الخليج ومدى الإساءة إليهم، هل يعاملوا كإنسان أم الأمور تعود إلى أيام الجاهلية كيف كان هناك السيد والعبد، هذا الموضوع يجب أن يناقش من هذه الزاوية وأن لا تأخذ حادثة قطر لا أعتقد أن العمال النباليين هو عينة نموذج من المعاملة لبقية اليد العاملة.

س: ولكن د. منصور كيف تفسر مزاعم قطر بالدفاع عن حقوق الإنسان خارج حدودها، بينما تعامل عمالاً يبنون منشآتها الرياضية وكأنهم عبيد على حد وصف طبعاً تحقيق الغارديان الذي أيدته السفارة النبالية في الدوحة؟

ج: لا شك أن حالة قطر الأخيرة في السنوات الأخيرة ولاحظنا التغيير الذي حصل على مستوى القمة، والتصرفات التي كانت تمارسها سلطة قطر أو ما يعرف بإمارة قطر على صعيد العربي حتى أنه وصل الطيران الحربي القطري يقوم بعمليات حربية في مالي، أصبحت قطر تمارس دورها على الساحة الدولية وتتجاوز الإقليم، وتتجاوز طبيعتها الديموغرافية والسياسية. إذاً عندما الإنسان يشعر أنه هو أكثر مما هو عليه يصل إلى مرحلة يمارس غير ما يقتنع من هنا تفضح هذا العمل، هذا يعتبر جريمة بكل معنى الكلمة ما حصل، إذاً ها التناقض بين ما تتصرف به داخل قطر والتعاطي مع اليد العاملة الأجنبية في قطر وما تطالب به وما تدعي وتزعم أنها تؤيد الحركات التي تحصل في هذا البلد أو ذاك، ليس فقط في الوطن العربي على سبيل المثال الموقف القطري في قطر ودعمها للحركات السلفية والتكفيرية ومساهمتها مادياً ودعم عسكري ولوجستي لكل هذه التنظيمات التي حصلت سواء في مصر أو في ليبيا أو في العراق أو في كل، حتى وصل بها الأمر إلى خارج الإطار الدول العربية، لتزعم شيء وتفعل شيء آخر، هذا التناقض الحاصل هو لم يجعل من هذا البلد حالة مستقرة ويفضح تصرفاته ويثبت أنه هو ليس مقتنع بما يقوم به في أعمال خارجية، هو يمثل وهو ينفذ وظيفة أوكلت إليه من قبل تبعيته للغرب وتحديداً الإدارة الأميركية والحلف الأطلسي وما يتبع ذلك، من هنا نجد أن الدور المنوط بقطر هو ليس دور لممارسة حقوق الإنسان، لأنها بالحد الأدنى يجب أن ينتلق من ذاته، تنطلق دعم حركات التحرر من داخل قطر.

س: العنصرية وسوء المعاملة للعمال الأجانب وخاصة من الدول الفقيرة في بعض دول مجلس التعاون، كيف تفسرها؟

ج: لن أكرر ما ذكرته ولكن أضيف في هذا الأمر أنه على المجتمع الدولي وخاصة المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان يجب عليها أن تفتح هذا الملف على كل المستويات الإعلامية وتعود غلى المحاكم الدولية لملاحقة هذا الأمر وأن لا يبقى الأمر هو مجرد، ذكر في إحدى الصحف الغربية مع الأسف الشديد يجب أن تكون لو كان هناك حرية للإعلام في قطر لكانت تصدرت كل صحف القطرية ووسائل الإعلام وخاصة نحن نعرف أن المملكة الإعلامية في قطر ولن أسميها التي تحمل لواء الحرية اليوم في كل الدول العربية والتي هي المملكة الإمبراطورية الإعلامية، تدفع الغالي والنفيس في سبيل تحريك والحديث حامل عنوان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أبعد ما يكون عن ذلك، إذ نرى صحيفة أجنبية غربية، تتصدر هذا الموضوع وتضعه في مقدمة وسائلها الإعلامية، ونرى هؤلاء يغضون النظر هذا هو فضيحة بحد ذاته، وعلى المجتمع الغربي أن يركز على هذا الموضوع وأن تعود هذه الإمارة التي تتبع هذا الغرب ووضعه في مكان صحيح ولا إعطاؤه دور أكثر مما هو عليه.